فيسبوك

جو 24 : شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك تضم أكثر من مليار و110 ملايين مستخدم من بينهم 680 مليون مستخدم للشبكة عبر الهواتف النقالة الذكية، كما قال مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ، في العام 2012 شهد الموقع أكثر من تريليون ضغطة على زر الإعجاب منذ شباط/ فبراير 2009 وحتى العام 2012، إضافة إلى أكثر من 140 مليار اتصال بين الأصدقاء، وتم رفع أكثر من 219 مليار صورة، علماً بأن هذا العدد لا يشمل الصور المحذوفة ولو شملها لأصبح العدد 265 مليار صورة، وتم تحميل أكثر من 62 مليون أغنية على فيسبوك خلال ثلاثة أعوام فقط، تم تشغيلها أكثر من 22 مليار مرة، أما متوسط عمر المستخدمين على فيسبوك فهو 22 سنة.

كثيرون من النشطاء في العالم العربي على فيسبوك انتهت بهم أنشطتهم على الشبكة إلى السجن في العالم العربي، إذ أن الكثير من الصفحات أصبحت أكثر رواجاً وانتشاراً من مواقع إخبارية كبرى. وبينما تنشط أعداد كبيرة من الشباب في العالم على شبكات التواصل الاجتماعي فإن أجهزة الأمن تبذل قصارى جهدها لمراقبة الأنشطة على هذه الشبكات ورصد كل ما يمكن أن يضر بالاستقرار والأمن، أو ما يمثل انتهاكاً للقوانين المعمول بها، ولا استثناء هنا ما بين عرب وعجم، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني عددا من النشطاء على الفيسبوك، من فلسطينيي الداخل والضفة الغربية، وعربيا تزداد ملاحقات الأجهزة الأمنية لهؤلاء، وبعض الدول العربية خصصت أجهزة كاملة بكوادر جرارة فقط لمراقبة نشاط هؤلاء النشطاء، فيما عدلت دول تشريعاتها ، بحيث تشمل «العقوبات» ما ينشره النشطاء على موقع الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي.

الفيسبوك الآن، هو احد مظاهر هذا العصر الأكثر أهمية، وهو يؤثر في حياة الملايين، وبدأ يلعب دورا خطيرا في صناعة الوعي الجمعي، والرأي العام، أكثر ربما من أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم.. وللموقع وجهه الآخر..فقد قرأت قبل ايام على الفيسبوك، خاطرة للارا حدادين، ضمنتها «تصريحات» ناشط فيبسبوكي، على إذاعة محلية، تقول لارا: الأخ بيشكي انه مرته (أم نكد) وبتغار عليه كتير إذا علق عند إحدى صديقاته على «الفيس».. وأسهب قائلاً أن معظم صديقاته هن مجرد صديقات افتراضيات وهو لا يعرفهن في الحقيقة.. عبر أخونا عن استيائه من استهتار زوجته بمشاعره وتقييدها لحريته الشخصية بتدخلها هذا.. وعندما سألته المذيعة كيف يحل الأزمة مع زوجته قال هذا الأخ المحترم بأنه يرضيها بكلمتين حلوين.. يعني بالعربي بيضحك عليها. الموضوع راق للمذيعة جداً فسألته «يعني لو تعرف أنه زوجتك علقت عند أحد أصدقائها على الفيسبوك ما بتزعل؟».. وإذ بنبرة صوته تتغير وتزداد خشونة وذكورية ويرد بكل ثقة ورزانة «على الأكيد زوجتي ما عندها فيس أبداً الموضوع مش وارد لا من قريب ولا من بعيد»!!!

لا يحتاج المشهد الأخير لتعليق كثير، فلهذا الموقع جوانب عدة، وتجليات اجتماعية وسياسية وأمنية (الكاتب صالح النعامي كتب أخيرا: تقرير مثير في «ميكور ريشون» حول وحدة «حتساف»،التي مهمتها جمع معلومات استخبارية عن الفلسطينيين من خلال ما ينشروه في مواقع التواصل الاجتماعي...وقائد الوحدة يؤكد أنه من كثرة ما يتم جمعه من معلومات باتوا يحتارون بأي المواد يهتمون) وغدا أمره يحتاج لأن يكون ربما مادة دراسية في الجامعات والمدارس، وفي داخل الأسرة أيضا، لما يسببه من إشكالات ومتاعب، وانفتاح غير مسبوق على الكوكب كله!


(الدستور)