زيارة الرئيس المصري للسعودية فاتحة خير ..
أن زيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الأربعاء المقبل إلى المملكة العربية السعودية تشكل مرحلة جديدة من التعاون والعلاقات بين البلدين ، وهذا ما يدل على أنها فاتحة خير لعهد جديد من العلاقات الاستثمارية والاقتصادية أيضا.
إن العلاقات السعودية المصرية راسخة منذ القدم وستظل بإذن الله، وهذه الزيارة ستضع لبنة قوية لعلاقات ممتدة في مختلف الجوانب وفي مقدمتها الجوانب الاستثمارية والاقتصادية لأنها تشكل مفتاح العلاقات السياسية المتينة.
الاستثمارات السعودية تعتبر أحد أهم الاستثمارات في السوق المصري، وهناك اهتمام كبير لدى المستثمرين السعوديين في توسيع استثماراتهم وتحقيق مزيد من العلاقات التجارية والشراكات مع المستثمرين المصريين، إلا أن الاستثمار يقوم في الأساس على الثقة، ومن هنا فدور الحكومة المصرية في طمأنة المستثمرين السعوديين أمر غاية في الأهمية؛ مع الاخذ بعين الإعتبار أن التطمينات تكون على مستويين الأول رسمي صادر من الحكومة المصرية، وهو ما تنقله وسائل الإعلام تباعا، والآخر واقعي يعتمد على التعامل الرسمي والشعبي مع الاستثمارات السعودية في مصر وتوفير الحماية لها، خصوصا في أوقات الأزمات، وهذه الثقة تؤدي إلى ضخ مزيد من السيولة الاستثمارية في السوق المصرية، وتساعد على تنمية العلاقات التجارية في قطاع الاستثمار الخاص بين رجال المال والأعمال في الدولتين.
مجلس الأعمال المصري السعودي وكل المستثمرين السعوديين والخليجيين يرحبوا كل الترحيب بأول رئيس مصري منتخب في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه وهو ما يؤكد عمق العلاقات السعودية في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وهي زيارة تؤكد لكل من حاول التشكيك في حقيقة تلك الروابط استحالة تأثرها بأي مؤثر سلبي بين الشعبين الشقيقين اللذان يمثلان أهم ثقلين في منطقة الشرق الأوسط.
إن قرار الرئيس المصري بأن تكون المملكة العربية السعودية هي أول محطة خارجية قرارا حكيما وموفقا. ورجال الأعمال السعوديون يتطلعون إلى التحاور والنقاش مع فخامة الرئيس وإلى أن يطرحوا عليه الكثير من المشاكل والمعوقات التي واجهت المستثمرين السعوديين في مصر خلال العام الماضي والتي تم طرحها سابقا مع عدة جهات مصرية .
أن المملكة العربية السعودية ستكون أكبر داعم لدولة مصر إن شاء الله كي تتجاوز جميع مشاكلها خصوصا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله ورعاهما حريصان كل الحرص على استقرار شعب مصر ومد يد العون له.
أن السعودية ومصر هما أقوى دول المنطقة اقتصاديا وهما البعد الاستراتيجي العربي الأول وضرورة أن تكون بينهما وحدة في الموقف والرأي هو أمر طبيعي تفرضه طبيعة العلاقة بين الشعبين والحاضر الذي تعيشه الأمتين العربية والإسلامية ، لذلك فإنه أمر طبيعي أن تكون أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس المصري إلى المملكة العربية السعودية.