jo24_banner
jo24_banner

في العنف الجامعي

أ د سامح الرواشدة
جو 24 :

يحق لكل مواطن أردني أن يسأل السؤال الذي تصعب الإجابة عليه : إلى أين تتجه جامعاتنا ؟ كان هذا عنوان مقالة نشرتها في بعض الصحف الإلكترونية قبل سنتين تقريبا، ولم يكن العنف الجامعي قد أخذ مداه إلى هذا المستوى غير المسبوق، ولم يبلغ هذا المنعطف الخطير الذي نراه، أكرر بأنه يحق لنا جميعا أن نسأل هذا السؤال ، لأن هذه المؤسسات مؤسسات وطن ،بنيت على أكتاف أبناء الشعب الصابر المكابر المغلوب ومن ضرائب تقتطع من قوت أبنائه، وهي الملاذ الذي يلوذ به أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة لتأمين مقاعد دراسية لأبنائهم، ولكن للأسف أن مؤسستي الحكومة و الدولة لا تعيران بالا لما يكتب أويقال ؛لأنهما ما زالتا سادرتين في غيهما ، في عدم احترام آراء من يبدون آراءهم، ولا ترى الحكمة إلا بعينها الوحيدة للأسف الشديد ،لأنها لا تنظر فترى رؤية موضوعية لتسارع للحل.


لو كان الأمر يشغل بال حكوماتنا لفكرت واستعانت بأصحاب الرأي والخبرة في الجامعات نفسها، من الذين يعرفون الداء ويعانون منه كل يوم ، لكنها كما يبدو تبحث عن أسباب وعوامل إضافية لتشتيت أذهان الناس وعقولهم عن المصائب الكبرى المتمثلة في ضياع مؤسسات الوطن ،واستشراء الفساد في كل مكان ،وعدم قدرتها على محاربته أو عدم رغبتها في مواجهة الفاسدين ؛لأننا في الأردن نرى فسادا ،ولكننا نجبن أن نواجه الفاسدين، لذلك أصبحت الجامعات مسارح للصراع إعدادا لمرحلة مقبلة قد تشعل قوى الفساد نار الصراع بين العشائر نفسها ،ولذلك ربما يوجه هؤلاء الشباب الصغار- وهم لا يدركون خطورة سلوكهم - للتجهيز لهذه المرحلة التي قد تحتاج إليها القوى المستفيدة من هذه المرحلة المشوهة فتشعل نارا ندفع ثمنها غاليا ، لهذا أقول يتوجب على الحكومة الحالية أن تسارع لفتح باب الحوار مع شخصيات أكاديمية وقانونية وأصحاب الخبرة من رؤساء جامعات قائمين وسابقين، لوضع حلول ناجعة وسريعة، وكف يد من يلعب داخل صفوف الطلبة ،والبحث عن برامج حقيقية وجادة لتوجيه الطلبة توجيها يليق بمواطن يحترم نفسه ووطنه ومواطنته ، خصوصا أن الأردن في عنق الزجاجة ولا يحتمل مراهنات وتسويفا ولعبا بالنار، وعلى أبنائنا أن يعوا خطورة المنزلقات التي ينزلقون إليها ويجرّون الجامعات إليها، ويدفعون عشائرهم دفعا إليها، عليهم أن ينتبهوا أنهم يصنعون حالة غير مسبوقة في خطاب مقيت سيدفع أهلهم لا قدر الله ثمنه ،عليهم أن ينتبهوا لكي لا يتحولوا وقودا يغذي نيران الفتنة التي ينتظرها الفاسدون ، المتربصون ،ليخلطوا أوراق اللعبة، ونخرج والوطن خاسرين مرتين : مرة في فترة الرخاء وهم ينهبون الوطن، ومرةفي فترة الشدة ليخرجوا سالمين.


الوطن في أزمة حقيقية حتى لو كابر المكابرون كي لا يرى الناس ضعفهم،ولم يعترفوا بذلك وعلينا أن نعرف إلى أين نتجه في دفاعنا عنه ، فلا تنشغلوا أيها الأبناء بصراعات جانبية تعطي فرصة للناهبين كي يفرحوا بانشغالكم بصغائر الأمور، فأنتم شباب الوطن ومادة نهضته، وعليكم أن تعوا ذلك لأن هناك من يراهن على تحويلكم رمادا تذروه الريح بعد أن تنطفئ حرائقهم التي ربما سيشعلونها لحماية ما امتدت إليه أيديهم ،عندئذ سيضحكون طويلا، وسنبكي نحن طويلا، ولن يرحم التاريخ الحمقى والمغفلين.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير