ميشيل العكاوي، وداعش!
حلمي الأسمر
جو 24 : نصارى بلادنا، منا، ونحن منهم، ثقافة وحضارة، وانتماء لهذه الأرض الطيبة، وما فعلته «داهش» بنصارى العراق لا يقره عقل ولا دين، ولا منطق، رغم ما أصابنا ويصيبنا من مشاعر هياجة جراء العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، الذي لا يفرق بين نصراني ومسلم هناك، لا نستطيع أن ننسى محنة أهلنا النصارى في العراق، الذين عاشوا محنة غير مسبوقة في هذه البلاد، ولا يمكن لنا أن نصمت عليها!
نقرأ عما جرى هناك، ونعجب، فعلى أبواب منازل المسيحيين في مدينة الموصل شمال العراق، وُضع حرف نون للدلالة على الهوية النصرانية لسكان البيوت المعنية. خيّر تنظيم الدولة الإسلامية أهل المنطقة الأولين بين دفع الجزية أو الرحيل أو حد السيف.
على الجانب الآخر من الدنيا، في فلسطين تحديدا، ينتظر ميشيل، رمضان بفارغ الصبر لإيقاظ المسلمين في عكا من نومهم لتناول السحور ويدأب على الصوم يومين معهم تضامنا وتأكيدا على اللحمة الوطنية. ويواظب ميشيل أيوب(38 عاما) كل ليلة على القيام بدور «المسحراتي» في بلدته رغم انتمائه للدين النصراني، للسنة العاشرة على التوالي.
يقول مراسل «القدس العربي» في فلسطين: داخل بيته المتواضع استقبلنا بزي فلسطيني فولكلوري واستهل حديثه بالقول إنه يفعل ذلك احتراما للصوم والصائمين ومساهمة في تعزيز اللحمة الوطنية في مرحلة تكثر فيها الانشقاقات.
أيوب شاب في غاية الرشاقة وصوته حنون جدا يواظب على التجوال بين أحياء بلدته حاملا واحدة من أدواته، الطبلة ليلا، ويعمل من أجل لقمة عيشه في البناء والترميمات نهارا. تزدان جدران منزله بأعمال فنية من صنع يديه خاصة الأعمال الخشبية وأبرزها للسيدة العذراء مريم. ولا يكتفي بوضع أناشيد دينية رقيقة بل يضمنها معان تربوية.
ومن هذه الأناشيد:
اصحى يا نايم وحد الدايم
رمضان كريم يا رمضان
قول نويت ان حييت شهر الصيام
وبالفجر القيام
اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم
مسحراتي منقراتي ومنجراتي دواليب زمان
ما تشكو يا ناس من دقة شاكوشي
يا ناس حبايب يا ناس جيران
انا قلبي دايب على البيبان
لا ظني سيئ ولا جبان.
وعن ذلك يقول إنه أصلا يرى نفسه حاملا رسالة تربوية اجتماعية مفادها أن المسلمين والمسيحيين أخوة وشعب واحد يقيمون في وطن واحد ويلتقون في التوحيد بالله. وتطرب الآذان لسماعه وهو ينشد أناشيد السحور ويقرع طبلته التراثية التي يحبها ويقول متوددا إنها «تحكي معي أسألها فتجيب بصوتها الرنان الحنون».وهو اليوم يستعد لجولات استثنائية داخل أحياء بلدته في ساعة مبكرة من ليلة القدر يقوم فيها بتلاوة الأسماء الحسنى لله.
مضيفا «عاهدت ربي على مواصلة مشواري هذا حتى يأخذ بوداعتي».
ميشيل، النصراني، الفلسطيني، ماذا ستفعل به داعش، لو وصلت إلى «هناك» وأي كارثة ستحل بهذه الأمة، لو قيض لها ان تمتد سيطرتها إلى هذه الديار؟
هل يكفي الاعتذار لنصارى الموصل، ولكل شركائنا في الوطن والمصير في الشرق؟
الدستور
نقرأ عما جرى هناك، ونعجب، فعلى أبواب منازل المسيحيين في مدينة الموصل شمال العراق، وُضع حرف نون للدلالة على الهوية النصرانية لسكان البيوت المعنية. خيّر تنظيم الدولة الإسلامية أهل المنطقة الأولين بين دفع الجزية أو الرحيل أو حد السيف.
على الجانب الآخر من الدنيا، في فلسطين تحديدا، ينتظر ميشيل، رمضان بفارغ الصبر لإيقاظ المسلمين في عكا من نومهم لتناول السحور ويدأب على الصوم يومين معهم تضامنا وتأكيدا على اللحمة الوطنية. ويواظب ميشيل أيوب(38 عاما) كل ليلة على القيام بدور «المسحراتي» في بلدته رغم انتمائه للدين النصراني، للسنة العاشرة على التوالي.
يقول مراسل «القدس العربي» في فلسطين: داخل بيته المتواضع استقبلنا بزي فلسطيني فولكلوري واستهل حديثه بالقول إنه يفعل ذلك احتراما للصوم والصائمين ومساهمة في تعزيز اللحمة الوطنية في مرحلة تكثر فيها الانشقاقات.
أيوب شاب في غاية الرشاقة وصوته حنون جدا يواظب على التجوال بين أحياء بلدته حاملا واحدة من أدواته، الطبلة ليلا، ويعمل من أجل لقمة عيشه في البناء والترميمات نهارا. تزدان جدران منزله بأعمال فنية من صنع يديه خاصة الأعمال الخشبية وأبرزها للسيدة العذراء مريم. ولا يكتفي بوضع أناشيد دينية رقيقة بل يضمنها معان تربوية.
ومن هذه الأناشيد:
اصحى يا نايم وحد الدايم
رمضان كريم يا رمضان
قول نويت ان حييت شهر الصيام
وبالفجر القيام
اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم
مسحراتي منقراتي ومنجراتي دواليب زمان
ما تشكو يا ناس من دقة شاكوشي
يا ناس حبايب يا ناس جيران
انا قلبي دايب على البيبان
لا ظني سيئ ولا جبان.
وعن ذلك يقول إنه أصلا يرى نفسه حاملا رسالة تربوية اجتماعية مفادها أن المسلمين والمسيحيين أخوة وشعب واحد يقيمون في وطن واحد ويلتقون في التوحيد بالله. وتطرب الآذان لسماعه وهو ينشد أناشيد السحور ويقرع طبلته التراثية التي يحبها ويقول متوددا إنها «تحكي معي أسألها فتجيب بصوتها الرنان الحنون».وهو اليوم يستعد لجولات استثنائية داخل أحياء بلدته في ساعة مبكرة من ليلة القدر يقوم فيها بتلاوة الأسماء الحسنى لله.
مضيفا «عاهدت ربي على مواصلة مشواري هذا حتى يأخذ بوداعتي».
ميشيل، النصراني، الفلسطيني، ماذا ستفعل به داعش، لو وصلت إلى «هناك» وأي كارثة ستحل بهذه الأمة، لو قيض لها ان تمتد سيطرتها إلى هذه الديار؟
هل يكفي الاعتذار لنصارى الموصل، ولكل شركائنا في الوطن والمصير في الشرق؟
الدستور