الأزمة السورية تلقي بظلالها الاقتصادية على الرمثا
كانت الرمثا قبل نحو عامين حسبة كبيرة حولها المئات من البحارة السوريين القادمين من درعا الى الرمثا وتحديدا (الشارع المقابل لمديرية شرطة الرمثا والذي يعرف بالمظلة) الى حسبة متنقلة وافترشوا جانبي المدخل يعرضون الخضار والفواكهة واطلق عليها السوريون والمتسوقون انذاك حسبة الثورة السورية نتيجة نقل بحارة درعا السورية محلات حسبتهم والتي تعرف هناك بسوق الهال الى تلك المنطقة.
وشكل السوريون الذين نقلوا حسبة درعا (سوق الهال) الى الرمثا نقطة الجذب الأولى للمتسوقين منذ بداية الأحداث هناك وبداية عملية النزوح التي ما زالت مستمرة نظرا لما تتمتع به الخضار السورية والفواكهه من تدني اسعارها مقارنة مع مثيلاتها في الرمثا كون الرمثا الأقرب إلى الحدود السورية ما جعلها المحطة الأولى لغالبية البحارة السوريين الا ان هذه المظاهر السورية اختفت لاغلاق الحدود امام مستخدميها بشكل نهائي من الجانب السوري.
ويقول تجار خضار في حسبة الرمثا، إن حوالي ألف بحار اردني ومثلهم سوري كانوا يعملون بين الرمثا ودرعا لم يعد لهم أي نشاط يذكر إذ إن الأزمة السورية أوقفت معظم النشاطات التجارية، وعطلت الخط التجاري الحيوي الذي كان يربط بين سورية والأردن.
وكان للأحداث في سورية وقعها السلبي على المدن الأردنية المجاورة للحدود، لما يجري في درعا وما حولها من قرى مجاورة، وأثرها المؤلم اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا في الرمثا، واشد وقعا على بحارة الرمثا الذين حولوا نشاطهم التجاري الى السعودية.
وكان مئات من المحال التجارية الواقعة على طول مدخل الحدود تعج فيما مضى بالمسافرين بالاتجاهين؛ وكانت تشكل مصدر رزق لكثير من المواطنين، لكنها بدت اليوم شبه خاوية إلا من أصحابها.
ويقول أصحاب المحلات التجارية التي كانت تتعامل مع البحارة والمغادرين الى سوريا ان الأحداث في سورية أضرت بمصالحهم، وانعكست سلبيا على تجارتهم، واغلقت محالهم بشكل نهائي وتراكمت الديون على كثير منهم وتعتبر المحلات التجارية في المدينة التي كانت سورية رئة ومتنفسا لها تحولت الى الركود وتراجع النشاط الاقتصادي الذي يعاني منه العديد من التجار لاسيما في قطاعي الملابس والخضار والفواكه والتي تعتمد بشكل اساس على استيراد البضائع من سورية، بل وانعدمت بشكل نهائي.
ورغم ان مدينة الرمثا والتي ترتبط ارتباطا وثيقا اقتصاديا واجتماعيا بسورية؛ سيما وان العديد من سكان مدينة الرمثا يرتبطون بعلاقات مصاهرة مع القرى السورية المجاورة للحدود مع الأردن الا ان الاحداث ألقت بظلالها على الرمثا ومحيطها كمحطه تجارية هامة.
ويصف اهل الرمثا ما يحدث في سورية بـالانتكاسة بالنسبة لهم من ناحية التراجع في النشاط الاقتصادي، ومن ناحية أخرى فإن تدفق اللاجئين السوريين بات يشكل ضغطا على المدينة بمختلف مرافقها.
وفي متابعة لانعكاسات الأزمة السورية على اقتصاد الرمثا، يقول محمد الزعبي إن أسعار المواد والسلع الاساسية في اللواء ارتفعت حوالي 50 % نتيجة ارتفاع معدل الطلب على المواد الغذائية جراء دخول اعداد كبيرة يوميا من النازحين السوريين الى اللواء.
ويوضح أن الحركة التجارية تشهد ارتفاعا ملحوظا منذ دخول النازحين السوريين بالمقابل انخفضت كميات البضائع المستوردة من سورية الى الاردن نتيجة الاحداث.
ويشير الى أن كثيرا من السوريين بدأوا يزاحمون ابناء اللواء على الحركة التجارية وشكل البحارة السوريون نقطة جذب للمتسوقين حيث اتخذوا محلات لهم في الرمثا مركزا لتجارتهم؛ ما سيزيد من البطالة.
(الدستور)