غزة .. الجرف ليس صامدا و العصف المأكول تواصل المعركة
ملاك العكور - واصل جيش الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية تصعيد هجومه الغاشم على قطاع غزة ضمن العملية المسماة "الجرف الصامد"، كما واصلت المقاومة صمودها بعزيمة مستمدة من صمود الشعب الفلسطيني هناك.
وبدا واضحا خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة أن جيش الاحتلال شدد خناقه على قطاع غزة وبات يستهدف المناطق المدنية والمؤسسات الخدمية أكثر، في محاولة منه لتأليب الرأي العام على "كتائب القسام" التي تواصل حصد شعبية جارفة في الأوساط الفلسطينية والشعبية العربية، واستطاعت كسب تضامن باقي فصائل المقاومة التي برز منها بالأمس كتائب أبو علي مصطفى.
فقد وصلت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة حتى ساعات الفجر الأولى 227 شهيدا و 1696 جريحا من بينهم أطفال و نساء.
كما نفذت قوات الاحتلال حملات اعتقال في مدينة الخليل و حي شعفاط و أم طوبا، بعد أن اشتبكت مع المدنيين في تلك المناطق. كما قصف العدوان أرض مطار غزة الدولي بالمدفعية المتمركزة شرق رفح جنوب قطاع غزة.
* قوات الاحتلال من سيء إلى أسوأ
تفاجأت قوات الاحتلال هذه المرة بعتاد فصائل المقاومة الذين اسموا عملياتهم بـ (العصف المأكول، والبنيان الصامد)، فقد كتبت صحيفة "معاريف" العبرية الجرف ليس صامداً في غزة، في اشارة الى اسم عملية جيش الاحتلال في قطاع غزة، و أن جيش الاحتلال ينتقل من سيء إلى أسوء.
فذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن سلاح البحرية الإسرائيلية يأخذ في الحسبان إمكانية حيازة حماس لصواريخ (أرض–بحر) وبناء عليه يقوم بإعادة تمركز قواته البحرية قبالة شواطئ غزة.
واعترفت قوات الاحتلال على لسان أحد ضباطها الذي تحدث للإذاعة العامة العبرية بإصابة عدد من جنودها خلال تصدي المقاومة لعملية الإنزال البحري على شاطئ السودانية قبل أيام"، مشيرة إلى أن العملية كانت تهدف إلى الحصول على معلومات عن نظام الصواريخ بعيدة المدى التي تمتلكها حماس".
* حماس توافق على التهدئة بشروط
أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أنها وافقت على "هدنة إنسانية" للسماح لها بتوصيل المساعدات مدتها خمس ساعات تبدأ صباح اليوم الخميس، استجابة لاقتراح من الأمم المتحدة، بشروط وهذه الشروط هي:
1- انسحاب الدبابات العسكرية الاسرائيلية عن الشريط الحدودي مع قطاع غزة لمسافة تسمح للمزارعين الفلسطينيين العمل بحرية في اراضيهم المحاذية للشريط الحدودي.
2- الافراج عن كافة المعتقلين الذين اعتقلتهم اسرائيل بعد عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة بما فيهم كافة محرري صفقة شاليط، وكذلك تخفيف الاجراءات ضد كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية بما فيهم أسرى القدس ومناطق عام 48.
3- رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية التجارية ومعابر المواطنين، والسماح بدخول كافة مواد البناء والمواد المطلوبة لتشغيل محطة كهرباء قطاع غزة.
4- فتح ميناء ومطار دولي في قطاع غزة تحت ادارة ورقابة الأمم المتحدة.
5- زيادة المساحة المسموح بها للصيد في قطاع غزة، بحيث يصبح مسموحا للصيادين الوصول الى مسافة 10 كيلو متر، والسماح لهم باستخدام سفن صيد كبيرة ما يسمح لهم بصيد كميات كبيرة من الاسماك.
6- تحويل معبر رفح لمعبر دولي تحت رقابة دولية ومن بعض الدول العربية الصديقة.
7- وقف اطلاق النار والتزام الفصائل الفلسطينية بذلك لمدة 10 سنوات على اساس وجود مراقبين دوليين على الحدود مع اسرائيل وفي نفس الوقت توقف تحليق الطائرات الاسرائيلية في سماء قطاع غزة.
8- السماح لسكان قطاع غزة بالصلاة في المسجد الاقصى ومنحهم تصاريحا لدخول القدس من قبل اسرائيل.
9- يمنع على اسرائيل التدخل في الشأن السياسي الداخلي والعملية السياسية التي بدأت في اتفاقية المصالحة وما سيتبعها من انتخابات للبرلمان والرئاسة.
10- اعادة انشاء المناطق الصناعية في قطاع غزة وتعزيز التنمية.
* اسرائيل تربح مصر شريكاً
التقى الرئيس محمود عباس أمس مع القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة في القاهرة لبحث التهدئة في قطاع.
قال المعلق العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" العبرية "رون بن يشاي": "إن إسرائيل ربحت شريكا وهو النظام المصري القائم"، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي "يحصل على شرعية عربية قبل الشرعية الدولية".
وأضاف "بن يشاي" أن "المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مستمرة"، أشار إلى أن الفصائل الفلسطينية ترغب بدخول تركيا وقطر إلى جهود الوساطة، مبيناً أن ما يدور الآن هو مشاورات حول من يقود مفاوضات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وأن المفاوضات ستجري في ظل تواصل إطلاق النار.
و وجه "بن يشاي" نصائح لحكومة وجيش الاحتلال بضرورة استغلال الوقت المتبقي في ظل الشرعية العربية قبل الدولية في تدمير قدرات فصائل المقاومة في غزة، كاستمرار القصف الجوي والقيام بعمليات برية محدودة لتدمير الأنفاق وترسانات الصواريخ.
* اسرائيل تعلن خسائرها الاقتصادية
و في تقرير اقتصادي إسرائيلي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية "إن أضراراً ليست بسيطة لحقت ولا تزال تلحق بالاقتصاد الإسرائيلي نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والقصف الصاروخي لفصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات الاحتلال ومدن الداخل المحتل".
وبين التقرير أن أكبر القطاعات الاقتصادية تضرراً هو قطاع السياحة، حيث توقفت السياحة الخارجية، وفي أعقابها توقفت السياحة الداخلية، يليه قطاع الإسكان والبنى التحتية.
ولفت التقرير إلى أن الخسائر كانت من نصيب الفنادق وأماكن الترفيه والمنتزهات، حيث خسرت جزءا من موسمها الربحي في مثل هذا الوقت من العام، وكان لذلك تبعات على فروع اقتصادية مرافقة، مثل تأجير المركبات وحوانيت المبيعات التذكارية، وبالنتيجة فإن استمرار الحرب يعني استمرار الخسائر.
و بين تقرير آخر نشرته "يديعوت" اليوم، أن كل يوم قتال يكلف الجيش الإسرائيلي نحو 150 مليون شيكل، وبالنتيجة فإن تكلفة الحرب حتى اليوم وصلت إلى نحو مليار شيكل. وبحسب التقرير فإن التكاليف الأساسية للجيش تنبع من الغارات التي يشنها سلاح الجو على قطاع غزة، والأسلحة المتطورة التي يستخدمها، بحيث أن كل هجوم تشنه أربع طائرات قتالية يكلف عدة مئات آلاف الشواقل.
كما يستخدم الجيش طائرات بدون طيار على نطاق واسع، لمختلف المهمات، إضافة إلى طائرات النقل والرصد، إضافة إلى تجنيد قوات الاحتياط على نطاق واسع، وكذلك عملية نقل دبابات "مركفاه" من مختلف القواعد العسكرية إلى المناطق المتاخمة لغزة.
ولفت التقرير إلى تكلفة "القبة الحديدية"، حيث أن كل صاروخ يكلف نحو 100 ألف دولار، مع الإشارة إلى أن الجيش قد نفذ نحو 200 عملية محاولة اعتراض، وهي ممولة بواسطة الولايات المتحدة. كما استخدم سلاح الطيران صواريخ "باتريوت" التي تصل تكلفة الواحد منها إلى 2 مليون دولار.
وبحسب التقرير فإن الخسائر في الزراعة تقدر بعشرات الملايين من الشواقل.
في المقابل، تقدر الخسائر في السياحة، بما في ذلك الخسائر المستقبلية، بنحو نصف مليار دولار، وبين التقرير أن خسائر الفنادق نتيجة إلغاء الحجوزات وصلت إلى 290 مليون دولار، يضاف إليها 40 مليون شيكل نتيجة إلغاء حجوزات من قبل إسرائيليين، وتقدر خسائر مكاتب السفر بنحو 60 مليون دولار، أما خسائر شركات الطيران الإسرائيلية "إلعال" و"يسرائير" و"أركيع" فتقدر بـ 80 مليون دولار.
أما الأضرار التي نجمت للبنى التحتية للشوارع حتى اليوم فتقدر قيمتها بعشرات ملايين من الشواقل، نتيجة قصف المقاومة لعدة مناطق في الداخل المحتل ومستوطنات الاحتلال المحادية للقطاع.