تجاوزات الديوان الملكي!
كشف مستشار وزير الزراعة و مدير الرقابة المهندس رائد العدوان أن تجاوزات عديدة حدثت و تحدث في وزارة الزراعة نتيجة تدخلات أحد الموظفين في الديوان الملكي، معتبرا أن هذه التجاوزات تشكل 'قضايا فساد' كبرى. وقد اشار المهندس العدوان إلى قضايا أخرى يندى لها الجبين .
ليست هذه المرة الاولى التي يقوم بها العدوان (وهو موظف حكومي على رأس عمله) بتوجيه اتهامات لمسؤولين كبار بقضايا فساد، غير أننا ولغاية الآن لم نسمع عن تحرك رسمي لمتابعة هذه القضايا المثارة، وما من شك أن الاتهامات التي يوجهها العدوان بوصفه مسؤولا بالدولة تناهت الى مسامع سميح بينو رئيس هيئة مكافحة الفساد ومع ذلك فقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
نعود للديوان الملكي الذي اصبح موضع نقد كبير منذ سنوات للدور الذي يمارسه في الخفاء بشكل ساهم في تعزيز الصورة السلبية عن الحكم في الاردن، وبدلا من أن يكون الديوان الملكي مؤسسة يأمن جانبها الشعب الاردني تتحول بقدرة قادر إلى مؤسسة تطالها سهام النقد بشكل متكرر.
الملك قال أن لا أوامر عليا تصدر عنه شخصيا ليتجاوز فيها الديوان نطاق عمله، غير أنه وكل مرة نجد شخصا ما في الديوان يستعمل كلمة المرجعيات العليا لاجبار الحكومة ومؤسساتها لمخالفة القانون وفرض تصوراتها . وقد رأينا كيف ورط احد مسؤولي الديوان الملك شخصيا في قصة تسجيل اراض باسم الملك ورأينا كيف اضطر الديوان لاصدار بيان لتوضيح القضية .
لقد طفح الكيل، ولا يمكن أن تكون تصرفات الديوان وتجاوز بعض موظفيه على دورهم في حال ثبوتها الا مسمار اخير يدق في نعش ثقة المواطن في مؤسساته وللأسف ان صحت اتهامات العدوان فنحن في وضع صعب تكون فيه النخب الحاكمة أو من يتآمر بوعي أو بغير وعي على العلاقة بين الدولة والديوان الملكي في جانب والشعب من جانب آخر.