jo24_banner
jo24_banner

عزيز مصر، وخادمها!

حلمي الأسمر
جو 24 : لا نريد أن نبالغ في تقدير حجم فوز محمد مرسي بمنصب رئيس مصر، ولكنه حدث فاصل وكبير في تاريخ المنطقة، على غير صعيد..

أولا/ مرسي هو بحق رئيس جاءت به ثورة الربيع العربي، التي طالما شكك المشككون بنواياها ومحركيها ومسارها، وهو أول رئيس عربي يقول أنه جاء لخدمة الأمة، لا لتخدمه الأمة!

ثانيا/ قصة حياة مرسي، وسجنه، تستدعي حياة عزيز مصر الذي خرج من سجنها لينقذها و ما حولها، فبعد أن كان سجينا في فبراير شباط 2011 كأحد معتقلي الثورة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك انعكست الأدوار اليوم فصار حسني مبارك وأبناؤه سجناء طرة ومحمد مرسي السجين يخلفه في عرشه و قصره، وهذا المشهد له مغزاه الكبير، وعلامة بشرى للمستضعفين في الأرض، ممن طال انتظارهم ليوم ينتصر فيه الحق على الباطل..

ثالثا/ فوز مرسي رغم الاستنفار الهائل لقوى الثورة المضادة، وفلول الحزب الوطني البائد، وقوى الشر الداخلية والخارجية، له معنى واحد: يجب ألا ييأس الثوار من النصر على كل قوى الظلام، ورغم كل الآراء المعلبة التي تقول أن أمريكا «مترضاش» أو أن إسرائيل لن تسمح، فهما ليسا رب هذا الكون، والاعتقاد أنهما كذلك فيه شرك بالله عز وجل، وخذلان استباقي لكل جهد مبارك يستهدف الانعتاق من رقبة «حكومة العالم» التي تمتص دم الشعوب!

رابعا/ منظومة الأمن العربية مهما بلغت من قوة، بالوسع تفكيكها أو حتى إعادة إنتاجها وقهرها، وما جرى في مصر تحديدا، يثبت ان القوة الوحيدة القادرة على مواجهة هذه المنظومة هم الاخوان المسلمون، وعلى الوطنيين والثوار العرب أن يدركوا أنه بدون هذه القوة لا يمكن أن يقهروا هذه المنظومة ويحجموها، بحيث تعود منظومة أمن لحماية البلد لا لحماية النظام والامتيازات التي يتمتع بها بعض الحيتان من الفاسدين والقتلة والجواسيس!

خامسا/ أخطأ الإخوان كثيرا قبل أن يحققوا ما حققوه، وكان بالإمكان أن يختصروا كثيرا من المعاناة لو مدوا أيديهم لقوى الثورة، فمن يحملهم على الأكف ليس التنظيم فحسب، بل قوى الشعب المؤمنة بالتغيير، وعلى الإخوان أن يستعينوا بهذه القوى لإعادة بناء هذه البلاد التي أفسدها الطواغيت، وأنهكوها بفسقهم وفجورهم، وليعلم الإخوان هنا أن مصدر قوتهم الأساس بعد الله طبعا، هو هذا الشعب وقواه الوطنية، وليس بوسعهم منفردين حل مشكلات تراكمت منذ ما يقرب من قرن كامل!

سادسا/ أمام الإخوان المسلمين الآن فرصة تاريخية لتفكيك كل الأراجيف والإشاعات والأكاذيب التي غزلها حولهم دعاة شيطنتهم، ولن يتم لهم ذلك إلا بإثبات قدرتهم على أن يكونوا فعلا خدما للشعب، رحماء به، كي يقدموا نموذجا مغايرا للطواغيت، وبوسعهم أن يحققوا الكثير إن أقنعوا الشعب أنهم منه وله، وهو قادر على أن يحميهم من أي مؤامرات !
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news