أنا الشامُ أُمكُمُ
مؤامرةٌ حُبُكمْ
خِيانةٌ عَهدُكُمْ
زورٌ إخلاصُكُمْ
تَواطؤٌ صَمتُكُمْ
جّفَ الحَياءُ في وجوهِكُمْ
أيهَ الرَئيس... يا نائِبَ البرلمانْ
يا قائدُ الجيشُ صاحبُ الصُولجَانْ
يا مَن في الأمسِ مَنحتني الأمانْ
أترضى قتلَ أمكَ لتبقى في هيبةِ السلطانْ؟
أدميتُموني... أنا الحسناء بينكُمْ
مزقتُمنوني ما همُكُمْ شرفي...
فرجي وطأتم بأرجُلُكُمْ
اغتصبتموني وأنا دمشقُ صرحُكُمْ
وجاهُكُمْ وعرضُكُمْ
تاريخُكُمْ وصدرُكُمْ
اللهُ يا عثمانُ يا معاوية
هل أبقوا لكُم من سترِكُمْ؟
أفٍ عليكُم... جُبنٌ أنتُمْ ما أظلَمَكَمْ
بكيتُ صرختُ
ما زادني غيرُ فُجرُكمْ
بجسدي فعلتُمْ وتركتُمْ
ما أحقركُمْ
يا إخوَتي يا عُمومَتي يا أهلي
يا عشيرَتي دَمي أستبحتُمْ
وروحي أقسمتُمْ أن تَذبَحوا
بالله عليكُمْ أنا أختُكُمْ دِمَشقُ ارحموا
ارفعوا أسواطَ جَلاّدِكُمْ عني
إنّي أحتضِرُ
ما أبقَيتُمْ من أنوثَتي غيرَ رسمِها
ولا حضارتي غيرَ وصفِها
إنّي الشامُ يا عربُ أمُكُمْ
فطأطِؤا رؤسَكُمْ أو أنفُسَكُمْ اُقتلوا
يا مُعاويةُ ما أَبقوا لكَ دينٌ ولا لي حرمة
وإن قتَلتُموني حَييتُمْ؟
ما حَيِيتُمْ ولا بمَوتي شَرفتُمْ
أنا الشهباءُ القمراءُ العفيفةُ رُغماً عنكُمْ
أعَدُكُم يا سَادَتي وأقدُمُ أيّمانً غليظةٌ وكثرةُ جُروحي مُؤَطَرَةٌ بدمي كالحِنّاءِ وأَدمِعِي بإني صامدةٌ ولي روحاً ثَانِية
سَتلعَنُكُم وبِخَنَاجِرُ القهِرِ ستطعنُكُمْ
وسأقِفُ شامخةً رَغمَ القُروحِ شامةً بينَ أظهُرِكُمْ
وأبنائي ها هُمُ الآنَ مِن جُدرَانِ الأمويَّ والمَرْيَمِيَة صَحَوا
وَبِغَضَبِ صَلَاحَ الدينِ وَابْنَ الوَلِيدِ
الثَأرَ سَيَطْلُبُوا
وسَتُوَلّونَ الأدبارَ كالجرذِ تَهرُبوا
هل سأرحَمَكُمْ؟
أو أسمَعُ بُكاءَكُمْ؟ هل أقبلُ بِحَبسِكُمْ
أو كالزُناةِ رجمُكُمْ؟
سأُصَعّرُ وَجهِي وَلَنْ أرحَمُكُمْ
سأخرِجُ سَيفي وَمَا أستَبَحتُمْ من شرفي
وَهَتكِ حُرمَتي وآمُرُ بِقَتلِكُمْ
أنتُمْ الخَوَنَةُ ما هَمَكُمْ أني أُمَكُمْ وأُختُكُمْ حَضَنتُكُمْ وأرضَعتُكُمْ
وبينَ الناسِ هِيبَةٌ مَنَحتُكُمْ
وبدَلَ الطاعةِ والولاءِ سمومَ الغدرِ قدمتُمْ
وَبِظَهري النَجْلاءَ خَنَاجِرَكُم زَرَعتُمْ