كان يا ما كان في غزة هاشم!
حلمي الأسمر
جو 24 : كنا نراهم يخرجون من تحت الأرض، ولا يمكن أن تفهم أو تعرف من أين جاءوا، كانوا يتحركون كما الأشباح، يخرجون من فوهات الأنفاق دون إعارة أي اهتمام لدباباتنا، كانوا يتقصدون التوجه لناقلات الجند، ولا ندري لماذا!
هذا مجرد مشهد واحد من قصة تصلح أن ترويها الأمهات والجدات للأبناء قبل النوم، خاصة في هذه الأيام التي يبحث فيها المرء عن شيء يرفع المعنويات، ويبعث بالنفس بعض الفرح، وسط صور عيون الأطفال المطفأة، وأشلائهم التي تبثها وسائل الإعلام، وتستقر في الوجدان، وترفض أن تبرحه، حتى إذا عثر امرؤ مثلي على مشهد يملأ النفس بالفرح، آثر أن لا يستأثر به وحده، فدعا قراءه للتمتع به، كما تمتع هو!
هذه رواية جندي من «غولاني» يروي تفاصيل بسالة المقاومة بمعركة الشجاعية، نشرها موقع «والا» العبري، وترجمتها مواقع فلسطينية، سأختار منها بعض المقاطع، فيما لكم أن تتخيلوا معي ماذا لو تتاح فرصة المواجهة مع جيش العدو على هذا النحو، كم تحتاج فلسطين لتحريرها؟!
يصف الموقع يوم المعركة بأنه واحد من أصعب الأيام في تاريخه، حيث قتل 13 من أفراده وأصيب 50 آخرين خلال عمليات في قطاع غزة، في معركة تعد من أكثر المعارك شراسة في تاريخ الجيش، فيما يقول الجندي الذي لم يكن أفاق بعد من هول ما رأى: الأجواء في اللواء بعد تلك العمليات كانت صعبة للغاية، فقد رأينا قائد اللواء مدرجا بدمائه وقد بترت ساقه أمام أعيننا، وضابط العمليات قتل، ونائب قائد اللواء قتل، وقائد وحدة الاستخبارات العسكرية في اللواء أصيب بجراح خطيرة، ناقلة الجند أصيبت في البداية نتيجة انفجار عبوة ناسفة ضخمة، اعتقدنا في البداية أنها قذيفة «كورنيت» فالمنطقة التي وقع فيها الهجوم ضيقة جدا، ثم بدأوا بإطلاق نار كثيف دون توقف، على مدار ساعتين من الاشتباكات، أطلقنا النار دون توقف بهدف إبعادهم، ثم تتفاجأ بأحدهم يطل من تحت الأرض ويطلق النار فترد عليه بإطلاق النار. على مدى ساعتين حاولنا إبعادهم كي لا يصلوا لناقلة الجند.. كل شيء كان أمام أعيننا، مليء بالدماء والأشلاء، لم نعد نميز بين زملائنا، حالة الدمار والإرباك طغت علينا، لم نشاهد هذه المشاهد من قبل، كان الجنود يصرخون، وهم يتنقلون دون تعب او ملل، لقد ذهلنا بالفعل، وبعد انتهاء المعركة أصبحنا غير قادرين على التمييز بين عناصرنا، ولم نعد نعرف من هو حي ومن هو ميت، ومن هو موجود ومن هو مخطوف، بعد أن انتهى القتال، أمرنا أحد الضباط بأن نقوم بتمشيط المنطقة، فبدأنا نزحف بحثا عن زملائنا الذين أصيبوا داخل الناقلة، وعن أشلائهم، كانت الصورة قاسية للغاية ولا تبارح ذهني، لا أنسى تلك اللحظات، زحفنا في الشارع بحثا عن أشلاء فيما كان قسم من الزملاء يوفرون لنا الغطاء الناري. مشطنا المكان لمدة طويلة!
ولا مزيد!
الدستور
هذا مجرد مشهد واحد من قصة تصلح أن ترويها الأمهات والجدات للأبناء قبل النوم، خاصة في هذه الأيام التي يبحث فيها المرء عن شيء يرفع المعنويات، ويبعث بالنفس بعض الفرح، وسط صور عيون الأطفال المطفأة، وأشلائهم التي تبثها وسائل الإعلام، وتستقر في الوجدان، وترفض أن تبرحه، حتى إذا عثر امرؤ مثلي على مشهد يملأ النفس بالفرح، آثر أن لا يستأثر به وحده، فدعا قراءه للتمتع به، كما تمتع هو!
هذه رواية جندي من «غولاني» يروي تفاصيل بسالة المقاومة بمعركة الشجاعية، نشرها موقع «والا» العبري، وترجمتها مواقع فلسطينية، سأختار منها بعض المقاطع، فيما لكم أن تتخيلوا معي ماذا لو تتاح فرصة المواجهة مع جيش العدو على هذا النحو، كم تحتاج فلسطين لتحريرها؟!
يصف الموقع يوم المعركة بأنه واحد من أصعب الأيام في تاريخه، حيث قتل 13 من أفراده وأصيب 50 آخرين خلال عمليات في قطاع غزة، في معركة تعد من أكثر المعارك شراسة في تاريخ الجيش، فيما يقول الجندي الذي لم يكن أفاق بعد من هول ما رأى: الأجواء في اللواء بعد تلك العمليات كانت صعبة للغاية، فقد رأينا قائد اللواء مدرجا بدمائه وقد بترت ساقه أمام أعيننا، وضابط العمليات قتل، ونائب قائد اللواء قتل، وقائد وحدة الاستخبارات العسكرية في اللواء أصيب بجراح خطيرة، ناقلة الجند أصيبت في البداية نتيجة انفجار عبوة ناسفة ضخمة، اعتقدنا في البداية أنها قذيفة «كورنيت» فالمنطقة التي وقع فيها الهجوم ضيقة جدا، ثم بدأوا بإطلاق نار كثيف دون توقف، على مدار ساعتين من الاشتباكات، أطلقنا النار دون توقف بهدف إبعادهم، ثم تتفاجأ بأحدهم يطل من تحت الأرض ويطلق النار فترد عليه بإطلاق النار. على مدى ساعتين حاولنا إبعادهم كي لا يصلوا لناقلة الجند.. كل شيء كان أمام أعيننا، مليء بالدماء والأشلاء، لم نعد نميز بين زملائنا، حالة الدمار والإرباك طغت علينا، لم نشاهد هذه المشاهد من قبل، كان الجنود يصرخون، وهم يتنقلون دون تعب او ملل، لقد ذهلنا بالفعل، وبعد انتهاء المعركة أصبحنا غير قادرين على التمييز بين عناصرنا، ولم نعد نعرف من هو حي ومن هو ميت، ومن هو موجود ومن هو مخطوف، بعد أن انتهى القتال، أمرنا أحد الضباط بأن نقوم بتمشيط المنطقة، فبدأنا نزحف بحثا عن زملائنا الذين أصيبوا داخل الناقلة، وعن أشلائهم، كانت الصورة قاسية للغاية ولا تبارح ذهني، لا أنسى تلك اللحظات، زحفنا في الشارع بحثا عن أشلاء فيما كان قسم من الزملاء يوفرون لنا الغطاء الناري. مشطنا المكان لمدة طويلة!
ولا مزيد!
الدستور