الرميمين الوطن
ايمان نعمه
جو 24 : في عيونهم رمق حنين لا يغيب .. نظراتهم تحكي اشواقهم وحكايات طفولتهم البعيدة ، وهناك دمعة تكاد ان تسقط لكنها تظل عالقة هناك في مقلة العين حيث طبعت صورة بلدتهم الصغيرة وهم هناك زائرون في اجازة سريعة للوطن ، يحاولون التقاط صورا لكل ما يمر من امام ذاكرتهم .. القديمة والحديثة معا .. صور البلدة القديمة والبيوت والارض .. الحقل والبستان والتلة هي الاقرب الى عيونهم المتسمرة في المكان وكأنها تحاول ان تحمله معها . في وجوههم كلمات كثيرة تنطق بلغة السمات والملامح .. بشرتهم التي ما تغير لونها الاسمر مع تغير المكان هي هويتهم التي كتب فيها انا من هنا .. من هذه الارض ، من هذا المكان والى هذا الوطن ما زلتُ انتمي . ربما هي ذكريات التي ارتسمت على ملامحهم بشيء من الحزن واللهفة .. عزيزون قد رحلوا عن المكان لكن كل ما في المكان يتحدث عنهم .. ها هي الارض التي حملت اقدامهم الصغيرة فوقها .. تركض تلعب وتكبر معهم ، قد عرفتهم ورحبت بهم .. وهم شعروا بها وهي الشيء الوحيد الذي لم يتغير .. مثل الام هي الارض حب وعطاء لا يتغير مع الزمن ولا يبدله الرحيل . ما زال عنب الكرم يعيد الى المكان رائحة من سكنوه يوما .. من زرعوا الاشجار واعتنوا بها حتى اثمرت .. هم رحلوا والاشجار ما زالت مخلصة على عهدها .. ما زالت تثمر في مواسمها ربما بطعم اقل نكهة وفرحا .. فرح غاب مع من رحلوا وتركوا حجارة البيت العتيق تنتظر عودتهم .. فهل تكون لهم عودة .
للوجود المسيحي في الاردن تاريخ لا يمكن فصله عنه فهو من اقدم المجتمعات المسيحية في العالم كله ، وهو مهم جدا للاردن لانه يعطيه صفة التعددية والتعايش المشترك ، ويشير الى قداسة ارضه التي شهدت معمودية السيد المسيح عليه السلام في نهرها المقدس نهر الاردن ، الذي يحج اليه المؤمنون من كل اطراف العالم ، فكيف لبلد يحمل هذه الصفة ان يخلو من ابنائه من المسيحيين . في اوائل القرن الماضي القرن العشرين كانت اعداد مسيحيي الاردن تشكل نسبة 20% من سكانه ، اليوم وحسب التقارير المثبتة من عامين انخفضت هذه النسبة الى 3% وما زالت في الانخفاض . وبغض النظر عن الاسباب التي دفعت المسيحيون الى الهجرة بأعداد كبيرة من الشرق الاوسط كله ، فان هجرة المسيحيون اليوم هي من القضايا المقلقة والتي تشير الى مستقبل يخلو من الوجود المسيحي في الاردن بشكل خاص وباقي الدول العربية بشكل عام .
بلدة الرميمين الواقعة ضمن حدود بلدية السلط ( الصلت سابقا وتعني الوادي المشجر او الغابة الكثيفة وتقع الى الغرب من العاصمة عمان ) هي المثال الاكثر تعبيرا عن هجرة مسيحيي الاردن فقد خلت من سكانها الاصليين بنسبة 98% منهم ، والذين ينتمون الى عائلات مسيحية اردنية الاصل . نقلا عن حديث لمختار الرميمين السيد سلطي الصايغ فان عدد المقيمون في امريكا من ابناء عشيرة الصايغ وحدها يبلغ ستة آلاف ( 6000 ) فردا . برزت بلدة الرميمين في السنوات الاخيرة على مواقع التواصل الالكترونية والصحف المحلية والعربية من خلال قضية سجن الرميمين التي اثارها اهالي البلدة المغتربون من بلاد غربتهم .. فلقد استثمروا اموالهم في بلدتهم على امل الرجوع اليها والاستقرار فيها ، لكنهم صدموا ببناء سجن احتل اراضيهم وبشع جمال بلدتهم ولغى صفتها السياحية ولوث بيئتها الزراعية واوقف مشاريعهم الاستثمارية فيها ، هذا السجن اثر تأثيرا كبيرا مادياً ومعنوياً على اهالي البلدة الذين ما زالوا الى هذه الساعة يطرقون كل الابواب من اجل انقاذ بلدتهم والمحافظة على طابعها وبيئتها الخضراء واهميتها السياحية والتراثية والجمالية . اليوم يوجه اهالي الرميمين نداءهم الى جلالة الملك عبدالله الثاني كعادة كل الاردنيين عندما لا يستمع لهم المعنيون بقضاياهم من المسؤولين ، فهم على علم وادراك باهتمام جلالته ودوره الفعال والمميز الذي يقوم به على مستوى عالمي في حوار الاديان ومعالجة مشاكل هجرة مسيحيو الشرق الاوسط واهمية الوجود المسيحي في المنطقة وتشجيع المغتربون على العودة الى وطنهم الاردن والاستثمار فيه . يقول الملك في كلمته امام قيادات الكنيسة المسيحية في الشرق الاوسط .. " لقد لعب المسيحيون العرب دورا رئيسيا في بناء المجتمعات العربية والدفاع عن قضايا امتنا العادلة " . وبمناسبة الزيارة التاريخية التي يقوم بها قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الاول الى الاردن في الرابع والعشرين من الشهر الحالي ايار ، وجه اهالي بلدة الرميمين دعوة الى قداسته لزيارة بلدتهم والاطلاع عن قرب على احوالها على امل ان يكون له دورا في الاشارة الى اهمية النظر لقضية البلدة العادلة وتشجيع عودة المهاجرون منها الى وطنهم الام .
لم تبعدنا المسافات عن الارض التي حملتنا فوقها .. كل شيء يمضي وتبقى هناك صورة تحمل قصة اجدادنا حملناها معنا كما حملنا اسماءنا وكنيتنا .. اجيال جديدة ولدت في الغربة وقد يأتي يوم ونكون فيه مجرد ذكرى .. لكن التاريخ لا يستطيع ان ينكر وجودنا .. نحن من عشنا هناك قد مررنا كل يوم من ايام غربتنا من ارضك ايها الوطن .. تعلمنا منك ان الوطن يسكن في القلب وليس ارضا نبني فوقها بيتا ونسكنها . قد تكون الرميمين مجرد بلدة صغيرة من الاردن ، لكنها صورة تنطق بعبق الوطن .. صورة للوطن وطبيعته الجميلة ببساطتها .. صورة للتعايش المشترك والاخاء والمحبة .. صورة للمغتربين في المهجر من ابناء الوطن .. صورة للتراث والتاريخ الذي يتحدث عن نفسه .. صورة للوطن الذي نحبه ويعيش فينا .. الرميمين صورة من الوطن .
للوجود المسيحي في الاردن تاريخ لا يمكن فصله عنه فهو من اقدم المجتمعات المسيحية في العالم كله ، وهو مهم جدا للاردن لانه يعطيه صفة التعددية والتعايش المشترك ، ويشير الى قداسة ارضه التي شهدت معمودية السيد المسيح عليه السلام في نهرها المقدس نهر الاردن ، الذي يحج اليه المؤمنون من كل اطراف العالم ، فكيف لبلد يحمل هذه الصفة ان يخلو من ابنائه من المسيحيين . في اوائل القرن الماضي القرن العشرين كانت اعداد مسيحيي الاردن تشكل نسبة 20% من سكانه ، اليوم وحسب التقارير المثبتة من عامين انخفضت هذه النسبة الى 3% وما زالت في الانخفاض . وبغض النظر عن الاسباب التي دفعت المسيحيون الى الهجرة بأعداد كبيرة من الشرق الاوسط كله ، فان هجرة المسيحيون اليوم هي من القضايا المقلقة والتي تشير الى مستقبل يخلو من الوجود المسيحي في الاردن بشكل خاص وباقي الدول العربية بشكل عام .
بلدة الرميمين الواقعة ضمن حدود بلدية السلط ( الصلت سابقا وتعني الوادي المشجر او الغابة الكثيفة وتقع الى الغرب من العاصمة عمان ) هي المثال الاكثر تعبيرا عن هجرة مسيحيي الاردن فقد خلت من سكانها الاصليين بنسبة 98% منهم ، والذين ينتمون الى عائلات مسيحية اردنية الاصل . نقلا عن حديث لمختار الرميمين السيد سلطي الصايغ فان عدد المقيمون في امريكا من ابناء عشيرة الصايغ وحدها يبلغ ستة آلاف ( 6000 ) فردا . برزت بلدة الرميمين في السنوات الاخيرة على مواقع التواصل الالكترونية والصحف المحلية والعربية من خلال قضية سجن الرميمين التي اثارها اهالي البلدة المغتربون من بلاد غربتهم .. فلقد استثمروا اموالهم في بلدتهم على امل الرجوع اليها والاستقرار فيها ، لكنهم صدموا ببناء سجن احتل اراضيهم وبشع جمال بلدتهم ولغى صفتها السياحية ولوث بيئتها الزراعية واوقف مشاريعهم الاستثمارية فيها ، هذا السجن اثر تأثيرا كبيرا مادياً ومعنوياً على اهالي البلدة الذين ما زالوا الى هذه الساعة يطرقون كل الابواب من اجل انقاذ بلدتهم والمحافظة على طابعها وبيئتها الخضراء واهميتها السياحية والتراثية والجمالية . اليوم يوجه اهالي الرميمين نداءهم الى جلالة الملك عبدالله الثاني كعادة كل الاردنيين عندما لا يستمع لهم المعنيون بقضاياهم من المسؤولين ، فهم على علم وادراك باهتمام جلالته ودوره الفعال والمميز الذي يقوم به على مستوى عالمي في حوار الاديان ومعالجة مشاكل هجرة مسيحيو الشرق الاوسط واهمية الوجود المسيحي في المنطقة وتشجيع المغتربون على العودة الى وطنهم الاردن والاستثمار فيه . يقول الملك في كلمته امام قيادات الكنيسة المسيحية في الشرق الاوسط .. " لقد لعب المسيحيون العرب دورا رئيسيا في بناء المجتمعات العربية والدفاع عن قضايا امتنا العادلة " . وبمناسبة الزيارة التاريخية التي يقوم بها قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الاول الى الاردن في الرابع والعشرين من الشهر الحالي ايار ، وجه اهالي بلدة الرميمين دعوة الى قداسته لزيارة بلدتهم والاطلاع عن قرب على احوالها على امل ان يكون له دورا في الاشارة الى اهمية النظر لقضية البلدة العادلة وتشجيع عودة المهاجرون منها الى وطنهم الام .
لم تبعدنا المسافات عن الارض التي حملتنا فوقها .. كل شيء يمضي وتبقى هناك صورة تحمل قصة اجدادنا حملناها معنا كما حملنا اسماءنا وكنيتنا .. اجيال جديدة ولدت في الغربة وقد يأتي يوم ونكون فيه مجرد ذكرى .. لكن التاريخ لا يستطيع ان ينكر وجودنا .. نحن من عشنا هناك قد مررنا كل يوم من ايام غربتنا من ارضك ايها الوطن .. تعلمنا منك ان الوطن يسكن في القلب وليس ارضا نبني فوقها بيتا ونسكنها . قد تكون الرميمين مجرد بلدة صغيرة من الاردن ، لكنها صورة تنطق بعبق الوطن .. صورة للوطن وطبيعته الجميلة ببساطتها .. صورة للتعايش المشترك والاخاء والمحبة .. صورة للمغتربين في المهجر من ابناء الوطن .. صورة للتراث والتاريخ الذي يتحدث عن نفسه .. صورة للوطن الذي نحبه ويعيش فينا .. الرميمين صورة من الوطن .