jo24_banner
jo24_banner

رئيس من جماعة محظورة!

حلمي الأسمر
جو 24 : يا رب لك الحمد كما ينبغي لعظيم وجهك وجليل سلطانك..

الكلمات تتضاءل أمام إعلان مرسي رئيسا لمصر.. والشكر موفور لكل من هنأني شخصيا بفوزه، والتهنئة والدعاء موصول لكل من حبسوا أنفاسهم خوفا على مصر، وعلى الأمة، ومستقبلها.

مرسي هو رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي كان يُتبع اسمها بوصف «المحظورة».. وهو عضو بها يجلس على كرسي رئاسة أكبر وأهم دولة عربية وإسلامية.

وهو أول رئيس جمهورية وأول زعيم عربي منتخب مباشرة من الشعب، في التاريخ العربي المعاصر.

وهو رئيس خرج من سجن وضعه فيه «الرئيس» المخلوع» إلى قصر الرئاسة، ليتم تبادل الأدوار والأماكن، بين السجين والرئيس!

اليوم نجحت الثورة المصرية، وهو يوم لا يعادله إلا خلع مبارك، وهروب بن علي، وتنفيذ حكم الشعب في القذافي!

اليوم، نجح الربيع العربي، وها نحن نقطف أول ثمار شجرته المباركة، واليوم ندعو معارضي هذا الربيع والمشككين فيه، والمتحفظين عليه، ندعوهم جميعا ليراجعوا أنفسهم، ويبتهلوا إلى الله أن يمن على هذه الأمة، بأن نرى الربيع يزهر ويثمر في جميع بلادنا..

اليوم يفرح أهل غزة، ويبوء سكان تل أبيب بالخسران والخيبة، بعد أن جهزوا زجاجات الشمبانيا، للاحتفال بشفيق!

اليوم، هو تاريخ فارق في حياة الأمة، ليس من أجل مصر فحسب، بل لأن ما جرى غير مسبوق في تاريخ العرب الحديث، وهو يؤسس لسابقة جديدة، فمن حق كل البلاد العربية والإسلامية أن تتمتع بنصيب أو بكنانة من أرض الكنانة، التي ما خلت كنانتها في يوم ما!!

رئيس غير كامل الدسم!

هكذا يتحدث البعض، وهذا كلام تعوزه الدقة، فمرسي أول رئيس مدني في حياة المصريين، والرئيس هو من يقرر أن يكون كامل الدسم أو خاليا من الدسم!

رئاسة مرسي هي محنة (لا منحة) جديدة للإخوان المسلمين، وللمشروع السياسي الإسلامي، الذي بات أمانة بعنق الجماعة، وأنصارها، فكل حركة أو سكنة ستحسب عليها، وهي أمام اختبار عسير، ونحبس أنفاسنا خوفا ورجاء على مستقبل هذا المشروع!

سيمر وقت طويل قبل أن نصحو من هول ما جرى، سواء قبل أو أثناء الانتخابات، أو بعدها وبعد إعلان النتائج، فكونك «أخا مسلما» فقد كان ذلك كفيلا بحرمانك من وظيفة «فراش» في دائرة حكومية في بلاد العرب، تصنع الشاي والقهوة للموظفين، وها هو أخ مسلم يتربع على عرش رئاسة بلد التسعين مليون عربي!

نجح مرشح الثورة، في وجه مرشح النظام السابق، ونجحت مصر الثورة، ونجح الربيع، والمجد والخلود لشهداء الثورة، السابقين واللاحقين!

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..الدستور
تابعو الأردن 24 على google news