jo24_banner
jo24_banner

ربطة العنق الزرقاء!

حلمي الأسمر
جو 24 : ما أجمل ما قام به موقع واللا العبري أمس، حينما عقد مقارنة بين الخطابين اللذين ألقاهما رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في أعقاب انتهاء العدوان على غزة «الجرف الصامد/ العصف المأكول 2014» ونظيرتها «عامود السحاب/ حجارة السجيل» عام 2012، حيث لوحظ أنه لم يكن ثمة اختلاف إلا في تركيبة الأشخاص الذي حضروا المؤتمر، فيما لاحظت من المقارنة بين صورتيْ المؤتمر، أن المؤتمر الأول اشتمل على رفع خمس «نسخ» من أعلام كيان العدو، فيما الثاني لم يرفع إلا نسختين!
هذا من ناحية الشكل، لكن الأهم هو ما ورد من نصوص على لسان نتنياهو، حيث بدا أن التصريحات التي عبرت عن وقف إطلاق النار هي ذاتها في كلا الخطابين، فتعبيرات: «الثمن الباهظ»، «ضربة قاضية لحماس»، «قتلنا آلاف المخربين»، «اغتلنا مسؤولين في حماس»، كلها هي ذاتها وردت بكثرة في الخطاب الذي ألقاه نتنياهو، مساء الأربعاء، لكن الملفت أنها تكرار طبق الأصل لما ورد في خطابه بعد عدوان 2012، حتى ربطة العنق ذات اللون الأزرق السماوي، الفرق الوحيد بين المؤتمرين الصحافيين، كما لاحظ الموقع الإسرائيلي، الذي ترجم ما ورد فيه موقع عكا أونلاين، هو غياب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، عقابا له بسبب انتقاداته الأخيرة التي وجهها لحكومته ورئيسها وقيادة جيش الاحتلال خلال الحرب وبعد إعلان وقف إطلاق النار.
في خطاب عام 2012 نتنياهو قال: إن «الحكومة قررت شن هذه الحملة العسكرية بسبب الهجمات الإرهابية التي تصاعدت من قطاع غزة في الشهرين الأخيرين، وقد أعلنت سابقًا أن المنظمات (الإرهابية) ستدفع الثمن». وفي خطاب الأربعاء بدأ نتنياهو بتكرار ما قاله تقريباً قبل عامين: «منذ اللحظة الأولى وضعت حكومة إسرائيل هدفًا واضحًا، وهو ضرب حماس بقسوة، وجلب الهدوء والأمان الأبدي لكل مواطني إسرائيل، وأستطيع القول أن حماس ضُربت بقسوة».
وفي اقتباس مشابه آخر من خطاب 2012 قال نتنياهو: «الضربة للإرهاب في غزة كانت قاصمة، نلنا من مسؤولين كبيرين في التنظيمات (الإرهابية)، دمرنا آلاف الصواريخ والقذائف التي كانت ستطلق نحو جنوب البلاد، ومعظم الصواريخ التي وجهت نحو المركز، وهدمنا مراكز قيادة حماس». وكرر نتنياهو العبارات ذاتها قائلاً: «قتلنا حوالي ألف مخرب ومنهم قادة كبار، ومنهم بمراكز قيادية على أعلى المستويات، دمرنا آلاف القذائف والصواريخ ومعدات تصنيعها، ودمرنا مئات مصانع الصواريخ ومستودعات تخزينها، كما تم تدمير مراكز الاتصال والقيادة». وقال أيضاً في خطاب 2012 : «اعتقدت المنظمات (الإرهابية) أننا سنمتنع عن مهاجمتهم، ولكنهم أخطأوا»، في الأمس قال: «فوجئت حماس من أمرين أساسيين، خاصة في الأيام الأخيرة، الأول كان قوة الرد بعد أن خرقوا اتفاق وقف إطلاق النار، والثانية من تعاضدكم يا مواطني إسرائيل». وأيضًا بما يتعلق بالمستقبل، بعد انتهاء الحرب عام 2012، قال نتنياهو: «نعلم أن من المواطنين من يريدنا أن نخوض حربًا أكثر ضراوة، ومحتمل أن نضطر لذلك، لكن علينا اختيار الفرصة المناسبة لفعل الشيء الصحيح الذي يجلب الهدوء طويل الأمد لدولة إسرائيل». وفي خطاب الأربعاء قال مبررًا بذات الصيغة: «هل سنحقق هدفنا بالهدوء طويل الأمد؟ من المبكر قول ذلك. لكن ما يمكنني قوله أن الضربة القاسية التي وجهناها لحماس والمنظمات الإرهابية الأخرى وقدرتنا على منعهم من إعادة تقوية أنفسهم عن طريق مراقبة الحدود، هذه الأمور يمكن أن تزيد احتمال تحقيق هدفنا»!
ربما تكون هذه المقارنة الرد الأكثر وضوحا على من يشككون بما أنجزته المقاومة في غزة، حين تراوح «دولة» بحجم كيان العدو مكانها، أمام عدد متواضع من المقاتلين المحاصرين، المخذولين، والمفترض أنه تم إنهاكهم وهزيمتهم في عدوان 2012 ليعودوا، ليفعلوا ما فعلوه ولكن مع زيادة نوعية واستراتيجية هذه المرة!!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news