ذكرى المكان الأول...
باسم سكجها
جو 24 : ستّ وستّون سنة على النكبة، ولا ينسى الفلسطينيون فلسطينهم، ولا يتقبّلون حتى فكرة أنّ المكان تغيّر، فدمّرت القرى والبيارات وصار للجغرافيا شكل آخر لا علاقة له بالماضي، ولكنّ الذاكرة تحتفظ بصورة المكان الأوّل، وتورّث للأبناء والأحفاد، وكذلك الحنين، وأكثر منه الإصرار على العودة، وعوّدنا التاريخ دوماً أنّه ينتصر على الجغرافيا، ولو بعد حين.
وليس في مثل الليلة كانت هجرة الفلسطينيين، بل كان الإعلان عن «إسرائيل» دولة مستقلة، سرعان ما اعترفت بها الدول الكبرى، وصارت حقيقة تنتظر التغيير منذ ذلك الوقت البعيد، أمّا التهجير فقد بدأ قبل ذلك الإعلان، واستمر بعده وعلى مراحل، والآن يمكن القول إنّ الفلسطينيين الذي يتجاوز عددهم عشرة ملايين موزعون على أرجاء الكرة الأرضية.
ولا يمكن مقارنة الشتات الفلسطيني بأيّ تجربة شتات أخرى في التاريخ، لا اليهودية ولا الأرمنية ولا غيرهما، فحقيقة هذا التهجير أنّه أتى نتيجة طرد شعب من أرضه، ليتوزّع على العالم، وإحضار شعب آخر كان موزعاً في أرجاء الكرة الأرضية، ليسكن بيوت المهجّرين، ويأكل زرعهم، ويمشي في شوارعهم، ويدمّر مقابرهم ليدفن فيه موتاه.
ولم ينس الفلسطينيون، بعد، ذكرى احتلال بلادهم الأوّل، فكيف سينسون إذن هذا الاحتلال المتواصل المنظّم الذي لا يرضى قبول فكرة التعايش، ويذهب في التحدّي إلى المدى الأبعد، ولا يبدو أنّ له نهاية تتّخذ من الحقوق أساساً متيناً، بمعنى أنّ ما سمّي بعملية السلام المزعومة، كانت باتفاق الجميع مجرّد إضاعة للوقت.
(السبيل)
وليس في مثل الليلة كانت هجرة الفلسطينيين، بل كان الإعلان عن «إسرائيل» دولة مستقلة، سرعان ما اعترفت بها الدول الكبرى، وصارت حقيقة تنتظر التغيير منذ ذلك الوقت البعيد، أمّا التهجير فقد بدأ قبل ذلك الإعلان، واستمر بعده وعلى مراحل، والآن يمكن القول إنّ الفلسطينيين الذي يتجاوز عددهم عشرة ملايين موزعون على أرجاء الكرة الأرضية.
ولا يمكن مقارنة الشتات الفلسطيني بأيّ تجربة شتات أخرى في التاريخ، لا اليهودية ولا الأرمنية ولا غيرهما، فحقيقة هذا التهجير أنّه أتى نتيجة طرد شعب من أرضه، ليتوزّع على العالم، وإحضار شعب آخر كان موزعاً في أرجاء الكرة الأرضية، ليسكن بيوت المهجّرين، ويأكل زرعهم، ويمشي في شوارعهم، ويدمّر مقابرهم ليدفن فيه موتاه.
ولم ينس الفلسطينيون، بعد، ذكرى احتلال بلادهم الأوّل، فكيف سينسون إذن هذا الاحتلال المتواصل المنظّم الذي لا يرضى قبول فكرة التعايش، ويذهب في التحدّي إلى المدى الأبعد، ولا يبدو أنّ له نهاية تتّخذ من الحقوق أساساً متيناً، بمعنى أنّ ما سمّي بعملية السلام المزعومة، كانت باتفاق الجميع مجرّد إضاعة للوقت.
(السبيل)