jo24_banner
jo24_banner

ماذا حل بالأزعر؟

حلمي الأسمر
جو 24 : ماذا يجري في بلادنا اليوم؟ سيمر وقت لا بأس به قبل أن يعرف الجميع أن زلزالا ضرب منطقتنا، وأن معطيات كثيرة تغيرت، وستتغير أيضا، نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي ترفض حتى الآن تسميتها بأنها «حرب» مع أنها حرب بكل ما في الكلمة من معان، ولكنها ترفض «رسميا» الاعتراف بهذا الحال، وإعلان إسرائيل بأنها في «حالة حرب» لأسباب تتعلق بالجانب الاقتصادي تحديدا، والتزام «الدولة» بدفع تعويضات لـ «شعبها» عن الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تسببت بها الحرب، وفق القانون الإسرائيلي، لذا تلتزم الحكومة الإسرائيلية بتسميتها بأنها مجرد «عملية عسكرية» فهل هذا صحيح؟
وفق تقديرات خبراء الحرب واستراتيجييهم هم تحديدا، هي حرب بل هي الحرب الأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل، فلأول مرة تقف إسرائيل موقفا»حرجا» يدفع الرئيس الأمريكي أوباما للقول لنتنياهو في المكالمة التي سربت للصحافة الإسرائيلية ما نصه:
اوباما: اطلب ان توافق اسرائيل على وقف نار فوري من طرف واحد وتوقف كل الاعمال الهجومية – ولا سيما الغارات الجوية.
نتنياهو: ماذا ستحصل اسرائيل مقابل وقف النار؟.
اوباما: اؤمن ان حماس ستوقف نار الصواريخ – الهدوء مقابل الهدوء.
نتنياهو: حماس خرقت كل الحالات الخمسة لوقف النار السابقة. فهي منظمة ارهابية ملتزمة بابادة اسرائيل.
اوباما: أعود وأكرر وأتوقع من اسرائيل أن توقف كل اعمالها العسكرية من طرف واحد. صور الدمار من غزة تبعد العالم عن موقف اسرائيل.
نتنياهو: اقتراح كيري كان غير واقعي تماما ومنح حماس فضائل عسكرية ودبلوماسية.
اوباما: في غضون أسبوع من انتهاء الأعمال العسكرية الإسرائيلية ستبدأ قطر وتركيا مفاوضات مع حماس على أساس تفاهمات 2012، وفيها التزام اسرائيلي برفع الحصار والقيود عن غزة.
نتنياهو: قطر وتركيا هما الداعمتان الأكبر لحماس، لا يمكن الثقة بان تكونا وسيطتين نزيهتين».
اوباما: أنا أثق بقطر وتركيا. اسرائيل ليست في وضع يمكنها أن تختار الوسطاء!
أجزم، أن هذا الحديث غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، فقد كانت على الدوام، هي من تضع قواعد اللعبة، وكان لها الخيار على الدوام، في أن تلتزم بهذه القواعد أو تخرقها، فهي «ازعر الحي» الذي يخشاه الجميع، ولا يجرؤ على مخالفته أحد، فماذا حل بهذا الأزعر؟
يقول العميد في الاحتياط أفيغدور كاهلاني قائد جيش الاحتلال في حرب 1967، إن «على إسرائيل الاعتراف بالحقيقة حماس لقنتنا درسا..أنا لا أقلل من قوة الخصم لقد علمنا بأن لديهم قوة صاروخية لكننا لم نستوعب ولم ندرك حجم هذا الخطر».
أما آري شبيط، فيقول في هآرتس، أن اسرائيل كانت في العقد الماضي تعيش فيما يشبه فقاعة هناء وغفلة عن الواقع المحيط بها، الى أن فجرت حماس هذه الفقاعة، المعنى الاستراتيجي لما يحدث –كما يقول شبيط- هو أن السيادة الاسرائيلية قد انتُهكت. فالدولة التي سماؤها مثقوبة، ومجالها الجوي مخترق، ومواطنوها ينزلون الى الملاجيء على الدوام هي دولة عندها مشكلة. والدولة التي لا تعرف أن تُسكت النار التي تطلق على مجمعاتها السكنية مدة ثلاثة أسابيع هي دولة في ضائقة. ويضاف الى ذلك اختراق أنفاق الهجوم للسور الواقي الإسرائيلي وعدم القدرة على إحراز حسم واضح في معارك التماس. ولا تنجح قوة إسرائيل الإقليمية في التغلب تغلبا حاسما على كيان إرهابي صغير وفقير وجريء على مرأى من عيون أعدائنا وأصدقائنا المذهولة.
ونختم، بما يقوله يوآف شاروني، وهو خبير استراتيجي صهيوني في مؤتمر هرتسيليا العام لشؤون الأمنية والعسكرية، في مقال له نشرته الصحف العبرية تحت عنوان «هزيمة جيشنا المدلل العزيز، إن الجيش يتصدع على يد حماس التي انتصرت وعملية ناحل عوز مذهلة حطمت قدرة الردع، ومحطة فارقة للأبد وتأثيرها فاق ألف صاروخ على تل ابيب، ويقول أيضا: «فقد أظهر جنودنا جبناء وحطم قدرة الردع إلى الأبد وبرأيي سيكون محطة فارقه إلى الأبد». وتابع: لقد هزمنا في هذه المعركة هزيمة واضحة وهذه الهزيمة ستطيح برؤوس سياسية وعسكرية كثيرة وكبيرة لكن هل ستكون هناك اصلاحات واستنتاج للدروس والعبر؟ هل سيعود جنودنا مقاتلين بدلا من ممارستهم لألعاب الكمبيوتر العسكرية؟ هل سيحمينا جيش اسرائيل من الكارثه التي اسمها حماس؟ وقال:» عندما ولدت دولة «اسرائيل «من رحم الألم والمعاناة خاضت معارك وجوديه وحاربت على كل الجبهات العربيه مجتمعه كان المقاتل اليهودي مقاتلا صلبا عزيزا يعتز بانتمائه وقضيته كان مقاتلا يعيش بحد سيفه على الشظف والبساطه والخشونه هزمنا كل دول المنطقه وأجبرناها على اتفاقيات سلام يمكن أن نسميها سلما رومانيا تحت سلاح القوي». وتابع:» لم يعرف جيشنا الهزائم فقد كان جيشا صلبا خشنا انتصر في حرب الاستقلال 48 وحرب الأيام السته 67 وفي حرب الغفران 73 استطاع أن يرد الهجوم ببسالة وان يقوم بهجوم معاكس جبار». وأضاف:» لكن الكارثة التي طالما حذرنا منها حصلت وفات الأوان لقد تحول جيشنا من جيش خشن صلب لا يهاب الموت الى جيش ناعم جبان؛ فبدلا من اعتماده على صلابة المقاتل أصبح يعتمد على صلابة تصفيح الدبابة التي فتتها كورنيت حماس و يعتمد على الجدران الاسمنتية التي حفرت حماس الأنفاق الشيطانية تحتها؛ ليخرج مخربو حماس في مشهد هليودي من عين النفق باتجاه موقعنا ثم يقومون في خلال أقل من دقيقتين بذبح عشرة جنود من النخبة مثل الخراف المرتعبة! وللحديث صلة بعون الله.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news