السنيد للزعماء:"ويحكم ما الذي ينقصكم للدفاع عن كرامة بلاد العرب"
كتب النائب علي السنيد - ما الذي ينقصكم يا زعماء الامة يا أيها القادة الازليون، يا من لا يطاولكم احد في هذا الكون في تفاخركم بانسابكم ومكانتكم التاريخية، ولا تقبلون لانفسكم سوى اعلى الالقاب، وافخم القصور، وتدعون العصمة، وتنزهكم الدساتير عن النقد، والمحاسبة، وترتفعون فوق مستوى البشر، فما الذي ينقصكم كي تتخذوا القرارات الكبيرة على مستوى الاحداث والتحديات، وتدافعوا عن كرامة بلاد العرب، وانتم تتربعون على الدول بلا منازع، ولديكم الجيوش الجرارة، وشعوبكم متشوقة للكرامة، وتدفعها اشواقها الدينية للجهاد، وتشتهي الامة العربية منذ قرون ان تهبوها نصرا واحدا تستعيد به ثقتها بنفسها.
ما الذي ينقصكم والشعوب متحفزة، و قابلة للتضحية، وتريد ان تواجه الخوف الداخلي، وتكسر صورة الهزيمة الملتصقة بها، وان تولد من جديد، والله ادخر في بلاد العرب خيرات الدنيا، وجعل الامة خير امة اخرجت للناس، فلماذا فرضتم عليها الذل والخنوع.
والم تروا حرارة الدماء الطاهرة، وهي تسيل من اعناق النساء والاطفال والشيوخ الذين قضوا تحت الانقاض في غزة، وطائرات الصهاينة تستمد عزمها من خنوعكم، ووقوفكم على الحياد، والمشهد المذل ما يزال مستمرا، والم تسمعوا استغاثات الثكالى العربيات، والم يؤثر فيكم كيف اختلطت دماء المرأة الفلسطينية على مائدة افطارها مع الاذان، و ثقب ذلك الجسد الطري لطفل سلم روحه لله للتو ودموع والده تغسل وجع العالم كله الم تتحرك فيكم مشاعر الابوة المقتولة.
اين غيرتكم على الامة، واعراضها، ودمائها يا اصحاب القرارات والصلاحيات والمسؤوليات ويا من تستطيعون ان تحركوا الجيوش باشارة من اصابعكم، يا من تجلسون على اعلى الكراسي والعروش، وتحملون الالقاب الفخمة، وتديرون الدول، وتملكون الصلاحيات المطلقة. كيف تقبلون ان يستبيح الصهاينة دماء اخوانكم الفلسطينين امام مرأى العرب و العالم كله، وانتم تلوذون بالصمت والعار، والقذائف تتساقط على الفلسطينيين دون ادنى اعتبار لحرمة امتهم التي تحيط بهم من الجهات الاربع، وانتم القادة المبجلون ، ولا يقيم الصهاينة جبناء التاريخ واوساخه وزنا لاحد فيكم، وينفذون حكم الاعدام بشعب عربي يعتبر مكونا رئيسيا من امة تدعون انكم تقودنها الى الذرى والمجد.
لقد والله اضعتم امانة المسؤولية، وستقفون امام محكمة التاريخ عراة صاغرين ، ومنكم من لاذ بالصمت المطبق، واخرين يدلون بارائهم عن خطورة الوضع وكأنهم محض محللين سياسيين، وليسوا قادة عظام يجب ان تهتز الدنيا لخبط ارجلهم، ويحسب لهم الحساب ، ومنكم من لم يسمع صوته، او يصدر أي تصريح، واخرين لم يستدعوا سفير الدولة المعتدية او يقطعون العلاقات معها وقد اقاموا سلاما لا سابقة له في التاريخ مع دولة مغتصبة.
وحتى ان يشجب العرب او يتداعوا الى عقد قمة طارئة، او يطالبون الامم المتحدة بوقف العدوان فحتى هذه الوقفات الهزلية لم تعد قائمة، وربما ان منكم من يتخذ موقفا محايدا، ويطرح نفسه كوسيط بين الطرفين لوقف القتال، او يحرض من تحت الطاولة على اجتثاث حماس لاراحة المنطقة من وجع الرأس.
فإلى أي مستنقع بلغتم يا قادة الامة، ورموزها ، والى اين تقودونها، وهل ستبقون مرتفعين في عيون شعوبكم، والعرب في جاهليتهم كانوا اكثر اعتزازا بانفسهم مما جعلتموهم عليه اليوم، وكانوا قبائل تجير الخائف، والمذعور، وتدفع الظلم عن المظلوم، وكانت لهم كرامة يقاتلون من دونها، ويذودون عن حياضهم، وبلادهم وعروشهم.
فسحقا لكم، ويا ويحكم اما ترون دماء غزة في غرة رمضان، واليس لكم مشاعر تتحرك على اثر الغارات، والقصف، ولمن تدخرون الجيوش، وهل اسقطتم مفهوم الامة، واصبحتم على الحياد، واين هي مسؤولياتكم القومية، ومواقفكم امام التاريخ وشعب عربي يذبح تحت انظاركم وابصاركم ولا تحركون ساكنا.
سيتبرع البعض منكم بالمال ليخلص من وجع ضميره، او لتحسين صورته امام الشعب، ولكنكم لن تطالبوا بموقف دولي حازم من العدوان، او تضغطون على امريكا من خلال نفط العرب كي تغير مواقفها العدائية اتجاه الحق الفلسطيني، او تفتحون الحدود كي يتسرب المجاهدون الى الارض المباركة المحتلة، او على الاقل ان تنصروا الصوت الفلسطيني، وتوفروا له سبل الحصول على التأييد الدولي، ولا اقول ان يحرك احد منكم طائراته ودباباته وتدك صواريخه الصهاينة ويفتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط عن المحاصرين تحت القصف، ولتدخل الامة العربية شريكا في الصراع، مما يغير الوقائع على الارض، ويفرض توازنا جديدا فوق هذه المنطقة.
لقد مات صوتكم، وتخليتم عن مسؤولياتكم، وجرحتم الامة في عز عقيدتها وكرامتها، ولم ينجم عنكم شيء يذكر في قمة محنة صراع الارض والهوية، ورضيتم ان تكونوا اقل من مستوى التحديات التاريخية، وان تكونوا فراغا، وتمثلون اللا موقف في تعاملكم مع الحدث الصارخ في انتهاك حرمة شعوبكم. وان دماء اطفال غزة وشيوخها ونسائها ستظل تطارد عروشكم فانتم شركاء اساسيون في الجريمة.
ويا ويحكم فلستم مؤهلين لقيادة هذه الامة الكبيرة في التاريخ، والتي سبقت لها الريادة، والقيادة، وانتم تصغرون عن فهم جوهرها ورسالتها، وتغامرون بسمعتها ومكانتها ، وتتجاهلون مسيرتها التاريخية، وضرورة قيادتها على هدي من اسباب ريادتها. فاذهبوا خلف التاريخ برتبكم والقابكم وعظمتكم المزيفة....