تحوّل وزير..

جو 24 : يبدو ان للكراسي سحرا لا تُفك طلاسمه.. أو أن من يجلس عليها يكون بالأصل ساحرا يتحوّل لشخص اخر يختلف في كل مرة بحسب الكرسي الذي يجلس عليه..

بعد أشهر قليلة من جلوس وزير الإعلام، د. محمد المومني، أمام مجلس حقوق الانسان في جنيف للدفاع عن واقع الحريات في الأردن، وبخاصة حرية الإعلام، عاد الرجل إلى وطنه.. حيث الواقع المختلف تماما عما حاول تصويره لمندوبي الوفود الدولية هناك، فتبدّلت كلمات الوزير من حديث حول حرية الإعلام وضمانات حرية التعبير إلى رسائل "جامدة" للصحفيين ووسائل اعلامهم بأن عملكم وما تنشرون يجب ان يحاكي النهج الرسمي وإلا فإنكم ستكونون تحت وطأة المحاكمة أمام القضاء العسكري بتهمة "الارهاب"!

تبدّل الأقوال وتغيّر الخطاب عند المومني يدفع للشكّ والتساؤل، هل الوزير هو صاحب القرار الحقيقي فيما يتعلق بشؤون الإعلام تحديدا؟ أم ان له مرجعيات في الحكومة تملي عليه التصريحات والتلويحات التي يخرج بها علينا من حين إلى اخر؟ وان لم يكن كذلك، فهل الوزير يُعنى حقا بشؤون الاعلام وتنظيمه أم انه يسعى مع حكومته لتقييده؟!

واضح ان حكومة د. عبدالله النسور تواصل تعزيز مسيرة "العرفية" التي بدأها سلفه فايز الطراونة، باقرار وانفاذ التشريعات التي تُغلق أي منفذ قد يتسبب بازعاج سلطات لا يُعجبها كشف وسائل الاعلام لتجاوزات أي صاحب قرار فيها، ولا حتى ايصالها لأصوات المعارضين لها.