jo24_banner
jo24_banner

ماذا حل بالفيلا في الغابة؟

حلمي الأسمر
جو 24 : حتى وقت قريب، كانت إسرائيل بمثابة «الفيلا» في غابة «الشرق الأوسط» حيث ينعم أهلها بالرفاه والديمقراطية والأمن أيضا، ويتبجح حتى عقلاؤها بأنها الدولة الأكثر منعة وقوة في المنطقة، فما الذي حل بهذه «الفيلا» وسكانها، القاطنين وسط غابة «الوحوش»؟
لا أجد جوابا أكثر «خشونة» وقسوة من تعبيرات، الحاخام ذي الأصول اليمنية، أمنون إسحاق، أبرز زعماء اليهود المتدينين في إسرائيل» الحريديم» حين تحدث في فيديو مرفوع على يوتيوب، بعيدا عن بهرج الإعلاميين، وكذب المحللين والكتاب، الذين ذكّروني بمدرسة احمد سعيد، وحملة الأقلام العرب في الستينيات والسبعينيات، وإعلام الانقلاب حديثا، حيث يقلب هؤلاء وأولئك النصر إلى هزيمة، ويزينون الانكسارات ويغطون على التقصيرات، بل إن حكام الفيلا نفسها، وأصحاب القرار فيها، بدأوا عملية تكميم غير مسبوقة للأفواه، تغطية على المخازي التي لحقت بهم في عدوانهم الأخير على غزة، وأفلت من هذه الجوقة، الحاخام المتمرد أمنون إسحاق، فوصف المشهد بلغته الفظة، دون تزويق أو بهرج!
الفيديو إياه باللغة العبرية، ولكن بعض النشطاء تبرعوا وترجموا بعض ما فيه، وهو كثير ومثير، وأنقل للقراء طرفا مما جاء فيه، وإن كان هذا الطرف لا يغني عن قراءة كل ما جاء فيه، فهو شهادة تاريخية للمقاومة، نشهرها في وجه كل من شكك فيها، وسخر منها، ومن ثم حاول استثمارها، بعد ان سجلت انتصاراتها!
يقول، سيء الذكر، حاخامهم، أمنون إسحاق، إنه بعد هزيمة إسرائيل وفرار الآلاف من جنودها أمام ألف مقاتل من حماس، وتنكر أمريكا لإسرائيل فلم يبق لليهود في وقت ينهار فيه وطنهم سوى طلب النجدة . ويتساءل، مع كل هذه القوة كيف لا نستطيع سحق ألف مقاتل من حماس، جنودنا ينسحبون من الخوف، يخشون التورط أكثر في داخل غزة؛ لأن الكثير من المفاجآت كانت من نصيبنا هناك؟
ويعترف الحاخام الإسرائيلي ذو الأصول اليمنية وهو مؤسس تنظيم» شوفار» الذي ينشط في مجال الدعوة وحثّ اليهود على التوبة والعودة إلى جذور التوراة، بالقدرة التكنولوجية لحركة حماس التي قال إنها تخضع التكنولوجيا في كل شيء لديها، حيث لم يعد الأشخاص من يطلقون الصواريخ بل بات ذلك يعتمد على طرق آلية، إسحاق انتقد أيضًا الجبن الإسرائيلي لعدم التوغل سوى كيلومترين داخل قطاع غزة، معتبرًا في الوقت نفسه أن آخر الحروب التي انتصرت فيها إسرائيل كانت حرب الأيام الستة ( يونيو حزيران 1967) فرغم أن « الشعب الإسرائيلي كان يموت خوفا وقتل نحو ألفين من جنوده لأننا كنا نواجه سبعة جيوش» لكنها « كانت حربا مليئة بالمعجزات!».
وتابع:» منذ أن باغتونا في يوم الغفران ( 6 أكتوبر 1973) لم ننتصر في أي حرب بعدها، فمنذ ذلك الوقت نخسر كل الحروب ولم ننجح في حسم أي معركة، وكل بضع سنوات يصبح الوضع أكثر سوء.. ولكننا لا نفهم». المثير أن وجهة نظر الحاخام الحريديم جاءت مصحوبة باستشهادات من التوراة، خاصة آية في سفر التثنية اعتبر أنها تنطبق على ما يحدث الآن لجنود إسرائيل الذي غضب عليهم الرب» (كيف يطرد واحد ألفا ويهزم اثنان ربوة لولا أن صخرهم باعهم والرب سلمهم) ويعلق قائلا: كيف يطارد صاروخ واحد مئات الأشخاص يتمددون على الأرض في الشوارع، ويبكون ويصرخون رعبا داخل الغرف المحصنة؟ إسرائيل قد غرتها قوتها – كما يرى الحاخام « إسحاق» لكنها ليست سوى نمر من ورق « نعتقد أننا أقوياء ولكن نحن لا نملك القوة .. فنحن أصفار.. إن كان بعد معركة استمرت شهرا تقريبًا تنسحب يا مستر فيفي ( نتنياهو) فهذا يعني أننا أصفار.. ألف جندي منهم.. فقط ألف جندي خرجوا للحرب.. جعلكم تهربون «، بل حاخام الحريديم يربط بين هزيمة إسرائيل في غزة ونهاية العالم، معتبرا أن انهيار قوة إسرائيل في الوقوف أمام العدو إلى هذا الحد «المهين» من علامات الساعة، ويتوقع بعدها أن يخرج المسيح المنتظر، مضيفا» نرى أن هذا يحدث يوميا .. يقترب بشكل كبير.. ولا نتحدث عن حزب الله أو إيران أو سوريا أو أي أحد آخر .. فقط نتحدث عن ألف مقاتل من حماس»!
ولا نزيد، بعد ما قاله حاخامهم، وهو كثير، وليت من لديه القدرة على الترجمة من العبرية نقل كل ما قاله الحاخام حرفيا، ففيه الكثير مما يجب أن يقرأه أصحاب العربية!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news