وسط البلد مرة أخرى!
حلمي الأسمر
جو 24 : أمس كتبنا عن منطقة وسط البلد، والموات الذي يكاد يصيبها لصالح مجتمع «المول» وثقافة المول، و كنت التقيت في وقت سابق مهندس القطارات الأردني محمد عيد، وهو ابن عمان مولدا وهوى، لكنه هاجر إلى اوروبا، شأن الكثيرين من ابناء الأمة الباحثين عن الفرص والعلم، وأنشأ في تورنتو في إيطاليا شركة خاصة لتصنيع القطارات، وتسويقها، ونفذ عدة مشروعات بهذا الخصوص في أكثر من بلد، ومنها تركيا..
المهندس محمد عيد، رغم نجاحاته الباهرة في ديار الغربة، لم يغادره حلم العودة إلى الوطن ليخدم أهله وبلده بالعلم والمعرفة الجديدة التي اكتسبها في ايطاليا وفي البلاد الأوروبية، ولكن حلم عيد لم يتحقق حتى الساعة، وتكاد تذهب جهوده سدى، بعد أن طرق أبواب المسؤولين في الأردن، دون أن يحصل على جواب!
من أحلام المهندس عيد التي شرحها لي بالتفصيل، تصور جميل لتطوير منطقة وسط البلد، ضمن حلمه «الوطني» و»القومي» بزراعة تكنولوجيا صناعة القطارات في الأردن، ومن ثم الوطن العربي، مشروع «عيد» الطموح يقوم على تنفيذ عدد من مشاريع القطارات الخفيفة والثقيلة في الأردن، تربط بين أجزاء العاصمة عمان، وتربط عمان بغيرها من المدن، وتربط العاصمة الأردنية بعدد من العواصم العربية، بحيث يكون «النموذج الأردني» أمثولة لبقية الدول العربية، خاصة وإن المشروع يتضمن إقامة مصنع للقطارات في الأردن، لتصدير منتجه إلى بقية الدول العربية!
مشروع «عيد» العماني، يهدف إلى إعطاء العاصمة لباس مواصلات يعتمد على أنظمة المترو, ترام , مونوريل، لتصل بين جميع أنحاء المدينة من دون أية معاناة على المواطنين، اعتمادا على نظام مواصلات المترو والمونوريل بين جميع انحاء العاصمة لتسهيل عملية المواصلات والنقل بين أطراف المدينة ووسطها، وتتضمن رؤيته لوسط عمان، إخلاء وسط البلد (منطقة المسجد الحسيني) من المرور بالسيارات التي تستعمل المحروقات، وإنشاء أول سكة حديدية حديثة لوسط البلد لتعوض المواطنين عن استعمال السيارات الخاصة والعامة من خلال استعمال الترام وهذا بالتالي يحسن وسط البلد ويعيد إشراق وسط عمان ويجعلها منطقة جذب سياحي وترفيهي للمواطنين والسياح، فضلا عن السيطرة على التلوث البيئي والضوضاء والإزعاجات والازدحام المروري، حيث سيتم وضع بعض السيارات الكهربائية أمام المداخل التي تؤدي إلى وسط البلد, وهذه السيارات يتم استعمالها لجميع المواطنين من خلال اشتراكات شهرية أو سنوية او شراء بعض الساعات لاستعمال هذه السيارات الكهربائية، ونتائج استعمال الترام والسيارات الكهربائية في منطقة وسط البلد سيجعلها –كما يقول- محورا لعمان ويعيدها إلى سابق عهدها من الازدهار وبدون تلوث بيئي وسمعي!
حلم جميل كما ترون، وقد يثير سخرية البعض أيضا، أو احتجاج بعض المنتفعين، ولكنني اعتقد أن تنفيذ مثل هذا المشروع سيعيد الألق لوسط عمان، الذي نرتبط به وجدانيا وتاريخيا، كما أنه يشكل على نحو ما نوعا من الحضور الحضاري، في حال تم تنفيذ مثل هذا المشروع.
أهم ما في رؤية المهندس «محمد عيد» انها لن تكلف الخزينة اية أموال، لأن مشاريعه كلها تقوم على استثمار هذه المشاريع من قبل شركة أو شركات متخصصة، لمدة زمنية معينة، لكي تؤول ملكيتها في النهاية للدولة.
حلم جميل يستحق أن يراودونا على الأقل في منامنا، إن لم يكن على أرض الواقع!
hilmias@gmail.com
(الدستور)
المهندس محمد عيد، رغم نجاحاته الباهرة في ديار الغربة، لم يغادره حلم العودة إلى الوطن ليخدم أهله وبلده بالعلم والمعرفة الجديدة التي اكتسبها في ايطاليا وفي البلاد الأوروبية، ولكن حلم عيد لم يتحقق حتى الساعة، وتكاد تذهب جهوده سدى، بعد أن طرق أبواب المسؤولين في الأردن، دون أن يحصل على جواب!
من أحلام المهندس عيد التي شرحها لي بالتفصيل، تصور جميل لتطوير منطقة وسط البلد، ضمن حلمه «الوطني» و»القومي» بزراعة تكنولوجيا صناعة القطارات في الأردن، ومن ثم الوطن العربي، مشروع «عيد» الطموح يقوم على تنفيذ عدد من مشاريع القطارات الخفيفة والثقيلة في الأردن، تربط بين أجزاء العاصمة عمان، وتربط عمان بغيرها من المدن، وتربط العاصمة الأردنية بعدد من العواصم العربية، بحيث يكون «النموذج الأردني» أمثولة لبقية الدول العربية، خاصة وإن المشروع يتضمن إقامة مصنع للقطارات في الأردن، لتصدير منتجه إلى بقية الدول العربية!
مشروع «عيد» العماني، يهدف إلى إعطاء العاصمة لباس مواصلات يعتمد على أنظمة المترو, ترام , مونوريل، لتصل بين جميع أنحاء المدينة من دون أية معاناة على المواطنين، اعتمادا على نظام مواصلات المترو والمونوريل بين جميع انحاء العاصمة لتسهيل عملية المواصلات والنقل بين أطراف المدينة ووسطها، وتتضمن رؤيته لوسط عمان، إخلاء وسط البلد (منطقة المسجد الحسيني) من المرور بالسيارات التي تستعمل المحروقات، وإنشاء أول سكة حديدية حديثة لوسط البلد لتعوض المواطنين عن استعمال السيارات الخاصة والعامة من خلال استعمال الترام وهذا بالتالي يحسن وسط البلد ويعيد إشراق وسط عمان ويجعلها منطقة جذب سياحي وترفيهي للمواطنين والسياح، فضلا عن السيطرة على التلوث البيئي والضوضاء والإزعاجات والازدحام المروري، حيث سيتم وضع بعض السيارات الكهربائية أمام المداخل التي تؤدي إلى وسط البلد, وهذه السيارات يتم استعمالها لجميع المواطنين من خلال اشتراكات شهرية أو سنوية او شراء بعض الساعات لاستعمال هذه السيارات الكهربائية، ونتائج استعمال الترام والسيارات الكهربائية في منطقة وسط البلد سيجعلها –كما يقول- محورا لعمان ويعيدها إلى سابق عهدها من الازدهار وبدون تلوث بيئي وسمعي!
حلم جميل كما ترون، وقد يثير سخرية البعض أيضا، أو احتجاج بعض المنتفعين، ولكنني اعتقد أن تنفيذ مثل هذا المشروع سيعيد الألق لوسط عمان، الذي نرتبط به وجدانيا وتاريخيا، كما أنه يشكل على نحو ما نوعا من الحضور الحضاري، في حال تم تنفيذ مثل هذا المشروع.
أهم ما في رؤية المهندس «محمد عيد» انها لن تكلف الخزينة اية أموال، لأن مشاريعه كلها تقوم على استثمار هذه المشاريع من قبل شركة أو شركات متخصصة، لمدة زمنية معينة، لكي تؤول ملكيتها في النهاية للدولة.
حلم جميل يستحق أن يراودونا على الأقل في منامنا، إن لم يكن على أرض الواقع!
hilmias@gmail.com
(الدستور)