jo24_banner
jo24_banner

إنهم يمنحون نتنياهو رخصة القتل

ياسر الزعاترة
جو 24 : بكل وقاحة وصلف؛ خرج نتنياهو ليحمّل حماس مسؤولية الضحايا الذين سيسقطون في قطاع غزة جراء العملية البرية التي أعلنها مساء الخميس، وبالطبع لأنها رفضت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
والحال أن موقف نتنياهو لم يكن مفاجئا بحال من الأحوال، فقد استند إلى سيل من التصريحات المشابهة التي أطلقها سياسيون مصريون؛ من وزير الخارجية إلى آخرين، ومن ورائهم جحافل من الإعلاميين الذين شنوا هجوما بشعا على حركة حماس، وحمَّلوها مسؤولية الدماء التي ستراق في قطاع غزة بسبب العدوان البري.
لكنه استند قبل ذلك (أعني نتنياهو)، وهنا المفارقة الأسوأ إلى سيل من تصريحات تكرر ذات المضمون رددها عدد من قادة السلطة؛ من الرئيس إلى آخرين، ومن بينهم ناطقون باسم حركة فتح، وجميعهم اعتبروا أن حماس تغامر بدماء الشعب الفلسطيني من أجل مشاريعها السياسية.
ليس من العسير القول في ضوء ذلك إن هؤلاء جميعا شركاء في سفك الدم الفلسطيني، لاسيما أنهم يعلمون تماما أن جميع قوى المقاومة رفضت المبادرة المصرية، وليس حماس وحدها (الجبهة الشعبية سبقت الجميع في الرفض)، ما يعني إجماعا، اللهم إلا إذا اعتبرنا موقف حركة فتح (المختطفة) يساوي مواقف تلك القوى جميعا.
لقد كان هدف المبادرة ؛ أولا من حيث الإخراج، وثانيا من حيث المضمون، هو إذلال حماس ودفعها إلى الاستسلام، ومعها برنامج المقاومة برمته، ولا يعرف إن كان هدفهم في الأصل هو دفع حماس إلى رفض المبادرة لكي يبرروا العملية البرية على أمل أن تفضي إلى تحقيق ما عجز الاحتلال عن تحقيقه من خلال الضربات الجوية، لاسيما بعد عجزه عن ضرب منصات الصورايخ أو اغتيال أي من قادة المقاومة.
وحتى لو أدركت حماس هذا البعد، فما كان لها أن تقبل المبادرة بما ينطوي عليه ذلك من فرض للاستسلام على كل الشعب الفلسطيني، فضلا عما سيتبع ذلك من تفكيك لقدراتها العسكرية التي راكمتها طوال سنوات من الكد والجهد، وكل ذلك من أجل حشر القضية في إطار من التفاوض العبثي الذي يكرس بدوره صيغة سلطة في خدمة الاحتلال تسمى دولة.
ما كان لحماس أن تقبل بذلك كله، حتى لو أدركت أن ثمن المواجهة البرية سيكون كبيرا، وحتى وهي تدرك أن وضعها العام ليس جيدا من جهة الحصار الذي تتعرض له من كل الجهات. ثم إن الأمر لم يكن يتعلق بها وحدها، فالمبادرة لم تَعِد الفلسطينيين بشيء ذي قيمة، بما في ذلك فتح معبر رفح الذي يشكل شريان الحياة الوحيد للغزيين، فكيف لها أن تقبل بذلك بعد كل تلك التضحيات وكل ذلك الدمار؟!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير