2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

تحليل: حرب غزة انهيار لمستقبل نتنياهو وائتلافه الحكومي

تحليل: حرب غزة انهيار لمستقبل نتنياهو وائتلافه الحكومي
جو 24 : يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمة داخلية ومأزقًا خطيرًا بسبب فشله الذريع في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعدم تحقيق أهدافها، مما يهدد مستقبله السياسي ويؤدي إلى سقوطه، وانهيار ائتلافه الحكومي، وربما يقود لانتخابات مبكرة، وفق ما يرى مراقبون..

وأظهرت الحرب مدى حدة الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية داخل الحكومة بشأن طريقة إدارة نتنياهو للمعركة، وسبل اتخاذ القرارات خلال جلسات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، وكذلك طريقة المفاوضات مع حركة حماس في القاهرة.

اخفاقات الحرب

ووفق المراقبون، فإن مستقبل نتنياهو السياسي بات مرهونًا بنتائج مفاوضات وقف إطلاق النار، ولجان التحقيق الإسرائيلية فيما إذا ما شكلت رسميًا حول إخفاقات الحرب على غزة، وألقت مسؤولية التقصير والفشل عليه.

وشن جيش الاحتلال في السابع من الشهر الماضي عدوانًا واسعًا على القطاع، أدى لاستشهاد نحو 1980 مواطنًا، وإصابة أكثر من 10 آلاف جريح، وكذلك تدمير واسع في المنازل والبني التحتية.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي في حديث لوكالة "صفا" أن نتنياهو يواجه الآن مشكلة كبيرة نتيجة الحرب على غزة، والتي أثارت تساؤلات كبيرة حول القدرات القيادية الإسرائيلية، وكيفية إدارة هذه الحرب، وعدم تحقيق أهدافها، وخاصة مسألة "القضاء على الأنفاق".

والمشكلة الثانية التي يواجهها نتنياهو -بحسب النعامي- وجود منافسين داخل حزب الليكود الذي يرأسه يطمحون في ورثته وقيادة هذا الحزب عبر الإطاحة به، حيث يتصيدون له الأخطاء كي يوظفوها في انتقاده والتشكيك في قدراته القيادية.

وهناك من دعا إلى إقالته من الحزب، وتشكيل لجان تحقيق في إخفاقات الحرب، وسلوك الحكومة في الجانب الاستخباري، وبالتالي فإن كل هذه الإشكاليات تؤثر على مستقبل نتنياهو السياسي، بالإضافة إلى تدهور علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما يقول النعامي..

و"لكن في حال تشكيل لجان تحقيق رسمية في الحرب، وثبت من خلال نتائجها اتهام نتنياهو بالتقصير، وتحميله مسؤولية الفشل، والكلام للنعامي، فإن ذلك سيزيد وضعه تعقيدًا، لذا فإن مصير نتنياهو مرهون بنتائج التحقيق التي ستشكل حينها خصوم دعائية لنتنياهو بهدف إزاحته عن رئاسة الحزب".

مفاوضات القاهرة

وبالنسبة للائتلاف الحكومي، فإنه لا توجد حاليًا مخاطر ولا مصلحة لدى الأحزاب الإسرائيلية في حل الائتلاف، ولكن الأمور قد تختلف عندما تصدر أيضًا نتائج التحقيق، وهنا ستكمن الخطورة.

وحسب النعامي، فإن "المشكلة الرئيسة تكمن في عدم قدرة نتنياهو على ردع المقاومة الفلسطينية خلال الحرب، وفشله أيضًا في تحقيق أهدافها المتمثلة بردع المقاومة، وعودة الهدوء للمستوطنين".

ويرى أن نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار ستنعكس أيضًا على مستقبل نتنياهو، "ففي حال عدم نجاحها وجرى استئناف عمليات المقاومة، فإن هذا سيزيد الأمور تعقيدًا لديه، وسيضعفه أكثر، وسيزيد من حرجه لدى الإسرائيليين".

وكان مراقب "إسرائيل" العام القاضي المتقاعد يوسف شبيرا قرر الأربعاء فتح تحقيق خاص فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية خلال الحرب، والتحقيق في أنظمة الجيش الداخلية فيما يتعلق بممارسته في غزة.

كما قرر التحقيق في جاهزية الجبهة الداخلية قبيل الحرب، وطرق تعامل الجبهة مع الحرب كعمل أنظمة الإنذار والحماية، وحلول حماية السكان في أماكن المواجهة بموازاة تحقيق الجيش في مشكلة الأنفاق.

وكان رئيس لجنة الخارجية الأمن التابعة للكنيست زئيف ألكين صرح الآخر أنه ينوي أيضًا فتح تحقيق في سير عملية "الجرف الصامد"، لأنه يرى أن الكثير من الأخطاء شابت العملية.

تخبط وضعف

وذهب بعض الوزراء الإسرائيليين إلى اتهام نتنياهو بعدم إجراء مداولات جدية حول مفاوضات وقف إطلاق النار، وأنه كان يستبعدهم من دائرة اتخاذ القرار، مشيرين إلى أن القرارات كان يتخذها نتنياهو ووزير جيشه موشيه يعلون ورئيس أركان الجيش بيني غانتس.

"مستقبل نتنياهو مرهون فيما إذا تم تشكيل لجنة تقصي حقائق في إخفاقات الحرب على غرار لجنة "أجرنات" التي حققت في حرب أكتوبر 1973، وأطاحت بحزب العمل، ولجنة (فينو غراد) التي حققت في إخفاق يهود أولمرت في حرب لبنان بتموز 2006، وأطاحت بحزب كاديما" يقول المختص بالشأن الإسرائيلي ناجي البطة.

ويضيف لوكالة "صفا" :"في حال تشكيل تلك اللجنة، فإن مصير نتنياهو لن يكون أفضل حالًا من مصير أولمرت، بل سيكون الفشل والملاحقة القضائية على ملفات فساد قد تُفتح له مستقبلُا".

وبنظر البطة، فإن الحرب على غزة أطاحت بمستويين، الأول "نتنياهو –يعلون –غانتس"، والثاني رؤساء المنظومة الأمنية في شعبة الاستخبارات العسكرية، وتحديدًا "أمان"، وكذلك رئيس الموساد و"الشاباك"، فهؤلاء أول من سيتم التضحية بهم لإخفاقهم في هذه الحرب.

ويعتبر هؤلاء بنظر الإسرائيليين فشلة أوقعوهم في سوء أعمالهم، خاصة أن "الائتلاف الحكومي الآن لا يوجد فيه شخصيات تمتلك كاريزما قيادية يجمع عليها الإسرائيليون، فاليمين فشل في تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها الجمهور الإسرائيلي إلى فلسطين".

ولم يعد نتنياهو يحظى بتأييد ودعم كامل من "الكابينيت" بعد فشله في تحقيق أهداف الحرب، وبعدما أصبح يتهرب من مسؤولياته، كما أن قياداته تعيش حالة تخبط وضعف بسبب الفشل الاستخباري والعسكري والسياسي الذي لحق بهم. كما يوضح البطة..

ويرتبط مصير الحكومة بعدة متغيرات، أولها في حال أظهرت كتائب القسام بأن الجندي الأسير لديها حيًا، فإن ذلك سيقلب الطاولة على نتنياهو، وربما يقود لإجراء انتخابات مبكرة، كما أن إظهار الخسائر الإسرائيلية التي بحوزة المقاومة ربما تهز المجتمع الإسرائيلي.

وحسب البطة، فإن القسام كشفت عن الوجه الحقيقي لهذا المجتمع "الهش الكارتوني"، والذي تعاني قياداته من أزمة وفشل كبير، كما أن الحرب كشفت عن هذه الهشاشة التي ستؤدي لسقوط نتنياهو وحكومته، وإلى صراع داخل حزب تكتل الليكود، والأحزاب الأخرى.

صفا
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير