jo24_banner
jo24_banner

الكلالدة من التحريض على النظام للتحريض على معان

بلال العقايلة
جو 24 : تصريحات وزير الشؤون السياسية خالد الكلالدة، جاءت في غير العادة والمتوقع، لاسيما وأنها صدرت من وزير ذي خلفية يسارية، كان بالأمس القريب على رأس حركة تجوب المحافظات وتحرض ضد الوضع القائم، في أسلوب إدارة الدولة بمرافقها كافة، ما يعني أن هذا الرجل وحركتة التي يرأسها يعون أكثر من غيرهم طبيعة الأزمات التي تمر بها الدولة، والجذور الأساسية لها، إن كانت في جوهرها سياسية ام اجتماعية و تنموية. 


قبل ست سنوات وتحديدا في عهد حكومة نادر الذهبي، زار الكلالدة مع إثنين من رفاقه مدينة معان، لطرح رؤية حركتهم لما يجرى على الساحة المحلية وقتذاك على نخبة من شباب المدينة ومثقفيها، ولم يخف حينها الإحتقان السياسي، والنفس الهجومي على النهج الذي تتبعه الحكومة في بيع اصول الدولة باعتباره تفكيكا لها وفق وصفهم، وحينها لم تغب من سياق عباراتهم كلمة النظام بين الفينة والفينة، فرآها الحضور، ثقيلة على الأسماع، قبل أن تكون دارجة فيما بعد تبعا لأجواء الربيع العربي.

اليوم...يخرج علينا الدكتور الكلالدة، بعد أن انقلب على ذاته وخالف قناعاته، فيشرع بصب الزيت على نار الأحداث، بتصريحاته الغريبة، لينتقل من أيديولوجية التحريض على النظام، إلى التحريض على معان، في سابقة يسارية انقلابية تشكل نسفا للمباديء، وتبعث برسائل مسيئة وفي غير مكانها. هذه المرة سنتجاوز الحديث عن أزمة معان، كحالة اجتماعية اقتصادية تنموية، رغم أهميتها، فالفقر والجوع والبطالة وغياب التوزيع وتكافؤ الفرص، والاقصاء والتهميش وتسييد "..."على رقاب البشر، كلها مشتركات مؤلمة يعانيها الوطن بأكمله.

لكن الحديث اليوم عن معان كورقة إقليمية رابحة يحاول أن يستخدمها البعض، لحسابات متعددة، كأسهل الطرق لعبور الأزمات الصعبة التي يمر بها البلد، فالأردن يعاني من عجز في المديونية وصل لنحو 27 مليار ومرشح ليصل الى 30 مليار دولار نهاية العام.

هذا الوضع الإقتصادي الخانق، أغرى بعض الساسة والمطلعين على خفايا الأمور، ليرسلوا بإشارات هنا وهناك، بعضها على شكل تصريحات كما رشح عن رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي وأخرى مجبولة بالدم، كما هو الحال لوزير الداخلية حسين المجالي، الذي انتصف إلى (أقنومين): يد تقتل في معان، وعين على الدوار الرابع. أبناء معان، أكسبتهم التجارب والأحداث المتلاحقة حسا سياسيا عاليا، يستشرفون خلاله غياهب المجهول، وليس أبلغ من أحداث 2002 التي افتعلتها حكومة أبو الراغب، وجنت على إثرها، مليار و300 مليون دولار،

أموال جبلت بدماء أبناء معان وجراحهم، وهذا الرقم من المليارات أورده باحثون ومختصون غاصوا في أعماق الأزمات وأسبابها. في كل مرة، وقبل كل سيناريو يتم شيطنة المدينة وتشويه صورتها والتحشيد ضدها وتضخيم بعض الممارسات والاخطاء التي نقرها ولا ننكرها، رغم أنها تحدث في دول متقدمة كفرنسا واوكرانيا واليونان، لكن وإن حصلت في معان، فمن ذا الذي يخلصها من تضخيم الاعلام وتحريضه؟.

لقد عبر رئيس بلدية معان ماجد الشراي عن واقع الحال، وهو يجيب على سؤال لمراسلة الجزيزة، بأن أبناء معان يملكون عاطفة دينية بالفطرة، ولايصح أن يستغلها البعض، لسوق المنطقة لسيناريوهات مجهولة، قد تدخل الوطن الى نفق مظلم، ولا أحد يتنبأ العواقب والنهايات، ليحذر الجميع من سيناريو مرعب ويدق أجراس الخطر.

وفي السياق، فإن اسطوانة البحث عن المطلوبين التي يرددها اصحاب القرار، باتت مشروخة ومكشوفة، لاسيما وأن الكثيرين منهم كانوا بالأمس القريب، على دوار الداخلية، وقد اقتيد بعضهم من السجن بحافلات ليشارك في لعبة الاصطفافات، ضد مكون أساسي في الدولة، كما لم يعلم كثير من الناس حقيقة غائبة... وهي أن أبناء معان لا يفرحون ولا يصفقون، حين يطاح بقامة محترمة من حجم الرئيس طاهر المصري. نعم هذه الحال في قضية المطلوبين، فطالما بقي السر في كم الساحر، وفي لحظة، انقلب السحر على الساحر؟.. والحال نفسه في قضايا المخدرات والرعاية التي يتلقاها سدنة هذا الاختصاص، واللبيب من الإشارة يفهم.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير