2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حل السلطة، هو الحل الوحيد

خالد أبوالرب
جو 24 : ها هي الهدنة "الغزاوية" الإسرائيلية تراوح مكانها، كنتيجة منطقية لفشل المفاوضات "الفلسطينية" الإسرائيلية في القاهرة.

الوفد الفلسطيني والذي يضم ممثلين عن حماس وفتح والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي ، تم تشكيله من منظور الحركات الفلسطينية، أي ليس إنطلاقاً من مفهوم الدولة الفلسطينية.

دولة فلسطينية..! نعم، هذه التسمية التي يكاد المرء أن ينساها، حتى الصيغة الإعلامية المتداولة والتي تناولت أحداث غزة وما قبلها من أحداث، لا تشير إلى إعتداء دولة على دولة، أو إلى حرب بين دولتين ، وهي صيغة مقبولة وصحيحة بالتأكيد ، فإن كان طرف المعادلة الأول معروف وهو دولة الكيان الصهيوني ، فأين الطرف الآخر.

في أبجديات مفهوم الدولة ، تتكون الدولة من عدة عناصر أهمها: الشعب ، الأرض بحدود مرسومة، والنظام بما يشمل الرئيس والحكومة والبرلمان ، وهي عناصر لا يتوفر منها سوى عنصر الشعب ، كيف لا وأنا أكاد أن أجزم أنه لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض يعرف ما هي حدود الدولة الفلسطينية، فهي طولاً وعرضاً حدود مستباحة جيش الإحتلال الإسرائيلي، فلو قررت مجموعة من أربع جنود إسرائيلين في ساعة إستراحة أن (يغيروا جو) ويلعبوا لعبة الورق "تركس" في أحد سهول رام الله، فإنهم سيتوجهون مباشرة دون أي إستئذان أو حاجة لتصريح.. وكيف يستأذنون وممن يستأذنوا إذا كان محافظ مدينة رام الله نفسه يحتاج إلى تصريح من تل أبيب إذا أراد هو أن يزور صديق في مدينة اخرى، ولا تستغرب عزيزي القارئ لو علمت أنه يحتاجه داخل رام الله نفسها.

أما رئيس الدولة، فيكفي أن نشاهد مقطع الفيديو الذي يظهر فيه الرئيس محمود عباس وهو يبدي تعاطفه مع أسرة الطفل الشهيد المقدسي محمد خضر ، فأي رئيس دولة ذلك الذي يقتل أحد أفراد شعبه من قبل قوات دولة آخرى ، ويكتفي بالتعاطف ، في موقف يليق برئيس حزب ، مدير لمؤسسة خيرية ، أو مندوب جماعة سياسية ، يليق بأي جهة إلا برئيس دولة القتيل ، هو تصرف لا يليق به إلا ما نطقت به الإعلامية بقناة الجزيرة غادة عويس عند حوارها مع نمر حماد عندما قالت له (عيب عليك) ، نعم السيد الرئيس عيب عليك.

أما البرلمان ، فعن أي برلمان نتحدث وأفراده يعتقلون من قوات الإحتلال الإسرائيلي ، وآخرون منهم لا يستطيعون دخول البرلمان منذ ان تم إنتخابهم.

إن الإحنلال الإسرائيلي لفلسطين يعتبر "أرخص" إحتلال يمكن تخيله ، في العرف الدولي ، فإن المحتل هو مسؤول عن القطاع الصحي والتعليمي وغيره ، بينما في الحالة الفلسطينية فنحن كمن "كذب الكذبة وصدقها" ، إننا لا نكلف المحتل بقدر ما نرهن أنفسنا به إقتصادياً وجغرافياً وفي كل المجالات ، كدولة تخنق دولة دون أي رادع ، ودون أي تكلفة.

الحل واضح ، والمنطق يجب أن يفرض نفسه ، في ظل التعنت الإسرائيلي وعدم جديّته لا في المفاوضات ولا في الحل النهائي ، يجب أن يتم حل السلطة الوطنية الفلسطينية ، فما خطط له الرمز الشهيد ياسر عرفات بتزاوج العمل السياسي والعمل العسكري في سبيل الوصول لموطأ قدم أو نقطة إنطلاق أو إثبات هوية ، قد ذهب أدراج الرياح بعد رحيله ، والسبب معروف بأن مشروعه وللأسف كان يحتاج للسلف الصالح ، وهو وللآسف ما لم يعمل على إيجاده ، نعم يجب حل السلطة الفلسطينية ،و يتم إعلان أرض فلسطين كاملة ، أكرر كاملة ، من النهر إلى البحر ، كأرض محتلة ، ولتتحمل حكومة تل أبيب مسؤولياتها ، وتتحمل ثورة الشعب المغتصبة أرضه ، أما البقاء على هذا الحال ، فسنبقى رهناء لفكرة لـ"إنتصارات" و "فتوحات" السيد الرئيس الدبلوماسية ، وللموقف العربي والعاملي الـ "المخزي" تجاه حركة مقاومة لم يعد الطرف العربي نفسه يخجل أن يوصمها بالإرهابية.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير