وقفة في الجامعة الأردنية الاربعاء احتجاجا على تعيين رئيس من خارجها
أثار قرار مجلس التعليم العالي بتعيين الدكتور اخليف الطراونة رئيسا للجامعة الأردنية السبت الماضي خلفا للدكتور عادل الطويسي الذي استقال قبل نحو شهرين، خلافا بين أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.
فقد أعلن أمس أعضاء هيئة تدريس عن نيتهم تنفيذ إضراب مفتوح عن العمل الاثنين المقبل، احتجاجا على تعيين رئيس للجامعة من خارج كوادرها، داعين إلى وقفة احتجاجية اليوم أمام رئاسة الجامعة.
بيد أن أعضاء آخرين اعتبروا أن الاحتجاج "يسقط" الجامعات والمؤسسات العلمية الأكاديمية ذات البعد الإنساني والعالمي إلى مستويات "متدنية"، مؤكدين أنه لا يجوز التعامل مع الجامعة وكأنها قلعة مغلقة، وأن الاعتبار الوحيد في تعيين رؤساء الجامعات يجب أن يكون الكفاءة وحدها بغض النظر من أي جامعة يأتي الرئيس.
وتساءلوا "هل يجوز أن يحتج أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخليجية على تعيين رئيس أردني لها؟"، منوهين الى أن أكثر من أكاديمي أردني سبق وأن تولى رئاسة جامعات خليجية.
كما رأوا أن احتجاج "الأردنية" سيفتح باب الاحتجاج في جامعات أخرى، قائلين إن الطراونة الذي يحتج على تعيينه على سدة رئاسة الجامعة الأردنية "أثبت" كفاءة عالية في رئاسة جامعة البلقاء التطبيقية.
وقال أعضاء هيئة تدريس، في بيان إنهم أرسلوا رسالة إلى وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي رويدا المعايطة طالبوا فيه بضرورة أن يتم تعيين أي أستاذ كفؤ من بين أعضاء الكادر الأكاديمي للجامعة في موقع رئيسها، خصوصا بعد أن "تم تغييب كفاءات الجامعة عن قيادتها منذ 2004".
وأكد البيان "أن الحكومة قامت آنذاك بالانقلاب على القيادات الأكاديمية، وبدأت بالتدخل في الإدارات، ومن ذلك الوقت بدأت مرحلة الانحدار الأكاديمي والإداري في الجامعة، فأصبحت الأردنية أم الجامعات مكانا لتجريب القيادات أو موقعا لإرضاء محاسيب في مراكز القوى".
وأضاف "أن الحراك الذي سيبدأ اليوم بالدرجة الأولى ليس موجها ضد شخص الدكتور الطراونة، والذي نؤكد أنه من الكفاءات الوطنية التي نفخر ونعتز بها، إلا أن الجامعة بعد خمسين عاما على تأسيسها تستحق أن يعين أحد أبنائها رئيسا لها".
وشدد البيان على أن الحراك لا يأتي في إطار التأزيم أو محاولة تزكية أشخاص بعينهم، إنما للقول "كفى استهتارا بهذه الجامعة وأساتذتها"، مشيرا إلى أن "وزيرة التعليم العالي أكدت أنها لن تأبه بكل تلك الكفاءات الوطنية من أبناء الجامعة الذين خرجوا كل القيادات في جميع الجامعات الأردنية وحتى جامعات عربية ودولية".
وتابع "أن مهزلة توصيات واختيار اللجنة التي لم يدر عنها أحد ورشحت أسماء لم يقم مجلس التعليم العالي بمناقشة أي اسم منها أو أي سيرة ذاتية لأحدهم، وذلك أن الوزيرة وضعت الترشيحات وإلى جانبها القرار فما كان من ذلك المجلس المبجل إلا أن يبصم على القرار".
وأضاف "أن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يهيبون بالعاملين فيها، الاستجابة لنداء الحق وأن يقوموا بواجبهم الأخلاقي اتجاه جامعتهم التي أصبحت (مطية لكل وزير تعليم عال لا يتقي الله في هذا الصرح العلمي)".
ودعا أعضاء هيئة التدريس في بيانهم إلى المشاركة بالوقفة الاحتجاجية يوم غد أمام رئاسة الجامعة، مؤكدين أنهم سيمضون في جميع الإجراءات التصعيدية إذا لم يستجب مجلس التعليم العالي لمطالبنا.
كما دعا البيان جميع أعضاء هيئة التدريس إلى التوقف عن العمل يوم الاثنين المقبل، والطلبة إلى الامتناع عن دخول قاعات التدريس وحضور المحاضرات.
بالمقابل، استغربت المعايطة إصدار أعضاء هيئة تدريس بيانا يرفضون فيه تعيين رئيس للجامعة من خارجها، مؤكدة أنها "لا تصدق أن أكاديميين يمكن أن يصدروا بيانا يحمل مثل هذا الموقف".
وقالت لـ"الغد"، إن مثل هذه المواقف "لا تشكل قدوة حسنة للطلبة بل وتدفع باتجاه التعصب"، مشيرة إلى "أن تعيين الطراونة جاء لتعزيز الكفاءات والخبرات الموجودة أصلا في الجامعة الأردنية".
كما لفتت إلى تولي رئاسة أكثر من جامعة من قبل أبناء الجامعة الأردنية، وأن تعيين رؤساء الجامعات في العالم لا يقتصر على أبناء هذه الجامعات أو حتى على أبناء الدولة ذاتها وكل ذلك يأتي من أجل تبادل الخبرات وتعزيزها.