قطرميز رصيع في سوف!
حلمي الأسمر
جو 24 :
كتب الدكتور محمد خالد النظامي على صفحته في «الفيس بوك» قائلا: مررت بسوبرماركت, أو دكان في سوف, واشتريت بعض الحاجيات للمزرعة, ووجدت في الدكان قطرميز زيتون أخضر مرصوع. فطلبت التذوق, وسألت عن سعر الكيلوغرام, فقال لي البائع, هذا رصيع بلدي وأتت به سيدة من سوف, وقالت لي «ليس عندي اي شيء في البيت سوى هذول الزيتونات, بدي بس تعطيني بدلهن شاي وسكر وربع دينار ثمن خبز». ...... !
يكمل الدكتور محمد «البوست» بتفاصيل لا أستطيع نشرها، ولكنها جارحة، غير أنها لا تضيف شيئا للمشهد الدامي، ومثل هذا الأمر تقرأه أو تسمعه شفاها من «شهود عيان» يقولون لك أن ثمة في بعض المخابز في قرانا وبلداتنا ومخيماتنا، «دفتر للديْن» يُسجل فيه أصحاب المخابز «ديون» الزبائن، يعني هناك من يشتري الخبز بالدين، وكيلو الخبز لا يزيد عن قروش قليلة، ولكنها غير موجودة، فإن كان الخبز بالديْن، فما بال «الغموس» أو «المرق» وقطرميز الرصيع يُعرض للبيع، ومبادلته بشاي وسكر!؟
ما كنت أحب أن «أنكد» على القارىء في هذا اليوم بمشهد كهذا، فقد أعددت أكثر من موضوع للحديث فيه، لكن مشهد هذه العجوز لم يفارق ذهني، وخجلت من أن أهرب إلى موضوع آخر، فما يشغل بالي، كما كثير من ابناء هذه الأمة، قضايا كبرى، كانتخابات المعلمين، ويوم الأرض، ومسيرة القدس، والحراكات الشبابية التي حمي وطيسها نتيجة اعتقال شبان في الطفيلة، وتعسر مسيرة الإصلاح، فضلا عن السجال الساخن بين النواب والصحفيين، وغير ذلك كثير، ففي مصر «هجمة استحواذية إخوانية» على السلطة، وسجال ساخن حول لجنة الدستور وانسحابات متتالية منها، وفي ليبيا صراع قبلي وضحايا كثر، وفي سوريا فيها ما فيها من مذابح، ولكن صورة العجوز الجرشية ألحت علي، فأنستني كل ما في «جعبتي» ورحت أبحث في السيناريوهات التالية لبيع «القطرميز» وهو كل ما تملكه العجوز من حطام الدنيا، ترى.. ماذا ستفعل حين تستهلك «شوية» الشاي والسكر، وربع الدينار خبزا، وليس لديها ما تبيعه من بعد؟ كيف ستتدبر أمورها بقية الأيام، وفي معظم بيوتنا خير وفير من «حواضر» البيت من بيض ولبنة وأنواع من الجبن، وفي ثلاجاتنا أكل «بايت» كثير إن لم يجد طريقه إلى سلة الزبالة، ونحن نعلم أن ما يزيد عن حاجة الاستهلاك اليومي لأسرة ما، ينقص من حاجة أسرة أخرى، كأسرة العجوز، هل لديكم حل؟ وإلى أين ستصل بنا الحال، ونحن نقرأ كل يوم، أنباء لا تنتهي عن استحواذات من قبل متنفذين وحيتان على ملايين الدنانير، ومنها نبأ صغير حديث يقول: عضو مجلس إدارة سابق في «الوطنية لإنتاج النفط» يستحوذ على مليون ونصف المليون من محفظتها الاستثمارية، ترى كم قطرميز زيتون يمكن شراؤها بهذه المليون ونصف المليون من الدنانير؟.
الدستور
كتب الدكتور محمد خالد النظامي على صفحته في «الفيس بوك» قائلا: مررت بسوبرماركت, أو دكان في سوف, واشتريت بعض الحاجيات للمزرعة, ووجدت في الدكان قطرميز زيتون أخضر مرصوع. فطلبت التذوق, وسألت عن سعر الكيلوغرام, فقال لي البائع, هذا رصيع بلدي وأتت به سيدة من سوف, وقالت لي «ليس عندي اي شيء في البيت سوى هذول الزيتونات, بدي بس تعطيني بدلهن شاي وسكر وربع دينار ثمن خبز». ...... !
يكمل الدكتور محمد «البوست» بتفاصيل لا أستطيع نشرها، ولكنها جارحة، غير أنها لا تضيف شيئا للمشهد الدامي، ومثل هذا الأمر تقرأه أو تسمعه شفاها من «شهود عيان» يقولون لك أن ثمة في بعض المخابز في قرانا وبلداتنا ومخيماتنا، «دفتر للديْن» يُسجل فيه أصحاب المخابز «ديون» الزبائن، يعني هناك من يشتري الخبز بالدين، وكيلو الخبز لا يزيد عن قروش قليلة، ولكنها غير موجودة، فإن كان الخبز بالديْن، فما بال «الغموس» أو «المرق» وقطرميز الرصيع يُعرض للبيع، ومبادلته بشاي وسكر!؟
ما كنت أحب أن «أنكد» على القارىء في هذا اليوم بمشهد كهذا، فقد أعددت أكثر من موضوع للحديث فيه، لكن مشهد هذه العجوز لم يفارق ذهني، وخجلت من أن أهرب إلى موضوع آخر، فما يشغل بالي، كما كثير من ابناء هذه الأمة، قضايا كبرى، كانتخابات المعلمين، ويوم الأرض، ومسيرة القدس، والحراكات الشبابية التي حمي وطيسها نتيجة اعتقال شبان في الطفيلة، وتعسر مسيرة الإصلاح، فضلا عن السجال الساخن بين النواب والصحفيين، وغير ذلك كثير، ففي مصر «هجمة استحواذية إخوانية» على السلطة، وسجال ساخن حول لجنة الدستور وانسحابات متتالية منها، وفي ليبيا صراع قبلي وضحايا كثر، وفي سوريا فيها ما فيها من مذابح، ولكن صورة العجوز الجرشية ألحت علي، فأنستني كل ما في «جعبتي» ورحت أبحث في السيناريوهات التالية لبيع «القطرميز» وهو كل ما تملكه العجوز من حطام الدنيا، ترى.. ماذا ستفعل حين تستهلك «شوية» الشاي والسكر، وربع الدينار خبزا، وليس لديها ما تبيعه من بعد؟ كيف ستتدبر أمورها بقية الأيام، وفي معظم بيوتنا خير وفير من «حواضر» البيت من بيض ولبنة وأنواع من الجبن، وفي ثلاجاتنا أكل «بايت» كثير إن لم يجد طريقه إلى سلة الزبالة، ونحن نعلم أن ما يزيد عن حاجة الاستهلاك اليومي لأسرة ما، ينقص من حاجة أسرة أخرى، كأسرة العجوز، هل لديكم حل؟ وإلى أين ستصل بنا الحال، ونحن نقرأ كل يوم، أنباء لا تنتهي عن استحواذات من قبل متنفذين وحيتان على ملايين الدنانير، ومنها نبأ صغير حديث يقول: عضو مجلس إدارة سابق في «الوطنية لإنتاج النفط» يستحوذ على مليون ونصف المليون من محفظتها الاستثمارية، ترى كم قطرميز زيتون يمكن شراؤها بهذه المليون ونصف المليون من الدنانير؟.
الدستور