jo24_banner
jo24_banner

المحارمة يكتب: وصول العيطان.. مُنع من التغطية

المحارمة يكتب: وصول العيطان.. مُنع من التغطية
جو 24 : كتب: عمر محارمة - لم يكن اليوم عاديا، فقد أفاق الاردنيون على خبر بدد قلقا كامنا عاشه الجميع مدة سبعٍ وعشرين يوما هي مدة إختطاف السفير فواز العيطان في ليبيا.

لرصد فرحة عودة السفير ومتابعة ومعرفة أية تفاصيل عن عملية الإفراج عنه تدافع عشرات الصحفيين باكرا الى مطار ماركا العسكري الذي كانت ستحط فيه طائرة الملكية الاردنية التي أقلت العيطان من طرابلس الى عمان.

المشهد المنتظر للصحفيين كان ذا بعدين؛ الاول شخصي باعتبارنا مواطنين اردنيين من حقنا أن نفرح بهذا الانجاز، والثاني باعتبار أن الاعلامي وكيل للشعب ينقل اليه الحقائق والمعلومات انطلاقا من الحق الانساني الذي يكفل ذلك.

والشعور الذي كان ينتاب الجميع أن المنطق يفترض إهتمام كافة أجهزة الدولة بإبراز الحدث وتعميمه إعلاميا وإستغلال اية نافذة إعلامية لتحقيق هذه الغاية انطلاق من كونه إنجازا يسجل لمن وجه وتابع و فاوض وشارك في وصول العيطان الى حضن اهله وووطنه.

هذا المنطق على وجاهته لم يكن سيد الموقف، فقد قرر أحدهم القول "أنا هنا" وتلك الأنا كانت تستوجب بالضرورة ان يخالف قواعد المنطق والعمل الحرفي فكان القرار بمنع الصحفيين من تغطية الحدث..

عند مدخل المطار كان أفراد الامن المناط بهم تنظيم عملية الدخول يبلغون الصحفيين انه لا بد من وجود تصريح بالدخول تبين لاحقا أنه يمنح من ثلاث جهات الديوان الملكي العامر ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية والتصريح ليس الا كشفا باسماء المسموح لهم بالدخول.

ما يزيد على خمسين صحافيا نصفهم يمثل وكالات انباء ومحطات فضائية عالمية كانوا جاهزين يوم أمس لتسخير عملهم وجهدهم في خدمة إنجاز أردني يتابعه العالم أجمع، لكن "حرفية" أحدهم قررت أن الاردن ليس بحاجة ذلك.

فجاء قرار منع دخول أي صحفي الى المطار ومنعهم من تغطية هذا الحدث وإقتصار هذا الدور على مؤسستين رسميتين هما وكالة الانباء الاردنية "بترا" والتلفزيون الاردني اللذان قاما بالمهمة نيابة عن الجميع، وحرم الرأي العام الاردني والعالمي من تلقي المشهد من زوايا مختلفة بل أن بعض مندوبي المواقع الالكترونية الذين سمح بدخولهم قبل صدور قرار منع التغطية أجبروا على البقاء في مكتب مغلق حتى انتهت مراسم استقبال السفير.

يتفق كل الخبراء على أن الاعلام لايصنع المعجزات بل يعزز النصر ويقلل من وطأة الهزيمة من خلال عرض الحقائق الى الجمهور بوسائل مختلفة، ولم يصادف الاعلام ان جعل من الفشل نجاحا او العكس ولكن انه يقلل ويعزز كلا الجانبين مع اشتراط توفر البيئة الاعلامية والسياسية السليمة وجمهور له القدرة على التحليل واستنتاج الحقيقة.

الا أن المسؤول الذي إتخذ قرار المنع يوم أمس يختلف مع هذه الحقيقة الثابته ويقرر أن الزاوية الواحدة والكاميرا الواحدة أنفع وأجدى.
تابعو الأردن 24 على google news