الخاسر الوحيد في اضراب المعلمين
جو 24 : ربما لم تكن نقابة المعلمين يوما موضع ترحاب لدى الحكومة واجهزتها التي قد يستفزها وجود مؤسسات وهيئات مدنية مستقلة تماما في عملها وتصغي دائما لمنتسبيها أكثر من اصغائها لأجهزة الدولة المختلفة، وعليه كان التعامل..
لم تتوقف الهجمات الاعلامية الموجهة على المعلمين منذ رفعهم الصوت بالمطالبة بنقابة مهنية تحمل همومهم، واستمرت حتى بعد تشكيلها وانتخاب مجلسها الأول.. واستعرت الهجمات بعد انتخاب المجلس الثاني الذي أفرزته انتخابات اعتبرتها مراكز الرقابة والرصد اكثر الانتخابات نموذجية ونزاهة في الاردن، وهو ما يبدو ان اجهزة الدولة ترفض التسليم به.
استمرت وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية بتعبئة المعلمين ضد نقابتهم على مدار اسبوع كامل من بدء الاضراب عن العمل، لكن الاخطر كان بتعبئة الرأي العام ضد النقابة وربما لا تدرك بذلك انها تعبئ الرأي العام ضد المعلمين انفسهم وليس نقابتهم، والمشكلة في كل ذلك ان التهم كانت دائما جاهزة ومتشابهة في جميع وسائل الاعلام.. بدءا من القول بتسييس النقابة وانتهاء بـ"اتخاذ الطلبة رهائن"!
لا يمكن القول ان مطالب "تعديل نظام الخدمة المدنية السيء، واصلاح نظام التأمين الصحي، واحالة صندوق ضمان التربية الذي راح نتيجة التجاوزات فيه مئات الملايين إلى القضاء، واعطاء معلمي المدارس الخاصة الاجر الذي يستحقونه، والعلاوة المالية" بأنها مطالب سياسية، على العكس تماما.. هي مطالب لجميع الاردنيين وخاصة العاملين في الدوائر الحكومية المختلفة.
واما التهمة الاخرى "اتخاذ الطلبة رهائن"، فهي ايضا باطلة؛ فالنقابة اعلنت مطالبها منذ نحو ستة أشهر، كما اكدت عليها في الاعتصام الحاشد نهاية شهر ايار على الدوار الرابع، وظلت تطالب وتحاور بها طويلا.. ولما لم تبد الحكومة اهتماما كبيرا، كان لا بد من الاضراب؛ وهي الخطوة التي يقدم عليها موظفو اي دائرة او مؤسسة ترفض ادارتها الاستجابة لها دون اي اعتراض إلا من صاحب العمل او المدير.. ويبدو انها الطريقة الاكثر جدوى للضغط على الادارات.
سينتهي غدا او بعد غد اضراب المعلمين، وسيحقق المعلمون مطالبهم دون شك؛ فالارادة لديهم اكبر مما يعتقده البعض، وسيعودون لعملهم دون يذكروا كثيرا من ذلك السوء الذي أبدته الدولة تجاههم، فهم يدركون ان رسالتهم أسمى من معاقبة الوطن وسيسعون بلا شكّ لاخراج جيل أفضل وأكثر صلاحا من الحالي.. لكن الخاسر الأكبر ستكون وسائل الاعلام التي فقدت كثيرا من قيمتها ومكانتها في نفوس المعلمين بعد ان استهدفت تلك الوسائل اكبر الشرائح المظلومة والمهمشة في الاردن.
لم تتوقف الهجمات الاعلامية الموجهة على المعلمين منذ رفعهم الصوت بالمطالبة بنقابة مهنية تحمل همومهم، واستمرت حتى بعد تشكيلها وانتخاب مجلسها الأول.. واستعرت الهجمات بعد انتخاب المجلس الثاني الذي أفرزته انتخابات اعتبرتها مراكز الرقابة والرصد اكثر الانتخابات نموذجية ونزاهة في الاردن، وهو ما يبدو ان اجهزة الدولة ترفض التسليم به.
استمرت وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية بتعبئة المعلمين ضد نقابتهم على مدار اسبوع كامل من بدء الاضراب عن العمل، لكن الاخطر كان بتعبئة الرأي العام ضد النقابة وربما لا تدرك بذلك انها تعبئ الرأي العام ضد المعلمين انفسهم وليس نقابتهم، والمشكلة في كل ذلك ان التهم كانت دائما جاهزة ومتشابهة في جميع وسائل الاعلام.. بدءا من القول بتسييس النقابة وانتهاء بـ"اتخاذ الطلبة رهائن"!
لا يمكن القول ان مطالب "تعديل نظام الخدمة المدنية السيء، واصلاح نظام التأمين الصحي، واحالة صندوق ضمان التربية الذي راح نتيجة التجاوزات فيه مئات الملايين إلى القضاء، واعطاء معلمي المدارس الخاصة الاجر الذي يستحقونه، والعلاوة المالية" بأنها مطالب سياسية، على العكس تماما.. هي مطالب لجميع الاردنيين وخاصة العاملين في الدوائر الحكومية المختلفة.
واما التهمة الاخرى "اتخاذ الطلبة رهائن"، فهي ايضا باطلة؛ فالنقابة اعلنت مطالبها منذ نحو ستة أشهر، كما اكدت عليها في الاعتصام الحاشد نهاية شهر ايار على الدوار الرابع، وظلت تطالب وتحاور بها طويلا.. ولما لم تبد الحكومة اهتماما كبيرا، كان لا بد من الاضراب؛ وهي الخطوة التي يقدم عليها موظفو اي دائرة او مؤسسة ترفض ادارتها الاستجابة لها دون اي اعتراض إلا من صاحب العمل او المدير.. ويبدو انها الطريقة الاكثر جدوى للضغط على الادارات.
سينتهي غدا او بعد غد اضراب المعلمين، وسيحقق المعلمون مطالبهم دون شك؛ فالارادة لديهم اكبر مما يعتقده البعض، وسيعودون لعملهم دون يذكروا كثيرا من ذلك السوء الذي أبدته الدولة تجاههم، فهم يدركون ان رسالتهم أسمى من معاقبة الوطن وسيسعون بلا شكّ لاخراج جيل أفضل وأكثر صلاحا من الحالي.. لكن الخاسر الأكبر ستكون وسائل الاعلام التي فقدت كثيرا من قيمتها ومكانتها في نفوس المعلمين بعد ان استهدفت تلك الوسائل اكبر الشرائح المظلومة والمهمشة في الاردن.