هنا غزة فانتبه.. دماء تروي الأرض كرامة وتراب لم يعد للمداس
ملاك العكور - "هنا غزة ..فاخلع نعليك وانتبه فقد تدوس على قبر شهيد قد فُقِدْ أو على أشلاءٍ لم تُرىْ من القصفِ، هنا غزة فانتبه، فترابها بدم الشهداء قد مُزج ... فهذا التراب لم يَعُدْ للمداس، بل أضحى تيجاناً توضعُ فوقَ الرأس.."
هنا غزة... يُيتمون قبل أن يولدوا.. يموتون قبل يعرفوا الحياة... هنا غزة.. نساؤها خنساوات، هنا غزة... عروس تزف عريسها إلى الحور قبل نفسها..
هنا غزة.. أمنيات و آمال تخنقها روائح المتفجرات و القنابل...
هنا غزة.. ارتقى فيها 75 شهيداً حتى فجر اليوم، لينضموا إلى قافلة الشهداء الذين بلغ عددهم حتى اليوم السابع عشر من العدوان إلى 635 شهيداً، و إصابة 4000 جريح.
فقد نفذت طائرات الاحتلال مساء الثلاثاء على خانيونس غارات على منازل المواطنين دمرتها فوق رؤوسهم.
وجددت الآليات والمدفعيات الإسرائيلية، فجر اليوم الثلاثاء، قصف منازل وأراض فلسطينية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، بعشرات القذائف والقنابل "الغازية المجهولة"، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق.
كما سقطت عشرات القذائف المدفعية على المناطق الحدودية الشرقية في القطاع، وخاصة في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرقي مدينة غزة، بالإضافة إلى سقوط 5 قذائف في محيط مستشفى بيت حانون وعلى منازل الفلسطينيين بالبلدة شمال القطاع.
و أطلق الجيش الإسرائيلي عددا من القنابل الغازية "المجهولة وذات الرائحة الكريهة" على حي الشيخ رضوان أقصى شمال مدينة غزة، ومنطقة شارع النفق شرق المدينة، ومدينة الزهراء وسط قطاع غزة.
لا تزال طائرات حربية ومروحية واستطلاع إسرائيلية تحلق بشكل كثيف وعلى ارتفاعات منخفضة في مختلف أنحاء قطاع غزة، وتشن غارات على مناطق متفرقة، ما أدى إلى إصابة المنشآت والبنى التحتية بأضرار جسيمة.
لكن المقاومة ما زالت تقض مضاجع الإسرائيلين و تلحق الهزائم بصفوفهم مرة تلو الأخرى، فنقلاً عن إذاعة جيش الاحتلال "غالي تساهل" عن العقيد احتياط والخبير العسكري "افيغدور كهلاني" قال: "إن المعارك الشرسة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة لم يعرف لها الجيش مثيل على مر التاريخ وهي الأكثر تعقيداً".
وأضاف: إن "المقاومة التي يبديها الفلسطينيون في الشجاعية وشرق غزة فاجأتنا"، وتابع بقوله: "أنا أعرف كيف احترم عدوي أنا لا احترمه لأنه يريد قتلي ولكن احترم العقيدة القتالية لمقاتلي حماس الذين خاضوا تدريبات طوال الفترة الماضية واعدوا أنفسهم جيدا لهذه المواجهة وهم يطبقون الشعار الذي ترفعه الحركة وهو الاستعداد للتضحية والفداء من أجل تحقيق الغاية".
فقد فجرت كتائب القسام عبوات أفراد في قوة صهيونية خاصة وتشتبك معها من مسافة قريبة في المنطقة الصناعية شرق جباليا وتؤكد وقوع قتلى وإصابات.
كما سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام الإسرائيلي بنشر خبر متقل جنديين من جيش الاحتلال بالاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية ليرتفع عدد قتلى جيش الاحتلال -بحسب اعترافه- إلى 29 جندياً، و إصابة العشرات.
توالت الخسائر المادية على اسرائيل، فقد أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية تحذيرات لرعاياها بعد السفر إلى الضفة الغربية أو غزة أو اسرائيل خلال هذه الفترة، و بذلك تكون الولايات المتحدة ثالث دولة بعد بولندا و كوريا تلغي رحلاتها إلى اسرائيل.
وأعلنت شركة العال الإسرائيلية للطيران _أكبر شركات الطيران الإسرائيلية_، الثلاثاء، أن تقديراتها الأولية لخسائر تراجع حجوزات الطيران خلال الأسابيع الماضية، والمتوقعة خلال الشهرين القادمين، تبلغ 40 - 50 مليون دولار أمريكي.
هذا التراجع في عدد حجوزات السفر إلى دولة الاحتلال، إلى تكبد الصناعة السياحية خسائر باهظة، أعلنت عنها جمعية الفنادق الإسرائيلية، أمس الإثنين، والتي تفوق مبلغ نصف مليار دولار أمريكي.
و وفق التقرير، هذه الخسائر تتوزع بين خسائر الفنادق قد تصل إلى 100 مليون دولار، والأسواق الإسرائيلية (أسواق التجزئة) التي حرمت من مستهلكين جدد بخسائر تقدر بنحو 200 مليون ودلار، والمرافق السياحية (120 مليون دولار)، ومصلحة الضرائب الإسرائيلية (75 مليون دولار أمريكي).
