jo24_banner
jo24_banner

"مفتاح العودة" رمز يغيظ العدو !!

مفتاح العودة رمز يغيظ العدو !!
جو 24 : "مش ضايل من العمر اكتيير يا بني، خذ المفتاح خبآه معك، سيأتي يوم وترجع عالدار، دير بالك على المفتاح، هادا دليل البيت والأرض، ما اتفرط به حتى لو أعطوك الذهب".. هكذا يورث الأجداد أبنائهم مفتاح البيت تمهيداً للعودة المحتومة إلى الأراضي المحتلة.


على الفور حمل الأبناء إرث أبائهم وأجدادهم بطرق متعددة .. فمنهم من وضعه بالمنزل حافظ عليه من الضياع، ومنهم من وضعه على عنقه ليتذكر أرضه ..
ومنذ أن وقعت النكبة لم يدرِ الفلسطينيين أن معركتهم مع الاحتلال الإسرائيلي متعددة الأشكال والأنواع حتى جاء عصر النهضة كما يقول البعض، حينما رفعوا المفتاح كشعار للعودة إلى البيت، حيث تذكر الفلسطينيون أن معركتهم مع الاحتلال متعددة الجوانب فهي: "التاريخية - التراثية - الدينية - الحضارية - العلمية ..إلخ.
المفتاح رمز ثابت للعودة
الكاتب والمؤرخ الفلسطيني أ. سليم المبيض أكد، أن الشعب الفلسطيني رفع مفتاح العودة لأول مرة في الذكرى الـ50 للنكبة عام 1998 في إحدى المسيرات الجماهيرية الكبيرة التي جابت شوارع مدينة غزة وكانت بمثابة الصاعقة للعدو الإسرائيلي.


وأوضح أ. المبيض في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن مفتاح العودة هو رمز ثابت وحق للاجئ الفلسطيني في العودة إلى دياره وهو من الرموز الفلسطينية الهامة التي منها: قبة الصخرة، والمساجد الإسلامية، وقبور الأنبياء، والمسجد الأقصى، .. وغيرها الكثير من المعالم الآثارية التي ترمز إلى حق شعبنا لهذه الأرض المباركة.


الكاتب والمؤرخ أ. سليم المبيض هو أحد أبناء العائلات المهجرة ويبلغ من العمر 70 عاماً وكان يبلغ من العمر 16 عاماً عندما حلت النكبة يتذكرها بكل تفاصيلها وأحداثها الدقيقة .. لعائلته أكثر من 100دنم في الأراضي المحتلة.
وقد قال أ.المبيض: "في الذكرى الـ66 للنكبة يجب أن يُرفع مفتاح العودة في كل المسيرات الجماهيرية التي تجوب الأراضي الفلسطينية لأنه يرمز إلى أحقيتنا في ملك هذه الأرض".
وأضاف: "مفتاح العودة رمز للملكية يجب أن نحافظ عليه لأنه دليلٌ على ملكيتنا لهذه الأرض الطاهرة التي احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948 حتى يومناً هذا".


وتابع قوله: "المفتاح يضم في داخله كل ما نملك من بيوت وأراضي ومنازل هي ملك خالص لنا ودليل على الأمن والأمان والاستقرار، فبالمفتاح نستطيع أن نغلق باب المنزل ونجلس في بيوتنا بأمن واستقرار دون أن تهاجمنا الحيوانات المفترسة".
"بعد أن شنت العصابات الصهيونية المتغطرسة هجماتها البربرية تجاه أبناء شعبنا عام 1948 وقتلت الأطفال وبقرت بطون النساء الحوامل.. خشيت العائلات الفلسطينية من تكرار مشاهد الدمار والخراب والقتل بأبنائهم ونسائهم فأخذوا مفتاح البيت وتركوا كل ما في المنزل من أمتعة لأنهم متأكدين من العودة إليه في يوماً ما". القول للكاتب والمؤرخ أ. سليم المبيض.


ويضيف أ.المبيض: "بعد انتهاء الحرب عادت بعض الأسر إلى منازلها ليقتنوا بعضاً من حاجياتهم، حيث كان وما زال رمز العودة "المفتاح" يورث من الأجداد إلى الآباء إلى الأبناء".
لأول مرة
وأشار إلى أن مفتاح العودة لم يكن حاضراً ضمن الفعاليات والمسيرات التي تُحي النكبة في ذكراها، مؤكداً أن أول مرة رُفع فيه المفتاح كان في الذكرى الـ50 من النكبة عام 1998 حيث رأى الكُتاب والمؤرخون ضرورة أن يكون للعودة رمز يتعلق به الأبناء ويجمع الكل الفلسطيني حوله.


ولفت إلى أن اختيار المفتاح كرمز للعودة إلى البيت الفلسطيني الذي احتلته العصابات الصهيونية زرع الغيظ في قلب العدو الإسرائيلي، حيث يقول الإسرائيليون مقولتهم المشهورة: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، ولكن رمز العودة وهو "المفتاح" أكد للعدو الإسرائيلي أن الصغار أكثر تشبثاً من أبائهم وأجدادهم بالأراضي المحتلة.


وعن شكل المفتاح؛ قال: "قديماً كان مفتاح البيت عبارة عن "الضبة الخشبية" وهذا محفوظ لدى الكثير من العائلات الفلسطينية المهجرة، وأصبح المفتاح حديثاً مصنوع من الحديد".


وشدد الكاتب والمؤرخ أ. المبيض، على أن قضية مفتاح العودة ليست الوحيدة التي تدل على ملكية الأرض للفلسطينيين المهجرين بل يوجد معهم الأوراق الثبوتية (الطابو) المرسوم عليها "الأسدين" البريطانيين وهي موثقة في بريطانيا حتى يومنا هذا.


"تراث الخيمة - بنايات منازلنا - آثارنا القديمة قبل الميلاد – التين والزيتون – الجميز – خبز الطينة – الجلسة العربية الأصيلة – القهوة" وغيرها الكثير من تراثنا وعاداتنا التي ورثناها عن أجدادنا وآبائنا يجب على المتعلمين أن يظهروها لأنبائنا التلاميذ والحديث بأصالتها" القول للمؤرخ أ. المبيض.


وأكد أن معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي ليست على الأرض المحتلة فقط بل أن معركتنا هي معركة حضارية ثقافية تاريخية علمية دينية معركة على كافة الصعد والمستويات ويجب أن نكون يقظين في كل المعارك.
وبين، أن يهودية الدولة التي يريد انتزاعها العدو الصهيوني من المفاوض الفلسطيني هي محاولة لقطع الطريق أمام الأسر الفلسطينية من العودة إلى ديارها التي احتلت عام 1948, مؤكداً أنه لا يوجد في العالم الحديث دولة دينية محضة؛ فالعدو الإسرائيلي يريد اليوم أن يكون له دولة يهودية خالصة يطرد منها المسلم والمسيحي والدرزي وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.فلسطين اليوم
تابعو الأردن 24 على google news