اللجنة النيابية في معان والبوصلة المفقودة

جو 24 : تعتبر معان أزمة مفتوحة منذ العام 1984 بسبب سياسات حكومية متراكمة من تهميش واقصاء لابناء معان وعدم وجود تنمية حقيقية مستدامة في المحافظة بالرغم من امتلاك المحافظة لاغلب ثروات الوطن، وغياب عدالة اجتماعية وبطالة تنموا وتزداد في صفوف ابناء معان وتشويه اعلامي رسمي ممنهج وكثير من المشاكل والتي دأبت الحكومات المتعاقبة على ترحيلها من حكومة لأخرى ولم تتنازل اية حكومة فتح ملفات معان بالكامل والبدء في حلها بخطة مدروسة ممنهجة يكون أثرها باديا للعيان، مما أدى الى قيام أحداث معان المتكررة منذ العام 1984 وحتى وقتنا الحالي، وفي كل مرة للأسف تقوم الحكومات بمعالجة عرض المشكلة وتغفل متعمدة عن السبب الجوهري في حدوثها وكنتيجة طبيعية تتكرر الاحداث في كل عام او عامين....في أزمة معان الحالية ازداد وعي ابناء معان وابناء الوطن عموما ولم تعد الاكاذيب تنطلي على ابناء الشعب الاردني وطالبنا بحلول جوهرية لكافة مشاكل معان تسير جنبا الى جنب مع الحل الامني الذي نؤيده ويكون عنوان الملف الامني" هيبة الدولة مع كرامة المواطن" اضافة الى حقنا في تنمية جقيقية ملموسة على ارض الواقع وحقنا في مشاركة ايجابية في تنمية مجتمعنا واعطاء الشباب المعاني فرصة لرسم مستقبله وتنفيذه كما أعطي هذا الحق لكثير من شباب الوطن، انطلقنا ومجموعة خيرة من شباب معان نحو هذا الهدف ساعدنا في ذلك وجود عمدة لمدينة معان حر أصيل لا يرتضي الضيم ولا الظلم لابناء بلده ووطنه وتوجهنا في رؤيتنا وتوضيح الصورة الحقيقية لمعان الى كوكبة خيرة من ابناء هذا الوطن المعطاء فما وجدنا منهم حقيقة سوى الدعم والمؤازرة واقسم ان بعضهم كان وما زال أشد حرصا على معان من بعض ابنائها للأسف، ووجود منابر اعلامية خاصة وكتاب انصفوا معان وأهلها بمهنيتهم ووطنيتهم.
عندما تم تشكيل اللجنة النيابية رفضنا المشاركة بها وكانت معارضتنا لها تنطلق من ان هذه اللجنة تريد ان تحقق ما عجزت حكومة النسور ووزير الداخلية من تحقيقه وهو اختزال أزمة معان بالمطلوبين فقط وتصوير معان انها مدينة خارجة عن القانون، وهو بالفعل ما تحقق لغاية الان لعدم تعاطي اللجنة النيابية سوى للمشكلة الامنية وتسليم المطلوبين من ابناء مدينة معان، نحن مع تسليم المطلوبين من ابناء مدينة معان ومحاكمتهم محاكمة عادلة لمن تجاوز القانون منهم وذلك احقاقا للحق ومنع هدر دمهم وتصفيتهم جسديا بالقتل كما حصل مع العديد من المطلوبين في معان، فمن اخطأ عليه ان يتحمل نتيجة خطأه، وبعد ان تنتهي محكومية من تثبت ادانته سيكونون باذن الله لمعان وللوطن بناة خير وعطاء....ولكننا نرفض بشكل قاطع ان يكون هذا هو الحل فقط لان نتيجته الطبيعية ستبقي معان أزمة مفتوحة وستتكرر فيها الأزمات عاما تلو عام، وهو ما نرفضه لمعان وللوطن لأن الثمن اغلى من كل الحكومات واشخاصها فالثمن غال وهو دم ابناء الوطن العزيز من افراد للدرك نتشارك معهم في رباط مقدس وهو الاسلام وفي وطن واحد ومصير مشترك ودم ابناء معان العزيز على قلب كل حر شريف.
صرخة نبثها الى كل شباب معان المخلص والى كل الاردنيين الشرفاء دعونا نضم قلوبنا قبل ايدينا الى بعضها ونطوي ملف معان بكل تعقيداته فالحل ما زال ممكنا ويسيرا ان توفرت الارادة والنية المخلصة الجادة علنا نعبر بمدينتنا وبوطننا مستقبل مظلم في حال استمرت الازمة وتطورت لا سمح الله.


*مدرس العلاقات الدولية/جامعة الحسين بن طلال
الناطق الاعلامي لأئتلاف شباب الاصلاح والتغيير/ معان