jo24_banner
jo24_banner

رأيان جهاديان في «داعش»!

حلمي الأسمر
جو 24 : يختلف كثير من الناس حول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف باسم «داعش» اختصارا واحتقارا، ففي الوقت الذي يصنف فيه تنظيما «إرهابيا» حسب قوانين الغالبية الساحقة من دول العالم، تجد أن هناك في صفوف الجماهير العربية من يناصره ويؤيده، خاصة بعد «غزواته» الناجحة في العراق، حيث دغدغ على نوع أو آخر مشاعر تواقة لأي انتصار حتى ولو كان مشوبا بالغموض، والمخاطر، بعد الفظائع التي ارتكبها المالكي بحق شعب العراق، سنة وشيعة، على حد سواء، وبين المؤيدين، والمعارضين، ثمة فئة لرأيها وزن خاص، كونها تقف في صف «السلفية الجهادية» التي كانت الحاضنة التي نبت فيها التنظيم، وهؤلاء لرأيهم اعتبار معين خاصة لدى من يؤيد داعش، ويتمنى أن تبسط نفوذها على بقية بقاع المنطقة، باعتبارها «الراية» التي تخلصهم من الجور والظلم، وتعيد للأمة «كرامتها!» وعزتها!
الرأي الأول للشيخ أبي محمد المقدسي الذي يعرف بأنه «منظر التيار السلفي الجهادي» في العالم، وأطلق سراحه أخيرا من السجن في الأردن، وقد جاء هذا الرأي للمقدسي قبل إطلاق سراحه، وضمنه في بيان حال «الدولة الإسلامية في العراق والشام «والموقف الواجب تجاهها ونشرته مواقع جهادية مختلفة، وهو متداول على نحو واسع في شبكة الانترنت، ويمكن قراءة نصه في هذا الرابط: http://justpaste.it/fm4t ويعود نشره إلى فترة وجيزة من هذا العام، وقد جاء هذا الرأي بعد أشهر طويلة من «الأعمال والاتصالات المتعلقة بالتجهيز والتحضير لمبادرة كان سيطلقها الشيخ للصلح والتحكيم بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في الشام» كما يقول أحد المواقع الجهادية، الذي يشير أن الله يسر خلال ذلك للشيخ ما أراد من تواصل مباشر مع عدد من القادة والشرعيين من كلا الطرفين، بل من مختلف الجبهات.. فكان مهجع الشيخ ورشة عمل على مدار الساعة، مضيفا، أن الجميع سيشهد خلال الأيام القادمة بإذن الله ثمرات الجهود المتواصلة لكافة المشايخ والقادة وطلاب العلم الفضلاء في بيان حقيقة الدولة وما جنحت إليه من غلو وسفك للدماء المحرمة والإعراض عن التحاكم لشرع الله!
يقول الشيخ المقدسي في بيانه: راسلنا أخانا الشيخ القائد المجاهد أيمن الظواهري حفظه الله، ووضعناه في صورة سعينا في القيام في مبادرة إصلاح أو تحكيم بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، إلى ان يقول: وتعلمون أن تنظيم الدولة قد سفك الدماء المحرمة؛ وهذا موثق، ورفض الانصياع لقادة المجاهدين ومشايخهم ومبادراتهم ونصائحهم؛ إلى أن يتحدث عن «سوء فهمهم وسوء مقاصدهم، ليبرروا معاصيهم ويبرروا تمردهم وشقهم لصف المجاهدين، وهي مبررات تثبت وتؤكد سطحيتهم وضحالة تفكيرهم وتهلهل فقههم ونزوعهم إلى الغلو وتضخيم المسائل وإعطائها أكبر من حجمها» ثم يعلن بصراحة وأنا اقتبس من كلامه: «أن تنظيم الدولة في العراق والشام؛ تنظيم منحرف عن جادة الحق، باغ على المجاهدين، ينحو إلى الغلو، وقد تورط في سفك دماء المعصومين، ومصادرة أموالهم وغنائمهم ومناطقهم التي حرروها من النظام، وقد تسبب في تشويه الجهاد، وشرذمة المجاهدين، وتحويل البندقية من صدور المرتدين والمحاربين إلى صدور المجاهدين والمسلمين .. إلى غير ذلك من انحرافاته الموثقة «
أما الرأي الثاني، فهو للدكتور طارق عبد الحليم، وهو اسم معروف لدى من له اهتمام بالتيار السلفي الجهادي، ورأيه محترم لديهم، حيث يقول في مقالة في موقع منتدى المقريزي : إن كُتب لهذه التنظيمات، وعلى رأسها تنظيم البغداديّ الحروريّ، ومعه أنصار الإسلام وجيش المجاهدين، أن تنتصر، وأن تعيد أرض العراق لأهلها، فإنه، من المعلوم بالضرورة من عقيدة تنظيم البغدادي، أنه سيكون ناراً على قادة الفصائل الإسلامية التي تحارب معه اليوم جنباً لجنب. وستبدأ عمليات اغتيالٍ ومداهمات لمراكزهم، وقتل لمواليهم بلا شك. فعقيدة هؤلاء، التي لا تتبدل ولا تتحول، أنهم على الحق كله، وأن غيرهم على الباطل كله، فهم يملكون الحق وغيرهم لا يستحق الحياة إن لم يكن معهم عليه. هذا معروف متفق عليه، لا ينكروه هم أنفسهم. وهذا ما سيؤدي إلى حمامات دم ستتبع انتصارات قادمة إن تحققت. ولا يغرّن أحد عدم التفاتهم لهذا الأمر اليوم، فهم والله يعملون تقية ويستخدمون بقية الفصائل لصالحهم حتى إذا تم الأمر، ضربوهم بيد من حديد. وهذا الأمر هو الخطر الداخلي الأكبر على التقدم الإسلاميّ في هذه المعركة، ضد الصفوية.
هذان رأيان أسوقهما هنا من باب العلم بالشيء، قبل إطلاق الأحكام والأحلام، خاصة لدى من يطيشون على شبر ماء، ولا يستطيعون التفريق بين النهار الكاذب، من النهار الحقيقي!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news