بانوراما الحراك: غضب واحباط عارمان.. وأبو عيسى ضحية البلطجة
عمت المسيرات المطالبة بالإصلاح مختلف انحاء المملكة في جمعة اتسمت نبرات أصوات ناشطيها بالغضب والاحباط مما يرونه تراجعا عن الوعود الرسمية بعملية إصلاح شاملة تخرج البلاد من أزمتها.
وجابت مسيرات نظمها أطياف الحراك الشعبي والشبابي والحزبي في الأردن مختلف محافظات المملكة ابتداءاً بشمال البلاد حيث شهدت مدينة إربد مسيرة غضب 8 تغنت باهزوجة "هيي هيي يا ظالمني" مروراً بمحافظتي جرش وعجلون، ووسط البلاد في العاصمة عمان التي استمرت فيهاأجواء مشحونة بين "الموالاة" والناشطين الذين ساروا من المسجد الحسيني في وسط البلد باتجاه ساحة النخيل.
الجنوب الأردني مستمر بإعلاء صوته مندداً بحزمة القرارات الرسمية التي تمس حياة المواطنين، من قرارات رفع الأسعار التي تهل اسبوعياً على جيوب المواطنين إلى قانون الانتخاب الجديد القاصر عن تحقيق طموحات تنمية سياسية فعليه في الأردن.
إربد: لوح بيدك لوح بيدك احنا احرار مش عبيدك
في محافظة إربد سار الآلاف من تنسيقية الحراك الشبابي والشعبي بمسيرة "غضب 8" نددوا فيها بسياسات حكومة رئيس الوزراء فايز الطراونة وقانون الانتخاب الذي أقره مجلس النواب الاسبوع المنصرم، باعتبارهالتفافاً على الإصلاح الذي يتغنى به رجال الدولة.
وفي استهجان للأوضاع التي تعيشها البلد،رددت الأعداد الهائلة المشاركة بالمسيرة بإهزوجة حراك الشمال "هيه هيه يا ظالمني" وهتفت "هاتلي قطعة أرض وشعب.. بعملك فيهم دولة" و "لوّح بيدك لوّح بيدك.. حنّا احرار مش عبيدك."
وانطلقت "غضب 8" من أمام مسجد الهاشمي إلى دوار الساعة في إربد وذلك قبل أن تنهال على المحافظة الشمالية أمطار رعدية غزيرة فاضت مياهها بجوانب شوارع المدينة والقرى المجاورة.
حراك اربد الذي دخل دائرة الاحتجاج بوقت متأخر عن باقي الحراك تصدر المشهد بقوة من ناحية الأعداد وسقف الهتافات.
عمان: مسيرتان في وسط البلد وحي الطفايلة واعتداء على الناشط أبو عيسى
في العاصمة عمان خرج ناشطون من الحراك الشبابي الأردني وتيار الـ 36 في مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني باتجاه ساحة النخيل منددة برفع الأسعار وتمرير ما اعتبروه نسخة مجددة من قانون الصوت الواحد.
وقبيل صلاة الجمعة وأمام المسجد الحسيني، قام عدد من "البلطجية" بالاعتداء على الناشط الشبابي عدي أبو عيسى بضربه في وجهه، إلا أنه عند محاولته تقديم شكوى في مركز أمن المدينة، تم التحفظ عليه وتكبيله قبل أن يتم نقله إلى مستشفى البشير مخفوراً.
وفي حي الطفايلة في جبل التاج هتف مشاركون في مسيرة بعد صلاة الجمعة بشعارات ذات سقف مرتفع هاجموا فيها رموز النظام وجهاز المخابرات والسياسات الحكومية التي وصفوها بأنها استمرار لنهج نهب جيوب المواطنين ومقدرات البلد.
الجنوب الأردني: الكرك والطفيلة والشوبك في إعلاء جديد لسقف الشعارات
الكرك
وشهدت محافظة الكرك اعتصاماً في ميدان صلاح الدين الأيوبي رفضاً لقانون الانتخاب الذي أقره مجلس النواب الاسبوع الماضي واحتجاجاً على سياسة الحكومة برفع الأسعار وطالبوا بإقالة رئيس الوزراء فايز الطراونة وحل البرلمان.
مئات من المواطنين وفعاليات شعبية وحزبية ونقابية كركية عزمت أكدوا على محورية محافظتهم؛ هاتفين "واللى يسرقنا نشيله يا خييه.. ومن دون الكرك ما إلك شرعية" و "إسأل عن نيسان شو سوّو الأحرار.. والله بنعيده بهمة الكركية."
الشوبك
وحين طفح كيل أهالي لواء الشوبك، سخر المتحدثون أثناء وقفة احتجاجية بعيد صلاة الجمعة أمام مسجد التقوى بقانون الانتخاب المقر حديثاً باعتباره استمرارا لمسلسل "التفاهات" الصادرة عن مجلس النواب؛ مطالبين النظام الأردني بوقف "المسرحيات الهزلية التي تستخف بعقول الأردنيين" - بحسب تعبيرهم-.
ولوحظ هذه الجمعة زيادة أعداد المشاركين في حراك الشارع الشوبكي التي اتسمت بالضيق والغليان "لا قبيل لهما" بسبب "الاستفزازات المستمرة" التي يتعرض لها المواطن الأردني من سلطتيه التنفيذية والتشريعية، هاتفين "طفح الكيل وزاد الحد.. صوت الشارع عم يشتد.. واحنا بلشنا بالجد.. للفساد بدنا حدّ."
الطفيلة
وفي محافظة الطفيلة المنتفضة على السياسات الرسمية، جدد المئات من أمام مسجد الطفيلة الكبير مطالبتهم الحكومة بالتراجع عن قراراتها برفع الأسعار وتغطية عجز موازنتها من جيوب الفاسدين بدلا من جيوب الفقراء.
وفي تأكيدهم على أن مطالبهم عنوان وطنيتهم، هتف المشاركون "ياما كنا احنا السد.. نحمي الوطن ونحمي العهد.. وقلنا لا تنكث بالعهد.. عمره الحر ما صار عبد."
الحراك أيضاً استمر في المزار الجنوبي ولواء فقوع ومحافظتي جرش وعجلون.
خلاصة الجمعة:
المشهد الحراكي في الشارع الأردني استمر في جمعة جديدة، فبالرغم من أن المطالب الشعبية الموحدة "هي هي"، إلا أن السياسات الرسمية للنظام الأردني مستمرة أيضاً بمعاندة أي خطوة قد تلمح بأنها إصلاحية بحق.
من رفع الأسعار إلى قانون انتخاب "مجزوء"، احبطت رجالات الدولة الأردنية شعبها مجدداً هذا الأسبوع واستفزتهم بتصريحات حاولت تلميع قانون انتخابها الجديد وتبرير قرارات رفعها للأسعار، كل هذا وما زال المواطن الأردني ينتظر تحركات جدّية لمحاكمة الفاسدين وإبطال سياسات تخدش كرامة المواطنين.
غضب وسخرية وشعارات مست الخطوط الحمراء المتعارف عليها؛ هكذا عبّر الشارع الأردني عن غليانه هذا الإسبوع. وأماالمطالب الإصلاحية فما زالت مغيبة عن أجندة السلطتين التنفيذية والتشريعية قيد الأمل بالتحقيق.
..
..
..
..
..