هل يقايض الأردن ''أبو عزام الليبي'' بسفيره بليبيا؟
رغم النفي الرسمي الأردني والليبي لتلقّي أي مطالب من خاطفي السفير الأردني في طرابلس فواز العيطان، فإن وسائل إعلام ليبية بدأت تتحدث عن مطالب للخاطفين تتمثل في الإفراج عن المعتقل الليبي بالسجون الأردنية محمد سعيد الدرسي الشهير بكنية "أبو عزام الليبي".
والدرسي معتقل في الأردن منذ أبريل/نيسان 2006، حيث اعتقلته المخابرات الأردنية مع مواطنين عراقيين في منطقة جبل الحسين وسط عمان، ووجهت له -إضافة إلى عراقييْن وسعودي اعتبروا فارين من وجه العدالة- تهمة الضلوع في "مؤامرة إرهابية" تقضي بتفجير مطار الملكة علياء الدولي، المطار الرئيسي في الأردن.
وأشارت لائحة الاتهام التي وجهتها المخابرات الأردنية للدرسي الذي كان يبلغ من العمر عند اعتقاله 20 عاما، إلى أنه وبقية المتهمين جهزوا حقيبة تحتوي على 3.6 كلغ من المتفجرات أخفوها في ألعاب للأطفال بهدف تدمير مطار الملكة علياء الدولي.
وقضت محكمة أمن الدولة بوضع الدرسي في السجن المؤبد بعد إدانته بتهم "المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحيازة مواد مفرقعة من دون ترخيص قانوني بقصد استعمالها على وجه غير مشروع"، بينما قضت بسجن أحد المتهمين العراقيين خمسة أعوام قضاها وأفرج عنه لاحقا، وحكمت ببراءة المتهم العراقي الآخر.
وكشف القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي "أبو سياف" إلى أن الدرسي معتقل حاليا في سجن "الموقر2" الذي يحوي عددا من أبرز معتقلي التيار السلفي الجهادي، وأبرزهم على الإطلاق "أبو قتادة الفلسطيني" الذي سلمته السلطات البريطانية للأردن العام الماضي، وتعاد محاكمته بتهم تتصل "الإرهاب".
وقال أبو سياف للجزيرة نت إن "الدرسي يعاني ظروفا صحية صعبة، حيث تم استئصال ثلثي معدته بسبب أمراض عانى منها، واشترك في إضراب عن الطعام قبل شهرين زاد من سوء حالته الصحية".
ولفت إلى أنه تعرف على الدرسي في السجن إبان اعتقاله في سنوات سابقة، وأن الليبي كان يبتعد عن الاشتراك في أي نشاطات بدنية ومنها الرياضة نظرا لظروفه الصحية التي يعاني منها منذ اعتقاله.
مطالبة سابقة
كما كشف أبو سياف أن للدرسي ثلاثة أشقاء قتلوا إبان الثورة الليبية على نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، وأن لجنة رسمية ليبية حضرت إلى الأردن عام 2012 والتقت برئيس الديوان الملكي السابق رياض أبو كركي وطالبت بالإفراج عنه، وأن ذات اللجنة توجهت إلى العراق ونجحت في إقناع السلطات العراقية بالإفراج عن عشرة معتقلين ليبيين كانوا يقضون أحكاما قاسية نتيجة اتهامهم بأعمال تفجير وغيرها.
وأعيد تسليط الضوء على قضية الدرسي بعد ساعات من اختطاف ملثمين مجهولين السفير الأردني بليبيا فواز العيطان.
وحمّل رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الجهة الخاطفة للسفير الأردني في ليبيا مسؤولية سلامته، وقال إن حكومته ستتخذ كل الإجراءات لإطلاق سراحه.
وقال النسور في جلسة لمجلس النواب الثلاثاء إن المعلومات التي وردت تشير إلى اختطاف السفير من قبل ملثمين مدنيين لم تعرف هويتهم بعدما أطلقوا النار عليه أثناء توجهه إلى عمله بصحبة سائقه، وقد أصيب السائق إصابات بالغة وتم اختطاف السفير.
وفي تطور ذي صلة، أعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية أنها قررت إلغاء رحلتها التي كانت مقررة إلى العاصمة الليبية طرابلس اليوم الثلاثاء، بعد اختطاف السفير الأردني هناك.
(محمد النجار - الجزيرة)