من هو صاحب القرار؟!
اكد النائب عبد الله النسور ان معظم اعضاء مجلس النواب كانوا ضد مبدأ الصوت الواحد غير أنهم صوتوا عكس قناعاتهم المعلنة . وقال النسور في لقاء حواري له مع فعاليات وابناء مدينة السلط ان اللجنة القانونية في مجلس النواب عقدت عدة لقاءات موسعة مع الاطياف السياسية والاهلية والشبابية مؤكدا قناعته بان اغلبهم كانوا ضد الصوت الواحد ورغم ذلك قدمت اللجنة القانونية القانون للمجلس بالصوت الواحد والقائمة العامة . واكد النسور ان اقرار مبدأ الصوت الواحد من مجلس النواب هو خلاف لتوجيهات ملكية صريحة للمجلس بضرورة التخلص من الصوت الواحد مشيرا ان الانسب في هذا الصدد هو قانون عام 1989 .
ماذا يعني كلام النائب المحترم الدكتور عبدالله النسور؟! فإذا كان معظم النواب ضد الصوت الواحد فمعنى تصويتهم لصالح قانون الصوت الواحد أنهم مسلبو الارادة بخضوعهم لجهة ما. ويبقى السؤال من هي تلك الجهة التي بامكانها وبكبسة زر تغيير مواقف وقناعات النواب وتدفعهم للتصويت ضد قناعاتهم؟
غير ان الأهم في الموضوع يا دكتور عبدالله النسور هو انك تقول ان التأييد العارم لمبدأ الصوت الواحد جاء خلافا لتوجيهات ملكية صريحة للمجلس بضرورة دفن الصوت الواحد. طيب، هل معنى ذلك أن النواب يمتثلون لرغبة جهة غير الملك؟ وهل معنى ذلك أن تلك الجهة لم تسمع وبوضح ما يريده الملك ؟ وهذا يطرح سؤال من يقرر في الاردن الرسمي، الملك الذي يريد التخلص من الصوت الواحد أم قوى أخرى تضرب بعرض الحائط التعهدات والرغبات الملكية؟! ثم لماذا لا يكون الموقف الرسمي موحدا وان كل من نشهده يقع في سياق لعبة تقاسم الادوار؟!
يا دكتور عبدالله، بصرف النظر عن الاسباب التي كانت وراء تغيير النواب لقناعاتهم، فالشارع الاردني تجاوز المجلس، ويبدو ان هنالك غالبية ستقاطع الانتخابات القادمة بسبب قانون الانتخاب الحالي، والمجلس القادم من دون مشاركة سياسية واسعة الاطياف سيعاني من نفس المشكلة المتعلقة بغياب الشرعية عن المجلس الذي أبدع في توظيف الحذاء وطي ملفات الفساد دون أن يقنع طفلا واحدا بأنه يمثل ارادة الناس، فليرحل المجلس مع عظيم احترامنا لمواقف النائب المحترم عبدالله النسور الذي يغيب في الملمات ويحضر بعد انقضاء السامر في كل مرة ...
