الحرب على داعش لتبرير اعادة احتلال المنطقة
هل يعقل ان يتخذ شخص لوحده قرار ادخال الاردن في حرب اقليمية خطرة تهدف الى تبرير اعادة احتلال المنطقة من قبل الامريكان، وهي الحرب غير الضرورية التي تدار وفقا للمصالح الامريكية في الاقليم، وتتناقض مع ابسط متطلبات الامن الوطني الاردني، وتعرض امن الاردنيين الى الخطر المباشر بزجهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وذلك دون الرجوع الى البرلمان، او محاولة احداث توافق وطني مع مختلف القوى السياسية على ضرورتها حتى وان كان الدستور يجيز ذلك.
والشعب الاردني يقف بكافة مستوياته ضد قرار المشاركة في حرب امريكية تفسخ كيان الامة، وترسخ انقساماتها ، وتبرر اعادة احتلال دولها بحجة مكافحة الارهاب، وهو الذي سيدفع الثمن من دماء ابنائه في نهاية المطاف على خلفية هذه المغامرة غير المحسوبة على مدار الشهور والسنوات القادمة، ، وقد تم فرض الحرب على الاردنيين دون ارادة منهم، وحتى رجالات الدولة، والعمل الوطني، والبرلمانيين لم يستشاروا في اتخاذ مثل هذا الموقف.
وان دخولنا في حرب مفتوحة ضد الجماعات الاسلامية المسلحة خارج اطار الحدود سيجعلنا في بؤرة الصراع في المرحلة القادمة ، ونكتوي بناره ، ويعرضنا الى العمليات الانتقامية ولمدى قدرة هذه التنظيمات على اختراق الامن الداخلي الاردني، وضرب مصالح الاردنيين في الخارج، وتعريض حياة الجنود الاردنيين المشاركين للخطر.
ولا يخفى ان تشكل حلف دولي ضد الجماعات الاسلامية المسلحة بقيادة امريكا والدول الغربية سيذكي اسباب الصراع بين الشرق والغرب على اسس دينية، ويعمق مشاعر العداء في المنطقة ضد الغزو الاجنبي ، وربما تحصل هذه الجماعات على التأييد والتعاطف في الشارع العربي والاسلامي، وتنقلب بوصلة الشارع الاردني لصالحها. وقد بدأت بعض الاصوات الاسلامية المهمة تصف ما يحدث بكونه حربا صليبة تتعرض لها المنطقة، وهو ما يتطلب النظر الى قرار المشاركة بمعيار الصالح العام الاردني، وليس باعتباره انصياعا وذيلية لامريكا.
الشعب الاردني رافض لقرار المشاركة في الحرب الاقليمية الدائرة ضد داعش بهدف ترسيخ التواجد الاجنبي في المنطقة العربية و بحجة منع تكون الارهاب فيها، وهو يعتبرها ادخال للاردن في عقر الصراع، وتعريض للامن الداخلي لمخاطر جمة، وعلى صاحب القرار ان يصغي لصوت شعبه ، وان يصار الى التراجع عن حدود المشاركة التي تنم عن تفضيل للاعتبارات والحسابات الامريكية على ضروراتنا وخياراتنا الوطنية التي هي اولى بالاعتبار.
واود ان اقول لمن يدقون طبول الحرب على داعش التي لا تمثل تهديدا جوهريا للامن الوطني الاردني لقد جبنتم عن حربكم الرئيسية في غزة ولذتم بالصمت، ولم تنبسوا ببنت شفة، واخوانكم الفلسطينيون كانوا يدكون بالطائرات الاسرائيلية امام اعينكم، وتهدم البيوت على اصحابها، وتردم المساجد ، وتدمر البنى التحتية في القطاع، ولا ضمائر لكم كانت تتحرك، واخذتم دور المتفرج، وهل لا تملكون جرأة خوض الرد العسكري الا في سبيل المشروع الامريكي، وتنساقون وراء الرغبة الامريكية مهما بلغت الكلف، وعلى حساب شعبكم، ولو دخلت امريكا جحر ضب لدخلتموه.