الشيخ القرضاوي مطلوب للإنتربول!!
ياسر الزعاترة
جو 24 : أدرجت الشرطة الدولية (الإنتربول) العلامة الشيخ يوسف القرضاوي على قوائمها، ومنحته تصنيفا باللون الأحمر، ما يشير إلى المطالبة بتوقيفه مع البحث عنه واحتجازه بشكل مؤقت، تمهيدا لتسليمه لبلده استنادا إلى مذكرة توقيف.
ووجه الإنتربول على موقعه الإلكتروني للشيخ القرضاوي تهم “التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة”. هذه هي التهم، ولم نضف من عندنا شيئا!!
للتذكير فالرجل الذي تُوجَّه إليه التهم المذكورة هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو في الـ88 من العمر، ويحتاج إلى مساعدة كي يتحرك من مكان إلى آخر، مع أن وضعه الصحي مستقر نسبيا.
كل تلك التهم توجّه إلى واحد من أهم العلماء المسلمين في التاريخ الحديث، وهو رمز تفتخر به مصر والأمة العربية والإسلامية، وكانت له على الدوام مواقف مشهودة على صعيد قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين؛ جعلته محط استهداف من قبل الصهاينة، وكذلك الأمريكان، ومُنع من دخول العديد من الدول الغربية بسبب ذلك.
المصريون الشرفاء، كما الغالبية من أبناء الأمة يفتخرون بالشيخ الفاضل الذي كان معبرا عنهم، ومعبرا في الآن نفسه عن الإسلام الوسطي، ونال جوائز لا تحصى، وكرّمه قبل سنوات قليلة حاكم دبي، ونال قبل ذلك جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام والمسلمين.
لا خلاف على أن قدرا ما من الانقسام قد شاب الموقف من الشيخ خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد أن أضيف التحالف الإيراني إلى التحالف الأمريكي الصهيوني في معسكر الكارهين له، فضلا عن كل الذين يرفضون الربيع العربي وتجلياته.
أما حشر الشيخ في إطار الموقف القطري، فيبدو ظالما إلى حد كبير، فهو رفض التطبيع بين قطر والكيان الصهيوني حين حدث قبل سنوات، وقال ذلك علنا، لكن انسجام المواقف فيما خصّ الربيع العربي لا يضير الشيخ، وهو في بلد تعامل معه باحترام طوال الوقت. أما بعض الموتورين الذين أخذوا عليه موافقته على التدخل العسكري في ليبيا وأطلقوا عليه نعوتا ساقطة، فلا يمكن أن يتصوروا موقفا من رجل كهذا كان يشاهد القذافي وهو يتقدم باتجاه بنغازي يبشرها بالموت الزؤام، وهو ما يجعل القبول بتلك المساعدة من باب الاضطرار.
عموما، لم يكن الشيخ إلا في صف الشعوب، وإذا كان هناك بعض الانقسام حتى في الموقف الشعبي، فذلك لا يضير الرجل، إذ أن ذلك هو ما حدث طوال التاريخ، ففي كل معسكر هناك مؤيدون، ولكل أن يختار رأيه، لكن المؤكد أن الشيخ كان على الدوام في صف الغالبية الساحقة من الناس، وقدّم صورة راقية عن الإسلام لكل العالم.
لذلك كله يبدو طلب اعتقاله عن طريق الإنتربول معيبا ولا يصدر عن أناس يحترمون أنفسهم وشعوبهم، ولا ندري كيف سيكون حالهم لو أن ذلك قد حدث فعلا وجرى تسيلم الشيخ لهم، وهو في هذه الحالة الصحية والعمر المتقدم، مع أن في معتقلاتهم قوم يشبهونه من حيث الصحة والعمر، بل ربما من حيث القدر أيضا كما هو حال الأستاذ محمد مهدي عاكف، مرشد الإخوان السابق الذي عرف سجون جميع الرؤساء في مصر، وقبلهم الملك فاروق أيضا، ولم يمنحه عمره ووضعه الصحي فرصة النجاة من معتقلات القوم.
لن يتمكنوا من القبض على الشيخ، ولن يودعوه سجونهم، وهم يدركون ذلك، لكن ما فعلوه لن يكون إلا مصدر إدانة لهم في وعي غالبية الأمة التي ستواصل مسيرتها نحو الحرية رغم كل الجراح والمعاناة، وستصل هدفها بإذن الله مهما طال الزمن.
(الدستور)
ووجه الإنتربول على موقعه الإلكتروني للشيخ القرضاوي تهم “التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة”. هذه هي التهم، ولم نضف من عندنا شيئا!!
للتذكير فالرجل الذي تُوجَّه إليه التهم المذكورة هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو في الـ88 من العمر، ويحتاج إلى مساعدة كي يتحرك من مكان إلى آخر، مع أن وضعه الصحي مستقر نسبيا.
كل تلك التهم توجّه إلى واحد من أهم العلماء المسلمين في التاريخ الحديث، وهو رمز تفتخر به مصر والأمة العربية والإسلامية، وكانت له على الدوام مواقف مشهودة على صعيد قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين؛ جعلته محط استهداف من قبل الصهاينة، وكذلك الأمريكان، ومُنع من دخول العديد من الدول الغربية بسبب ذلك.
المصريون الشرفاء، كما الغالبية من أبناء الأمة يفتخرون بالشيخ الفاضل الذي كان معبرا عنهم، ومعبرا في الآن نفسه عن الإسلام الوسطي، ونال جوائز لا تحصى، وكرّمه قبل سنوات قليلة حاكم دبي، ونال قبل ذلك جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام والمسلمين.
لا خلاف على أن قدرا ما من الانقسام قد شاب الموقف من الشيخ خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد أن أضيف التحالف الإيراني إلى التحالف الأمريكي الصهيوني في معسكر الكارهين له، فضلا عن كل الذين يرفضون الربيع العربي وتجلياته.
أما حشر الشيخ في إطار الموقف القطري، فيبدو ظالما إلى حد كبير، فهو رفض التطبيع بين قطر والكيان الصهيوني حين حدث قبل سنوات، وقال ذلك علنا، لكن انسجام المواقف فيما خصّ الربيع العربي لا يضير الشيخ، وهو في بلد تعامل معه باحترام طوال الوقت. أما بعض الموتورين الذين أخذوا عليه موافقته على التدخل العسكري في ليبيا وأطلقوا عليه نعوتا ساقطة، فلا يمكن أن يتصوروا موقفا من رجل كهذا كان يشاهد القذافي وهو يتقدم باتجاه بنغازي يبشرها بالموت الزؤام، وهو ما يجعل القبول بتلك المساعدة من باب الاضطرار.
عموما، لم يكن الشيخ إلا في صف الشعوب، وإذا كان هناك بعض الانقسام حتى في الموقف الشعبي، فذلك لا يضير الرجل، إذ أن ذلك هو ما حدث طوال التاريخ، ففي كل معسكر هناك مؤيدون، ولكل أن يختار رأيه، لكن المؤكد أن الشيخ كان على الدوام في صف الغالبية الساحقة من الناس، وقدّم صورة راقية عن الإسلام لكل العالم.
لذلك كله يبدو طلب اعتقاله عن طريق الإنتربول معيبا ولا يصدر عن أناس يحترمون أنفسهم وشعوبهم، ولا ندري كيف سيكون حالهم لو أن ذلك قد حدث فعلا وجرى تسيلم الشيخ لهم، وهو في هذه الحالة الصحية والعمر المتقدم، مع أن في معتقلاتهم قوم يشبهونه من حيث الصحة والعمر، بل ربما من حيث القدر أيضا كما هو حال الأستاذ محمد مهدي عاكف، مرشد الإخوان السابق الذي عرف سجون جميع الرؤساء في مصر، وقبلهم الملك فاروق أيضا، ولم يمنحه عمره ووضعه الصحي فرصة النجاة من معتقلات القوم.
لن يتمكنوا من القبض على الشيخ، ولن يودعوه سجونهم، وهم يدركون ذلك، لكن ما فعلوه لن يكون إلا مصدر إدانة لهم في وعي غالبية الأمة التي ستواصل مسيرتها نحو الحرية رغم كل الجراح والمعاناة، وستصل هدفها بإذن الله مهما طال الزمن.
(الدستور)