jo24_banner
jo24_banner

متى يتغير مسار الحكاية؟

حلمي الأسمر
جو 24 : ليلة أمس، حينما وضعت رأسي على المخدة لأنام، هُيِّء لي أني راحل قريبا، قرأت ما تيسر من الأدعية، ثم، انثالت على رأسي خواطر رغبت في أن أكتبها، لكنني نمت، أحاول الآن أن أتذكرها، اعتصر رأسي، وسأحاول أن أدون بعضا من تلك الأفكار...
كم عدد الأشخاص الذين بوسعهم أن يعترفوا أنهم كانوا أوغادا، في أكثر من مفصل من حياتهم؟ وأنه كان بوسعهم أن ينجزوا أكثر مما أنجزوا؟ وأنهم خذلوا من يحيط بهم، بل خذلوا أنفسهم أيضا، ولم يحققوا ما يكفي للشعور بالفخر؟ وأنهم تخاذلوا عن نصرة من كان بحاجة ماسة لهم؟
حين نصل هذه المرحلة، أعتقد أن بوسعنا أن نغير مسار الحكاية!
كان بودي، مثلا، أن أقول للأصدقاء الذين خذلتهم، أنني كنت وغدا حقيقيا، لن اعتذر لهم، لأن الاعتذار بلا معنى، أحببت أن أعيش حياة مختلفة، لكنني لم أبذل ما يكفي لكي أحظى بها، أهدرت الكثير من الوقت في انتظار عبثي، معجزة، ربما، أو طفرة، لم أؤمن بالحظ، ولا بالتشاؤم أو التفاؤل، كنت أؤمن بالإنجاز فقط، لكن إنجازاتي كانت أقل بكثير من أن أفخر بها، حلمت بالكثير من الإنجازات، وكلما مر عام كانت تتضاءل، حتى انحصرت في «الستر» على اتساع هذه اللفظة اللعينة!
سأمضي إلى أقرب أفق، وأسند ظهري إليه، وأطوي تحت إبطي ضمة من غيوم، لأعتصرها وأنثر قطر الحياة فوق عين الزمان لتبكي.. إلى أين تمضي بي هذه الموجة المتمردة؟ أأترك للريح قَدَري إلى حيث تبغي؟ أألم شراعي، وأسلم للموج روحي، لترسو على شاطىء أرعن؟ هل تستبد بي اللحظة الشاردة، لتحملني حيث اللامكان واللازمان واللاوعي؟ هل أستقيل من دفاتري وخربشاتي، واترك للريشة أن ترسمني على أوراق الشجر الخريفي المتطاير؟ هل أخرج مني، لأعود إلي، أو إلى رصيف، يتسكع في كتاب القراءة، مع كل أخطائه الإملائية؟ هل أستعيد مواضيع إنشائي الطفولية، لتحتل صفحة مقالاتي، وأشعاري الابتدائية؟.
نداء خارج النص:
ما في هذه الرسالة، ربما هو موجود في كل بقعة من بقاع الأردن، والعرب ايضا، ثمة أناس محرومون، وأناس متخمون، تقول صاحبة الرسالة: انت تعلم اننا منذ فترة تعرضنا لحادث وزوجي أصبح مقعدا وابني كسرت قدماه ووضعوا له في قدمه سياخ حديد وبراغي وانا بحاجة لعملية تجميلية بسبب الجرح الذي في رأسي، استحلفك الله ان تنشر عنا مرة أخرى، في شهر فضيل كرمضان، لعلنا نجد من يساعدنا ويساعد زوجي في كرسي متحرك ونحن نعاني الفقر والجوع، أرجوك انشر عنا أرجوك!
وها أنذا أمتثل، وأحول هذا الرجاء لمن يهمه الأمر!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news