كلنا مع الفقراء
وبينما انا اسير اليوم في السوق في محافظة المفرق رأيت رجلا جالسا على احد الارصفة كانت حالته مؤلمة ،ثيابه مترهلة تتضح عليه ملامح الجوع و اعتقد انه لم يكن متسولا لانني لم اره يتسول ..ففكرت ان اقترب منه واساله بعض الاسئلة فانا ممن لديه الفضول لمقارنة حياتي بحياة الاخرين و اريد ان اعرف شعوره؟ اقتربت منه و بدأت بالسلام عليه .. بعدها قلت له هل يمكنني سؤالك ؟ واعذرني لو كانت اسألتي خادشة او فضولية .. رد قائلا : نعم بامكانك سؤالي .. حينها سألته كيف حياتك اليومية ؟ هل انت سعيد ؟ ابتسم الي وقال : حياتي ببساطة هي البحث عن لقمة العيش لا اكثر ..سعيد لانني لا املك الهموم حزين لانني لا املك الطعام ..ثم بعدها سألته : كيف هو بيتكم واين هو ؟ رد قائلا : اقطن في بيت صغير جدرانه مترهله ..ولكن احمد الله انني امتلك منزلا فانا اعتبر غنيا مقارنة بمن لا يملكون المنازل . فهناك من لا يملكون اسقفا تحميهم من الامطار والشمس ..هناك من لا يملكون جدرانا تحميهم من الرياح الباردة و الحيوانات الضارة ..حينها نظرت اليه بحزن وقلت له .. هل استطيع ان اساعدك ... فقال : نحن في المنزل سبعة أشخاص لن أكلف عليك.. ولكن نحن في شهر صيام فأطلب منك .. ولا أريد أن يعرفني أحد .. فقط أريد منك فطورا ليوم غد .. وأعطيته ما يسده ويكفي جوعه وجوع أطفاله الصغار .. وقد امتلأت لأجله حزنا وألما .. لا يجد ما يفطر عليه .. أسررت الحزن في نفسي وذهبت .. كلنا نهنأ في هذا الشهر بأنواع المطعومات ..
وتوضع في موائدنا أشهى المأكولات .. وكم يتمنى الشخص أن يؤذن المغرب حتى يروي عطشه ويذهب عناء يومه .. وينتقل في هذه الموائد .. طولا وعرضا .. ولكننا نسينا .. وربما تناسينا أننا في حين أنه لا يكون بيننا وبين اللذة في أكلنا وشربنا إلا أن يؤذن للمغرب .. أن هناك .. من ينتظر رحمة الله تعالى .. لأنه لا فطور عندهم ..هناك من يفطرون بالنية ..لأنهم لا يجدون .. ما يفكون به جوعتهم ..