لماذا تحاول الصحافة الألمانيّة تبرير جرائم "اسرائيل" ؟!
تامر خرمه- Bild صحيفة يمينيّة صفراء لكنّها مع الأسف أوسع الصحف انتشاراً في ألمانيا. الصحيفة حاولت قلب الحقائق رأساً على عقب في خبرها المنشور اليوم الجمعة تحت عنوان "نتنياهو يريد تصعيد الهجوم". الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة جاء فيه" متطرّفون فلسطينيّون واصلوا الهجوم الصاروخي على المدن الاسرائيليّة حتى يوم الخميس".
جدير بالذكر أن Bild تحاول دائماً الإساءة إلى المهاجرين عبر نشر أخبار تصوّرهم على أنّهم سبب الجرائم، ما يسهم في زيادة النعرة العنصريّة لدى البعض.
صحيفة der Spiegel الأسبوعيّة -التي يفترض أنّها من أكثر وسائل الإعلام الألمانيّة موضوعيّة- برّرت العدوان الإسرائيلي على غزة بطريقة تحريرها للخبر الذي نشرته على موقعها الالكتروني يوم أمس الخميس تحت عنوان "الصراع في الشرق الأوسط: 14 قتيلا في غارات جوية جديدة على غزة".
der Spiegel وصفت حركة حماس بالمتطرّفة متناسية أن "اسرائيل" كيان يتخذ من أقصى درجات التطرّف الديني أساساً لتبرير وجوده. كما بدأت تقريرها بعبارة "رداً على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، كثّفت القوّات الجويّة الإسرائيليّة هجماتها ليلة الخميس"، في محاولة لخلق سببيّة وهميّة للعدوان على غزّة دون التطرّق إلى السبب الحقيقي المتمثّل بوجود الاحتلال.
صحيفة Die Zeit أيضاً بدأت خبرها بذات الجملة التي استخدمتها der Spiegel. الصحيفة قالت في بداية التقرير: "ردّا على تجدّد إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة..".
ورغم أن الصحيفتين تناولتا بعض الحقائق ونشرتا أنباء تتعلّق باستشهاد عدد من الفلسطينيّين، إلى أن المادّتين المنشورتين جعلت من صواريخ المقاومة سباباً وليس نتيجة للجرائم الصهيونيّة.
أمّا صحيفة Frankfurter Allgemeine التي نشرت صورة لامرأة فلسطينيّة تنتحب إثر وفاة عائلتها بسبب الغارات الجويّة الفلسطينيّة، فقد عمدت إلى محاولة تبرير هذه الغارات بالقول: "إن الحكومة الاسرائيليّة اضطرّت للصراع من أجل إبقاء الوضع في بلادها وفي الضفّة الغربيّة تحت السيطرة".
Süddeutsche Zeitung نشرت تقريرا مضلّلاً للكاتب Robert Gast يدّعي فيه أن حركة حماس استهدفت مفاعل ديمونا النووي بصواريخها قبل أن تعترضها "القبّة الحديديّة". "المعلومات" التي جاءت في التقرير منسوبة للجيش الاسرائيلي.
التقرير بدأ بفقرة: "اعتراض صواريخ قرب المفاعل النووي الاسرائيلي الوحيد. قليل هو المعروف عن المجتمع الانعزالي في صحراء النقب، كم سيكون خطير هذا المصير".