الشقيقة الكبرى والشقيق التوأم والعدوان على غزة
ياسر الزعاترة
جو 24 : لا خلاف على أن الموقفين الأبرز اللذين كان من الطبيعي أن يلفتا الانتباه في السياق المتعلق بالعدوان على قطاع غزة هما الموقف المصري، والموقف الفلسطيني الرسمي.
وإذا قدمنا الموقف الفلسطيني الرسمي تبعا لكونه الأقرب، وسمَّيناه في العنوان “الشقيق التوأم”، فإنه بالإمكان القول إننا إزاء موقف بائس بامتياز، ولولا بقية حياء لقال إن لنتنياهو الحق بفعل ما يشاء لحماية مواطنيه من الصواريخ!! وقد قالت قريبا من ذلك دوائر مقربة من السلطة. وحين يقول الرئيس إنه حاول إقناع حماس بوقف الأعمال المسلحة “لكنها لم تقتنع مع الأسف”، فهذا ينطوي على تحميلها المسؤولية دون أدنى لبس.
لا يتوقف الأمر عند الموقف السياسي، وحتى لو خرج الرئيس وكل المتحدثين باسم السلطة، وشجبوا ونددوا بالعدوان، فإن ذلك لا يشكل أدنى أهمية بالنسبة للعدو الذي يستمتع بالتنسيق الأمني، ذلك الذي لم يَجرِ التلويح؛ مجرد التلويح بوقفه من أجل وقف العدوان على القطاع.
ما كان مطلوبا من السلطة الفلسطينية، ومن حركة فتح؛ ليس فقط وقف التنسيق الأمني، بل إشعال الوضع في الضفة الغربية، وأقله السماح باشتعاله (الجماهير جاهزة)، لأن ذلك هو المسار الوحيد الكفيل بلجم العدوان، أما الفعاليات المحدودة كتلك التي جرت على أهميتها، فلا يمكن أن تكون ذات قيمة في تحديد خيارات العدو الصهيوني.
كان الأولى بالرئيس الفلسطيني بدل أن يبشّر الفلسطينيين بأن العدوان البري قادم بعد ساعات (حدث ذلك في اليوم الثالث للعدوان)، كان أولى به أن يرد على الأخبار التي بحوزته بدعوة الناس للنزول إلى الشوارع احتجاجا على ذلك، ومنعا لحدوث مجازر بحق الشعب؛ لا بد أن تحدث في حالة التوغل البري.
ألم يكن من الأولى أن تخرج أصوات فتحاوية من كل مكان تطالب الرئيس بالتفاعل بشكل أفضل مع الوضع في قطاع غزة، بدل أن نسمع أصواتا تدافع عن مواقفه، بما في ذلك أصوات من الحركة في الخارج، من دون أن نعدم شبانا من كوادرها لم يعجبهم ما يجري، وطالبوا بتحرك أفضل.
الموقف الآخر الذي يعنينا هنا، ويشكل أهمية بالغة للوضع في قطاع غزة هو الموقف المصري، ليس على الصعيد السياسي فقط، وإنما على الصعيد الإنساني أيضا، وهنا في الحالين كان الموقف سلبيا إلى حد كبير. فمن وصف للعدوان بأنه “عنف متبادل”، إلى التعامل مع معبر رفح بذات الصيغة القديمة، وعدم فتحه بالكامل من أجل تأمين الدعم للناس المحاصرين الذي يتلقون حمم الاحتلال.
الموقف على الصعيد الإنساني ليس على المستوى المطلوب، ولا قيمة لإدخال قافلة طبية من الجيش، إذ المطلوب هو إدخال قوافل الإغاثة بلا تحفظ، بل كل أشكال الدعم، فالوضع في القطاع لا يحتمل مزيدا من الحصار، لكن واقع الحال يقول إن ما يجري هو جزء من إرادة تركيع حماس والمقاومة، تماما كما هو هدف الحصار من ألفه إلى يائه.
هكذا تخوض غزة بقيادة حماس معركتها بإرادة الإيمان، والعزيمة الصلبة والبطولة الفريدة، ولولا ذلك لما كان بوسعها الصمود في ظل خلل ميزان قوىً سياسي وعسكري لصالح الاحتلال، فقد تركها الأشقاء، ، لكن خيارها لن يكون غير الصمود مهما بلغت التضحيات، وستخرج من هذه الجولة منتصرة عزيزة كريمة كما في الجولتين السابقتين.
الدستور
وإذا قدمنا الموقف الفلسطيني الرسمي تبعا لكونه الأقرب، وسمَّيناه في العنوان “الشقيق التوأم”، فإنه بالإمكان القول إننا إزاء موقف بائس بامتياز، ولولا بقية حياء لقال إن لنتنياهو الحق بفعل ما يشاء لحماية مواطنيه من الصواريخ!! وقد قالت قريبا من ذلك دوائر مقربة من السلطة. وحين يقول الرئيس إنه حاول إقناع حماس بوقف الأعمال المسلحة “لكنها لم تقتنع مع الأسف”، فهذا ينطوي على تحميلها المسؤولية دون أدنى لبس.
لا يتوقف الأمر عند الموقف السياسي، وحتى لو خرج الرئيس وكل المتحدثين باسم السلطة، وشجبوا ونددوا بالعدوان، فإن ذلك لا يشكل أدنى أهمية بالنسبة للعدو الذي يستمتع بالتنسيق الأمني، ذلك الذي لم يَجرِ التلويح؛ مجرد التلويح بوقفه من أجل وقف العدوان على القطاع.
ما كان مطلوبا من السلطة الفلسطينية، ومن حركة فتح؛ ليس فقط وقف التنسيق الأمني، بل إشعال الوضع في الضفة الغربية، وأقله السماح باشتعاله (الجماهير جاهزة)، لأن ذلك هو المسار الوحيد الكفيل بلجم العدوان، أما الفعاليات المحدودة كتلك التي جرت على أهميتها، فلا يمكن أن تكون ذات قيمة في تحديد خيارات العدو الصهيوني.
كان الأولى بالرئيس الفلسطيني بدل أن يبشّر الفلسطينيين بأن العدوان البري قادم بعد ساعات (حدث ذلك في اليوم الثالث للعدوان)، كان أولى به أن يرد على الأخبار التي بحوزته بدعوة الناس للنزول إلى الشوارع احتجاجا على ذلك، ومنعا لحدوث مجازر بحق الشعب؛ لا بد أن تحدث في حالة التوغل البري.
ألم يكن من الأولى أن تخرج أصوات فتحاوية من كل مكان تطالب الرئيس بالتفاعل بشكل أفضل مع الوضع في قطاع غزة، بدل أن نسمع أصواتا تدافع عن مواقفه، بما في ذلك أصوات من الحركة في الخارج، من دون أن نعدم شبانا من كوادرها لم يعجبهم ما يجري، وطالبوا بتحرك أفضل.
الموقف الآخر الذي يعنينا هنا، ويشكل أهمية بالغة للوضع في قطاع غزة هو الموقف المصري، ليس على الصعيد السياسي فقط، وإنما على الصعيد الإنساني أيضا، وهنا في الحالين كان الموقف سلبيا إلى حد كبير. فمن وصف للعدوان بأنه “عنف متبادل”، إلى التعامل مع معبر رفح بذات الصيغة القديمة، وعدم فتحه بالكامل من أجل تأمين الدعم للناس المحاصرين الذي يتلقون حمم الاحتلال.
الموقف على الصعيد الإنساني ليس على المستوى المطلوب، ولا قيمة لإدخال قافلة طبية من الجيش، إذ المطلوب هو إدخال قوافل الإغاثة بلا تحفظ، بل كل أشكال الدعم، فالوضع في القطاع لا يحتمل مزيدا من الحصار، لكن واقع الحال يقول إن ما يجري هو جزء من إرادة تركيع حماس والمقاومة، تماما كما هو هدف الحصار من ألفه إلى يائه.
هكذا تخوض غزة بقيادة حماس معركتها بإرادة الإيمان، والعزيمة الصلبة والبطولة الفريدة، ولولا ذلك لما كان بوسعها الصمود في ظل خلل ميزان قوىً سياسي وعسكري لصالح الاحتلال، فقد تركها الأشقاء، ، لكن خيارها لن يكون غير الصمود مهما بلغت التضحيات، وستخرج من هذه الجولة منتصرة عزيزة كريمة كما في الجولتين السابقتين.
الدستور