غزة تنتصـر .. وحماس والمقاومة وسلاحها
ياسر الزعاترة
جو 24 : لم يتخيل نتنياهو في أسوأ كوابيسه أن تُعلن التهدئة بينما تنهمر صواريخ المقاومة حتى اللحظة الأخيرة على كيانه ومستوطناته، بل وتقتل جنديين في نفس اليوم، بينما يتذكر هو ويتذكر الجميع أنه ذهب نحو عدوانه من أجل وقفها وتدمير منصات إطلاقها.
لم يتخيل نتنياهو أيضا في أسوأ كوابيسه أن المعركة التي أرادها محطة لتركيع حماس كحركة متمردة، والقطاع كإقليم متمرد، ستجعل حماس ملء السمع والبصر في طول العالم الإسلامي وعرضه، بل في ضمير أحرار العالم برمته، بينما تعود القضية الفلسطينية التي تراجعت في السنوات الأخيرة، وكان يريد المعركة محطة لفرض حله الاستسلامي على أهلها بعد تركيع المتمردين منهم؛ تعود إلى صدارة اهتمام العالم، فيما يُحشر كيانه في دائرة الإجرام في وعي الشعوب.
لم يتخيل نتنياهو أنه سيضطر إلى أخذ قرار التهدئة بمفرده بعيدا عن مجلسه الوزاري والأمني المصغر خشية أن يرفضه أكثرهم، هو الذي كان طوال الأسابيع الماضية يرغي ويزبد مهددا ومتوعدا حماس بالسحق، بل حتى بنزع السلاح، فيما ينتهي إلى اتفاق لا يشير من قريب ولا بعيد إلى هذه المسألة، وحيث تخرج قوى المقاومة دون رفع راية بيضاء، بل تخرج والأسلحة مشرعة والصواريخ تدك الكيان، والرصاص يلعلع فرحا بالانتصار.
51 يوما من القتل والتدمير لم تسفر؛ لا عن تركيع حماس ولا المقاومة، ولا رفعها الراية البيضاء، ولم تسفر أيضا رغم هول الدمار عن انفضاض الناس من حولها، والذين ظلوا صامدين يطالبون المقاومة بالصمود حتى تحقيق مطالب الشعب التي لم يكن من بينها أية مطالب فصائلية.
51 يوما، لم يتفوق نتنياهو خلالها إلا بالقتل الأعمى والتدمير الممنهج لفض الناس من حول المقاومة. لم يتفوق إلا على أجساد الأطفال الغضة، والبيوت والمباني، بينما كان جنوده يصرخون من الوجع والهلع أمام أبطال المقاومة حين شرع في التوغل البري، فيما كان مستوطنوه يصرخون أيضا، ويأوي 6 ملايين صهيوني إلى الملاجئ، بينما يتكبد كيانه خسائر بمليارات الدولارات بين عسكرية واقتصادية.
الآن، ورغم ذلك كله سيذهب موتورون ومهزومون من هنا وهناك لينقبوا في تفاصيل الاتفاق بحثا عما يرضي شهيتهم للتقليل من شأن الانتصار، بينما يذهب آخرون نحو التذكير بأعداد الضحايا (يتجاهلون أن نسبة لا بأس منهم مقاتلون وقادة)، لكأن معارك الحرية تمضي دون ثمن، أو لكأن شعبا في التاريخ قد خاص معركة تحرره دون أن يخسر أضعاف ما خسره الفلسطينيون في هذه المعركة بميزان النسب المتعلقة بالأرباح والخسائر؛ من فيتنام إلى الجزائر إلى العراق وسواها من التجارب.
سيقول موتورون إن حماس لم تحقق مطالبها في الاتفاق، وينسون، بل يتناسون أنها معركة خاضتها المقاومة في ظل خلل هائل في ميزان القوى العسكري (بين قوة مقاومة معزولة ومحاصرة وعاشر أقوى جيش في العالم، والأقوى في المنطقة)، والأهم خلل هائل في ميزان القوى السياسي .
لقد خاضت المقاومة معركة إعداد عظيمة، كانت تديرها والموتورون ذاتهم يتهمونها بأنها تستجدي التهدئة لأجل السلطة، فيما تنازلت لهم عن السلطة، وثبت أنها كانت تصل الليل بالنهار من أجل الإعداد، ثم خاضت معركة بطولية بامتياز أذاقت العدو الذل والهوان. خاضتها بروعة واقتدار، وخرجت منها مرفوعة الرأس، ورفعت معها رأس الشعب الفلسطيني والأمة جمعاء.
إنها معركة أعادت للمقاومة بريقها الذي كان آخرون يسعون طوال سنوات لوصمها بالعبثية، بينما هم يمضون في مسار مفاوضات عبثية بالفعل لم تفض إلا إلى زيادة الاستيطان والتهويد والإذلال، باستثناء مزايا لبعض أركان السلطة الذين يتفننون في التنسيق الأمني والالتزام بمتطلبات سلطة صممت لخدمة الاحتلال.
51 يوما من البطولة والصمود سطّرت صفحات عز وبطولة في كتاب هذه القضية التاريخية، ولا ينبغي لهذه الصفحات أن تعيد أهل القضية إلى المسار العبثي السابق، وهذا هو التحدي الذي سيواجه أهل المقاومة خلال المرحلة المقبلة، ولذلك حديث، بل أحاديث سابقة ولاحقة.
سلام على غزة. سلام على فلسطين. سلام على أروع الأبطال والشهداء. سلام على الجرحى والمشرَّدين بانتظار عودة مظفرة إلى بيوت سيُعاد إعمارها، وسلام على شعب عظيم لم يبخل على مقاومته بالدعم والإسناد رغم الألم والمعاناة والتضحيات.
الدستور
لم يتخيل نتنياهو أيضا في أسوأ كوابيسه أن المعركة التي أرادها محطة لتركيع حماس كحركة متمردة، والقطاع كإقليم متمرد، ستجعل حماس ملء السمع والبصر في طول العالم الإسلامي وعرضه، بل في ضمير أحرار العالم برمته، بينما تعود القضية الفلسطينية التي تراجعت في السنوات الأخيرة، وكان يريد المعركة محطة لفرض حله الاستسلامي على أهلها بعد تركيع المتمردين منهم؛ تعود إلى صدارة اهتمام العالم، فيما يُحشر كيانه في دائرة الإجرام في وعي الشعوب.
لم يتخيل نتنياهو أنه سيضطر إلى أخذ قرار التهدئة بمفرده بعيدا عن مجلسه الوزاري والأمني المصغر خشية أن يرفضه أكثرهم، هو الذي كان طوال الأسابيع الماضية يرغي ويزبد مهددا ومتوعدا حماس بالسحق، بل حتى بنزع السلاح، فيما ينتهي إلى اتفاق لا يشير من قريب ولا بعيد إلى هذه المسألة، وحيث تخرج قوى المقاومة دون رفع راية بيضاء، بل تخرج والأسلحة مشرعة والصواريخ تدك الكيان، والرصاص يلعلع فرحا بالانتصار.
51 يوما من القتل والتدمير لم تسفر؛ لا عن تركيع حماس ولا المقاومة، ولا رفعها الراية البيضاء، ولم تسفر أيضا رغم هول الدمار عن انفضاض الناس من حولها، والذين ظلوا صامدين يطالبون المقاومة بالصمود حتى تحقيق مطالب الشعب التي لم يكن من بينها أية مطالب فصائلية.
51 يوما، لم يتفوق نتنياهو خلالها إلا بالقتل الأعمى والتدمير الممنهج لفض الناس من حول المقاومة. لم يتفوق إلا على أجساد الأطفال الغضة، والبيوت والمباني، بينما كان جنوده يصرخون من الوجع والهلع أمام أبطال المقاومة حين شرع في التوغل البري، فيما كان مستوطنوه يصرخون أيضا، ويأوي 6 ملايين صهيوني إلى الملاجئ، بينما يتكبد كيانه خسائر بمليارات الدولارات بين عسكرية واقتصادية.
الآن، ورغم ذلك كله سيذهب موتورون ومهزومون من هنا وهناك لينقبوا في تفاصيل الاتفاق بحثا عما يرضي شهيتهم للتقليل من شأن الانتصار، بينما يذهب آخرون نحو التذكير بأعداد الضحايا (يتجاهلون أن نسبة لا بأس منهم مقاتلون وقادة)، لكأن معارك الحرية تمضي دون ثمن، أو لكأن شعبا في التاريخ قد خاص معركة تحرره دون أن يخسر أضعاف ما خسره الفلسطينيون في هذه المعركة بميزان النسب المتعلقة بالأرباح والخسائر؛ من فيتنام إلى الجزائر إلى العراق وسواها من التجارب.
سيقول موتورون إن حماس لم تحقق مطالبها في الاتفاق، وينسون، بل يتناسون أنها معركة خاضتها المقاومة في ظل خلل هائل في ميزان القوى العسكري (بين قوة مقاومة معزولة ومحاصرة وعاشر أقوى جيش في العالم، والأقوى في المنطقة)، والأهم خلل هائل في ميزان القوى السياسي .
لقد خاضت المقاومة معركة إعداد عظيمة، كانت تديرها والموتورون ذاتهم يتهمونها بأنها تستجدي التهدئة لأجل السلطة، فيما تنازلت لهم عن السلطة، وثبت أنها كانت تصل الليل بالنهار من أجل الإعداد، ثم خاضت معركة بطولية بامتياز أذاقت العدو الذل والهوان. خاضتها بروعة واقتدار، وخرجت منها مرفوعة الرأس، ورفعت معها رأس الشعب الفلسطيني والأمة جمعاء.
إنها معركة أعادت للمقاومة بريقها الذي كان آخرون يسعون طوال سنوات لوصمها بالعبثية، بينما هم يمضون في مسار مفاوضات عبثية بالفعل لم تفض إلا إلى زيادة الاستيطان والتهويد والإذلال، باستثناء مزايا لبعض أركان السلطة الذين يتفننون في التنسيق الأمني والالتزام بمتطلبات سلطة صممت لخدمة الاحتلال.
51 يوما من البطولة والصمود سطّرت صفحات عز وبطولة في كتاب هذه القضية التاريخية، ولا ينبغي لهذه الصفحات أن تعيد أهل القضية إلى المسار العبثي السابق، وهذا هو التحدي الذي سيواجه أهل المقاومة خلال المرحلة المقبلة، ولذلك حديث، بل أحاديث سابقة ولاحقة.
سلام على غزة. سلام على فلسطين. سلام على أروع الأبطال والشهداء. سلام على الجرحى والمشرَّدين بانتظار عودة مظفرة إلى بيوت سيُعاد إعمارها، وسلام على شعب عظيم لم يبخل على مقاومته بالدعم والإسناد رغم الألم والمعاناة والتضحيات.
الدستور