وبعدين.. فرجة مسرحية جميلة!
حلمي الأسمر
جو 24 : لست ناقدا فنيا متخصصا، لكنني أمتلك ذائقة لا بأس بها، تميز بين الغث والسمين في الأعمال الفنية، قبل أيام دعانا الصديق الفنان «زهير النوباني» لحضور فرجته المسرحية «وبعدين؟» في مفتتح عروضها في فندق عمان انترناشونال، بصحبة لفيف من أصدقائنا المشتركين، والحقيقة أنني انبهرت بالمكان الذي تعرض فيه المسرحية قبل أن تبدأ، فهو مكان جميل جدا، ويشي بذوق رفيع، ولمسات فنية غاية في الجمال والروعة، وهو يشكل الفناء الخارجي للفندق، وبالفعل كان خيارا موفقا لإقامة العرض خاصة في أجواء الصيف، وما زاد في روعة المكان، إقامة الفرجة المسرحية فيه، التي تتماهى في وقائعها مع الجمهور الجالس في ذلك الفناء الراقي.
يقول السجل الشخصي للفنان أبي الليث، إنه من مواليد قرية اللبن / قضاء نابلس، لكن نشأته عمانية بالكامل، حتى أنه اقترح ذات «بوست» في «الفيس بوك» أن يضيف كلمة «العماني» لاسمه، حطَّ زهير رحاله في عمّان إثر انتقال عمل والده من الشرطة الفلسطينية إلى الشرطة الأردنية بعد نكبة 1948.
حيث تعلم في مدارس عمان قبل التحاقه بجامعة دمشق لدراسة الطب. إلا أن حسّه الفني كان أقوى، فعاد إلى العاصمة التي أحب: عمان، حيث درس العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، ومنها انطلق نجمه مع أسرة المسرح الأردني ، على يد مؤسسه هاني صنوبر. وفي 1989، بدأ النوباني عروض مسرحيته «البلاد طلبت أهلها» ، من تأليف عبد اللطيف عقل وإخراج المنصف السويسي. وأُوقفت المسرحية بقرار أمني بعد 11 يوماً من عروضها، وبعد عام واحد نالت المسرحية ذاتها جائزة الدولة التشجيعية، حسبما أورد جمال عياد، في مقالة له في صحيفة الحياة البيروتية، حيث كتب مقالا جميلا عن مسرحية «وبعيدن» أودعه رؤية نقدية للمسرحية ونجمها زهير النوباني، الذي يقول عنه إنه من الفنانين القلائل الذين يخلصون للمسرح، خاصة أن مسيرته الطويلة لم تخلُ من تحديات في مجتمع لم تعد الثقافة أو الفن من أولوياته الاستراتيجية. وقد استأنف النوباني أخيراً نشاطه عبر عمل فني استعراضي ساخر يحمل اسم «وبعدين» ، من إخراج محمد الإبراهيمي. وتقدم عروضه يومياً في فندق عمّان انترناشونال، أمَّا عن المسرحية فيقول إن من يشاهدها يجد نفسه أمام تساؤلات عن الجديد في المبنى والمعنى. فعلى مستوى المبنى، جاءت تجربة النوباني لافتةً منذ البداية، كونه غادر القاعة المغلقة إلى فضاء المقهى (الفناء) ، حرصاً منه على الوصول إلى فئات جديدة غير تلك التي تتابع دائماً الشأن المسرحي والثقافي الخاص بالمسرح من المثقفين والفنانين. كما أن الرؤية الإخراجية اتكأت على قوة الزخم التعبيري لشخصيات المسرحية، فظهرت جميعها رئيسة، وذلك بغية الحفاظ على انتباه الجمهور. كما تميزت الرؤية التي تمحورت على تعرية بنية النظام العربي الرسمي بحضور قوي، . في حين عوّض الحضور القوي لأداء الشخصيات عن غياب عنصر التوتر الدرامي، بفعل براعة السياق الغنائي والأداء الإيقاعي لهذه الشخصيات، فضلاً عن حوارها المشحون بالكوميديا. ويقول إن نصّ المسرحية جاء نتاج ورشات مكثفة لفريق العمل تحت إشراف النوباني نفسه. وضم، إضافة إلى المخرج محمد الابراهيمي، كلاً من: يوسف كيوان ومارغو حداد وعدي حجازي ومي الدايم ونسرين صبح وعمران العنوز ودلال فياض وخلود جاد لله. وبقي أن نذكر أن كاتب كلمات أغاني المسرحية هو محمد صبيح.
من ناحيتي استمتعت بمشاهدة المسرحية، ونجومية وحضور الفنان الكبير زهير النوباني، وبقية الفريق الموهوب، وإن كان النص أكثر ضيقا من احتمال مواهبهم وحرفيتهم المتفجِّرة!
(الدستور)
يقول السجل الشخصي للفنان أبي الليث، إنه من مواليد قرية اللبن / قضاء نابلس، لكن نشأته عمانية بالكامل، حتى أنه اقترح ذات «بوست» في «الفيس بوك» أن يضيف كلمة «العماني» لاسمه، حطَّ زهير رحاله في عمّان إثر انتقال عمل والده من الشرطة الفلسطينية إلى الشرطة الأردنية بعد نكبة 1948.
حيث تعلم في مدارس عمان قبل التحاقه بجامعة دمشق لدراسة الطب. إلا أن حسّه الفني كان أقوى، فعاد إلى العاصمة التي أحب: عمان، حيث درس العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، ومنها انطلق نجمه مع أسرة المسرح الأردني ، على يد مؤسسه هاني صنوبر. وفي 1989، بدأ النوباني عروض مسرحيته «البلاد طلبت أهلها» ، من تأليف عبد اللطيف عقل وإخراج المنصف السويسي. وأُوقفت المسرحية بقرار أمني بعد 11 يوماً من عروضها، وبعد عام واحد نالت المسرحية ذاتها جائزة الدولة التشجيعية، حسبما أورد جمال عياد، في مقالة له في صحيفة الحياة البيروتية، حيث كتب مقالا جميلا عن مسرحية «وبعيدن» أودعه رؤية نقدية للمسرحية ونجمها زهير النوباني، الذي يقول عنه إنه من الفنانين القلائل الذين يخلصون للمسرح، خاصة أن مسيرته الطويلة لم تخلُ من تحديات في مجتمع لم تعد الثقافة أو الفن من أولوياته الاستراتيجية. وقد استأنف النوباني أخيراً نشاطه عبر عمل فني استعراضي ساخر يحمل اسم «وبعدين» ، من إخراج محمد الإبراهيمي. وتقدم عروضه يومياً في فندق عمّان انترناشونال، أمَّا عن المسرحية فيقول إن من يشاهدها يجد نفسه أمام تساؤلات عن الجديد في المبنى والمعنى. فعلى مستوى المبنى، جاءت تجربة النوباني لافتةً منذ البداية، كونه غادر القاعة المغلقة إلى فضاء المقهى (الفناء) ، حرصاً منه على الوصول إلى فئات جديدة غير تلك التي تتابع دائماً الشأن المسرحي والثقافي الخاص بالمسرح من المثقفين والفنانين. كما أن الرؤية الإخراجية اتكأت على قوة الزخم التعبيري لشخصيات المسرحية، فظهرت جميعها رئيسة، وذلك بغية الحفاظ على انتباه الجمهور. كما تميزت الرؤية التي تمحورت على تعرية بنية النظام العربي الرسمي بحضور قوي، . في حين عوّض الحضور القوي لأداء الشخصيات عن غياب عنصر التوتر الدرامي، بفعل براعة السياق الغنائي والأداء الإيقاعي لهذه الشخصيات، فضلاً عن حوارها المشحون بالكوميديا. ويقول إن نصّ المسرحية جاء نتاج ورشات مكثفة لفريق العمل تحت إشراف النوباني نفسه. وضم، إضافة إلى المخرج محمد الابراهيمي، كلاً من: يوسف كيوان ومارغو حداد وعدي حجازي ومي الدايم ونسرين صبح وعمران العنوز ودلال فياض وخلود جاد لله. وبقي أن نذكر أن كاتب كلمات أغاني المسرحية هو محمد صبيح.
من ناحيتي استمتعت بمشاهدة المسرحية، ونجومية وحضور الفنان الكبير زهير النوباني، وبقية الفريق الموهوب، وإن كان النص أكثر ضيقا من احتمال مواهبهم وحرفيتهم المتفجِّرة!
(الدستور)