غزة تشهد ليلة دامية.. وأنظمة عربية تتآمر لتدمير المقاومة
ملاك العكور- مسكينة غزة 'ذنبك أنكِ بريئة كيوسف .. و الحكام العرب أصبحوا كإخوته'، الذين كشفت صحف عبرية تواطؤهم مع الكيان الصهيوني لتدمير حركة المقاومة الاسلامية 'حماس'.
غزة التي شهدت ليلة أمس أكثر الأيام دموية، حيث نفذ جيش الاحتلال 260 هجوماً، ارتقى فيه 307 شهيداً، من بينهم 71 طفلا و25 سيدة و17 من المسنين، مسجلاً بذلك أكبر عدد للشهداء منذ بدء العدوان على غزة قبل 12 يوماً.
كما شدد الاحتلال الخناق على القطاع بقطعه للتيار الكهربائي، إضافة إلى قصف عدة خطوط تتبع لمحطة الكهرباء، الأمر الذي شكل عائقاً إضافياً أمام دخول المساعدات، ساعياً بذلك بالضغط على فصائل المقومة لإجبارها على قبول التهدئة.
لم تعد روائح دخان الحرائق و انفجارات القنابل تخنق أهالي غزة، كما تخنقهم رائحة المؤامرات العربية الإسرائلية، بعد أن تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاءات سرية جمعت وزير الخارجية الإمارتي مع نظيره الاسرائيلي في باريس، يبحثان سبل القضاء على حماس.
و لم يختلف الموقف المصري كثيراً، فلم يسعَ محاولاً لتخفيف الحصار على غزة، و واصل إغلاقه لمعبر رفح في وجه المساعدات و فتحه لوقت محدود لدخول بعض الحالات من الجرحى. حيث تعد كل من الإمارات و مصر من أركان حلف ما يسمى بـ 'دول الاعتدال' المناهض لحركة الإخوان المسلمين، و ذلك ما يحاول الإعلام الاسرائيلي إبرازه، و تأكديه على أنهم حصلوا على الشرعية العربية قبل الشرعية الدولية لشن الهجوم على غزة.
وفي الوقت الذي واصلت فيه فصائل المقاومة الفلسطنية هجومها على اسرائيل، حيث استهدفت أمس الجمعة مدينة أسدود و تل أبيب و مطار بن غوريون الدولي بأكثر من مائة صاروخ، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس'، خالد مشعل، في مقابلته مع صحيفة 'ديلي تليغراف' أن التأثير السياسي لكل صاروخ تطلقه المقاومة على إسرائيل أكبر من التأثير المادي، ذلك ما دفع بالداعميين لإسرائيل للضغط لوقف اطلاق النار.
ذلك ما أكده الكاتب الصهيوني ح.شليف لصحيفة "هارتس": نستنسخ في غزة الفشل الأمريكي في فيتنام،وضرب حماس يزيدها عناد وتصميم.
و بيّن مشعل أن التهدئة لن تشمل انهاء الحصار ووقف إطلاق النار على غزة فقط، فيجب أن يضمن أي اتفاق تأمين المكاسب السياسية و الاقتصادية على المدى الطويل للفلسطينيين، و وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، وإطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين الذي اعتقلتهم الدولة العبرية رداً على مقتل ثلاثة طلاب اسرائيليين في الضفة الغربية الشهر الماضي.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد مجرد مسألة مناقشة، و لابد من حلها هذه المرة. و كان مجلس الأمن قد عقد مساء الجمعة جلسة خاصة، بطلب من الأردن ممثل الدول العربية، لمناقشة ما يجري في قطاع غزة، حيث يعول العرب على ممثلهم الوحيد في المجلس أملاً في إيجاد حلٍ لتهدئة الأوضاع في القطاع.