ناصر جودة والامير زيد ؟
ليس منصفا ان يجري تضليل الرأي العام في هذه ايضا.. هناك تفاصيل لم تنشر -او لم يُرد لها ان تنشر- في موضوع الخلاف بين الأمير زيد بن رعد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية ناصر جودة.
موقف الخارجية الاردنية من مختلف الملفات الاقليمية والدولية لا يصنعه مندوبنا في الامم المتحدة، وانحيازاته لا ترسم شكل السياسة الخارجية الاردنية، إلا اذا أرادنا احد كتاب الاعمدة في صحيفة شبه رسمية ان نقرأ العربية من اليسار الى اليمين وهذا بالمناسبة مؤشر على انهم -اي الكتاب- ما عادوا يكتبون للناس، وانما باتوا يوجهون رسائل للقراء بالانابة، او للدقة ينقلون رسائل ومعلومات من مراكز صنع القرار للناس بغض النظر عن صحتها ووجاهتها ومنطقيتها.
للاسف لقد تشكلت حالة اعتماد متبادل بين كتاب ومراكز قرار على نحو تسبب بفك عرى التواصل والالتحام بينهم وبين جمهورهم، وهم يعرفون ذلك جيدا وليسوا معنيين ابدا "بفرملة هذا الانفكاك".
ما حصل في الخارجية هو احد مظاهر التداعي والفشل الذي تعاني منه ادارة الوزير الجهبذ ناصر جودة لمختلف الملفات الساخنة التي يفترض ان تدار بآليات اكثر نجاعة وحرفية. لا يجوز ان يُحمّل مندوبنا مسؤولية خياراتنا واخفاقاتنا، وهذا ليس دفاعا عن الامير او السفير ولكن دفاعا عن حق الناس بالمعرفة والإطلاع على الحيثيات كاملة.. غير منقوصة.. مع ضرورة احترام عقول الناس قبل هذا وذاك.
لا نظن ان دول العالم ستصدق ان مندوبنا اتخذ قرارات ومواقف دون العودة الى الحكومة ومراكز القرار -التي قيل انها مستاءة منه-، كما ان هذه الدول لن تفهم قرار اقالته على انه اشارة ايجابية ومسعى للبدء بازاحات كبيرة في سياستنا الخارجية، ونظن ان الوزير يعرف ذلك جيدا ولكنه يود ان ينهي فصلا طويلا من الخلاف مع الرجل بعد ان تذرع بما نُشر في مقالة "خط" حروفها احد كتاب الاعمدة "الرئيسيين" وهو الذي اصطحبه الوزير جودة في اكثر من مناسبة الى واشنطن ونيويورك..
بعد اقالة الامير هل استعاد جودة سيطرته على عامليه جميعا؟ وهل بات الان قادرا على فرض ارادته دون معيقات؟