بانوراما الحراك: جمعة المقاطعة ورفض قانون الانتخاب
اكتسب الحراك هذا الأسبوع زخما اضافيا بانضمام الحركة الاسلامية اليه، وخاصة بعد أن قررت حركة الإخوان المسلمين مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة ترشيحا وانتخابا، كما توعدت الحركة بأنها ستعتمد المقاطعة كاستراتيجية لإفشال الانتخابات.
كما تميز حراك هذا الأسبوع برفع شعارات اتسمت بارتفاع سقفها، ومست ما يعتبره الرسميون تابوهات، وذلك ردا على تهديدات رئيس الحكومة فايز الطراونة بأنه لن يسمح بتجاوز ما اسماه بالخطوط الحمراء.
واللافت أيضا أن النشطاء في اربد طوروا من طريقة عملهم، وكأنهم ينفذون القانون بأيديهم، على اعتبار أن الدولة غير جادة وغير قادرة على محاسبة الفاسدين المقربين من العائلة المالكة، فجاءت المحاكمة الشعبية لكل من باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق ووليد الكردي صهر العائلة المالكة ومجدي الياسين شقيق الملكة، بالاضافة الى سهل المجالي المتهم شعبيا بفساد يتعلق بسكن كريم.
وعلى نحو لافت شارك الكاتب الساخر الاول في الاردن احمد حسن الزعبي في مسيرة اربد رافعا فيها يافطة كتب عليها 'كل اصلاحكو تشذب .. كل وعودكوا تشذب .. رجعوا الي سرقتوه ومسامحينكم بالفراطة
.. حراك ابو يحيى وكرمة العلي'.
وبدعوة من لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية، شارك الآلاف في مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني في وسط البلد باتجاه ساحة النخيل، تحت شعار 'جمعة الرفض'.
وجدد المشاركون في المسيرة رفضهم لقانون الانتخاب، مؤكدين أنه لا يشجع على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ولافتين إلى أن 'لا شرعية للانتخابات إلا بقانون عصري وديمقراطي يعتمد التمثيل النسبي'.
كما طالب المشاركون بحل مجلس النواب، مشيرين إلى أنه 'هذا المجلس لا يمثل الشعب الأردني الطامح للاصلاح'.
هذا واعلنت الاحزاب القومية واليسارية انها ستحسم موقفها من الانتخابات النيابية في الاجتماع المقرر عقده السبت، حيث رجحت قيادات حزبية لـ j024 اتخاذ قرار بمقاطعة هذه الانتخابات.
وفي كلمة ألقاها خلال المسيرة، قال الأمين العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين، سالم الفلاحات، ان الحركة الاسلامية التزمت بما وعدت به الحراكات الشعبية وانضمت الى موقفها بمقاطعة الانتخابات النيابية، حيث توحد الاردنيون لاسقاط الصوت الواحد، وقرروا مقاطعة هذه الانتخابات.
وأضاف ان الحركة الاسلامية نوهت مرارا الى انه 'لا مشاركة بالانتخابات في ظل هذا القانون المجزوء وفي ظل عدم اجراء اصلاحات دستورية، وانها بقيت خلال سنة ونصف تجمع صفوفها وتوحد كلمتها حتى بات الشعب صوتا واحدا وكلمة واحدة'.
ووجه رسالة لكافة 'الاحزاب السياسية والحراكات الشعبية لتوحيد عملها وازالة الفوارق فيما بينها لتمضي نحو الهدف الاكبر وهو تحقيق الاصلاح الشامل حتى يكون الشعب مصدر السلطات، وعدم السماح بتنفيذ لعبة الانتخابات'.
ومن جهته اشار الامين العام لحزب البعث العرب الاشتراكي، أكرم الحمصي، الى أن الاحزاب القومية واليسارية لم تلعن الى الان قرارا بمقاطعة الانتخابات النيابية رغم انها تتجه لمقاطعة هذه الانتخابات في ظل القانون الحالي.
وقال الحمصي في تصريح لـ jo24 'ان هذا القانون اعادنا الى المفاسد القديمة'.
وتابع: 'نريد قانون انتخاب عصري يتم التوافق عليه، اما هذا القانون فهو بمثابة دمار للمجتمع'.
وطالب الحمصي الملك بأن يتدخل لنصرة الاردنيين واقرار قانون انتخاب عصري
وفي محافظة الطفيلة خرج المئات في مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من امام مسجد الطفيلة الكبير الى دار المحافظة تحت عنوان 'جمعة الرفض'.
واكد المشاركون رفضهم المشاركة في الانتخابات القادمة قبل اجراء تعديلات دستورية تحقق مبدأ الشعب مصدر السلطات، مشددين على ضرورة انجاز اصلاحات سياسية واقتصادية شاملة
وتحت شعار 'جمعة قاطع' نفذ تجمع حراك العقبة الشعبي وقفة احتجاجية امام مسجد الحسين بن علي. وجاءت هذه الوقفة احتجاجا على تراجع الحكومة عن الاصلاح وذلك بإعادة اقرار قانون الصوت الواحد.
ولفت المشاركون الى ان الابقاء على قانون الصوت الواحد من شأنه افراز مجلس نيابي غير قادر على تحمل المسؤولية الوطنية. هذا وقد حث التجمع المشاركين على مقاطعة الانتخابات القادمة احتجاجا على قانون الصوت الواحد.
وفي الكرك كان العنوان الأبرز في الحراك هو شعار "لا مكارم ولا هبات.. جيبو اللي باع الفوسفات".. حيث نفذ الحراك الشبابي والشعبي في محافظة الكرك ظهر الجمعة اعتصاماً في ساحة صلاح الدين تحت شعار: 'خبز ومي وحرية'، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وانقطاع المياه وتفشي الفساد في ظل محاولة فرض القبضة الأمنية لاخماد المطالب الشعبية المنادية بالإصلاح والتغيير.
وأكد المشاركون رفضهم للقرارات الحكومية المتمثلة برفع اسعار العديد من السلع والخدمات والتي كان آخرها رفع اسعار المحروقات. وحملوا النظام مسؤولية تفشي العنف المجتمعي خاصة في الجامعات.
وتحت شعار 'جمعة الرفض'، نفذ العشرات من تنسيقيه الحراك الشعبي في السلط و البلقاء اعتصاما امام مركز السلط الثقافي.
و ندد المشاركون بإصرار السلطة التنفيذية على 'قانون الصوت الواحد'، مؤكدين رفضهم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في ظل هذا القانون.
وانتقد المشاركون تلكؤ السلطة في المضي بخطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي، معتبرين أن هذه الإصلاحات هي الشرط الذي لا يمكن المشاركة في الانتخابات النيابية دون تحقيقه، مطالبين في ذات السياق بـ 'إجراء تعديلات دستورية حقيقية تعيد السلطة للشعب'.
كما هتف المشاركون ضد رئيس الوزراء فايز الطراونة و طالبوا حكومته بالرحيل، معتبرين أنها غير قادرة على تحقيق الإصلاح الشامل.
ونظم تجمع ابناء لواء فقوع عقب صلاة الجمعة وقفة احتجاجية وسط المدينة للمطالبة بتحقيق الاصلاح الشامل الاقتصادي والسياسي ومحاربة الفساد.
وأكد المشاركون في الوقفة حرصهم على امن الوطن واستقراره وانهم لا يهدفون من الحراك المجازفة بحياة الشعب ولا زعزعة أمنه مؤكدين أن المسيرات والاحتجاجات حق كفله الدستور الاردني وصولا الى صحوة لكل الاجيال لتحقيق العدل والمساواة .
وطالب المشاركون ببيان وزع بالوقفة التي حملت اسم نعش الاصلاح بمحاكمة جميع الفاسدين امام القضاء والرجوع عن رفع الاسعار وعدم التدخل بالقضاء والاعلام واقرار قانون انتخاب يلبي طموح الشعب.
وفي عجلون نفذ حراك جبل عجلون للإصلاح والتغيير اعتصامين في كفرنجة والهاشمية اليوم الجمعة احتجاجا على قانون الانتخاب وارتفاع الاسعار.
وانتقد المعتصمون في المهرجان الخطابي الذي اقيم وسط تجمعاتهم السكانية اداء البرلمان والتقصير في اقرار التشريعات الناظمة للحياة السياسية معتبرين ان القانون الذي اقره مجلس النواب لم يلب رغبات المواطنين ولم يحدث تغيرا شاملا وفق ما كان مطروحا قبل اقراره من قبل الاحزاب والحراكات الاصلاحية والشعبية.
ودعا المعتصمون في كفرنجة الحكومة لمراعاة عدم اتخاذ قرارات تربك حياة المواطنين في مثل هذه الظروف مشيرين الى اهمية اتخاذ الحكومة قرارات جريئة من خلال تنفيذ اصلاحات اقتصادية والتسريع بمحاربة الفساد وتحقيق مطالب الحراكات الشعبية بخصوص قضايا تتعلق بمصلحة المواطنين .
وأشاروا خلال اعتصامهم الى ان السياسات الاقتصادية الخاطئة التي انتهجت في رفع أسعار المحروقات والكهرباء ستؤدي الى انعكاسات سلبية على مستوى معيشة المواطنين وتزيد من معاناتهم وتؤدي الى سحق الطبقة المتوسطة.
وأكد امين سر تجمع الاصلاح والتغيير في عجلون النائب السابق الدكتور احمد عناب على اهمية وجود حكومة انقاذ وطني وان يكون الشعب مصدر السلطات داعيا الحكومة للتراجع عن قراراتها بخصوص زيادة اسعار المحروقات التي اصبحت تربك حياة المواطنين واعادة النظر بقانون الانتخابات بما يحقق أعلى درجات التوافق بين جميع فئات المجتمع.
وفي اعتصام الهاشمية طالب عدد من المتحدثين وهم الدكتور رحيل غرايبة والدكتور جميل ابو صيني والدكتور عبد القادر ربابعة الحكومة بالتراجع عن قراراتها برفع اسعار المحروقات واشراك الفعاليات الشعبية بالقرارات والاسراع في ملاحقة الفاسدين وتوزيع المكتسبات الوطنية بعدالة وايجاد قوانين وتشريعات ناظمة للحياة السياسية والاقتصادية ووجود قانون انتخابات نيابي ينسجم مع المشروع الإصلاحي الوطني الذي يعزز مشاركة الجميع في صناعة القرار.
وأكدوا خلال كلماتهم رفضهم المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة لان القانون الحالي الذي تم اقراره لم يلب مطالب ورغبات الحراكات الاصلاحية والشعبية.
وقال الناطق الاعلامي لتجمع حركة جبل عجلون للإصلاح محمد فريحات ان هذه المسيرات والاعتصامات مستمرة في مناطق متعددة من المحافظة حتى تتم تلبية المطالب الاصلاحية التي تطالب فيها الحراكات الشعبية التي تطالب بالاصلاحات الشاملة السياسية والاقتصادية والتشريعية لمحاربة الفساد والفاسدين والتراجع عن قرارات الحكومة في رفع اسعار المحروقات والكهرباء مطالبا بوضع قانون انتخابي عصري يلبي طموحات الاحزاب وقوى المعارضة والمواطنين. ورفع المشاركون في المسيرة شعارات طالبت بمحاربة الفساد المفسدين وتعديل الدستور وحل البرلمان وإقالة الحكومة والتأكيد على أن الإصلاح الشامل هو الطريق إلى أردن أقوى في وجه كل المؤامرات الخارجية
وفي محافظة اربد نفذ المئات مسيرتين، انطلقت احداهما بعد صلاة الجمعة من امام مسجد اربد الكبير بدعوة من تنسيقية الحراك الشعبي في الشمال، تحت عنوان: (غضب 13)، فيما انطلقت المسيرة الثانية من أمام المسجد الهاشمي إلى دوار الشهيد وصفي التل، بدعوة من حركة جايين، تحت شعار 'جمعة محاكمة الفاسدين'. وهاجم المشاركون في كلا المسيرتين القانون المعدل للانتخاب، مؤكدين رفضهم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.
كما عبر المشاركون في المسيرة التي دعت إليها حركة 'جايين' عن سخطهم على الحكومة لعدم استجابتها لمطالب الشارع بمكافحة الفساد. ونفذ المشاركون 'محاكمة شعبية' لكل من مجدي الياسين وباسم عوض الله وسهل المجالي ووليد الكردي، حيث قاموا بشنق واحراق مجسمات تعبيرية لهم، بتهمة 'خيانة الأردن'، وذلك على دوار وصفي التل.
وكان هناك حراك ملحوظ يوم الخميس نفذ فيه العشرات من تنسيقية الحراك الأردني والحراكات الشبابية و الشعبية اعتصاما مساء الخميس في ساحة مجمع رغدان السياحي تحت عنوان 'قرع الجرس'.
وطالب المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه تنسيقية الحراك الأردني بتعديلات دستورية تشمل المواد '34-35-36' والخاصة بصلاحيات الملك، إضافة لاصلاحات إقتصادية، ومحاكمة الفاسدين.
كما طالب المعتصمون بالافراج عن عضو تيار ال36 سعود العجارمة وكافة معتقلي الرأي.
الناطق باسم حراك حي الطفايلة المحامي محمد الحراسيس قال في كلمة القاها :'عندما خرج الحراك قبل عام ونصف ليطالب بالاصلاح جوبه بجدار عازل وبمحاربة كبيرة '.
واضاف :'ما يريده الشعب الاردني هو اصلاح دستوري حقيقي يعيد السلطة للشعب، وينهي حالة التفرد بالسلطة'.
ودعا الحراسيس الى مقاطعة الانتخابات ترشيحا وانتخابا. من جهته دعا الناطق الاعلامي في حراك الطفيلة سائد العوران، في كلمة ألقاها في الاعتصام إلى وحدة الحراكات الشبابية والشعبية، كما دعا الحراكات الشعبية إلى تحويل ساحة مجمع رغدان السياحي لميدان تجتمع فيه الحراكات مرة كل شهر.
من جانبه أكد الناشط في حراك ذيبان ابراهيم قبيلات في كلمته، ان المشكلة ليست مع قانون الانتخاب وعدد المقاعد، انما بالفساد الذي لم نر ما يدل على مكافحته وبملفات الفساد التي طويت دون ان يحاسب مرتكبيها.
ودعا قبيلات في كلمته إلى مقاطعة الانتخابات في ظل انعدام الرؤية الإصلاحية –بحسبه- مبينا أن الدولة لا زالت بعيدة عن مطالب الحراك الشعبي، كما طالب بالافراج عن المعتقل سعود العجارمة.
اما الناشط في حراك حي الطفايلة منذر الحراسيس أكد أن المطلوب هو اصلاحات دستورية حقيقية، تتفق مع المبدأ الدستوري القائل بأن الشعب مصدر السلطات وتحقق فصلا حقيقيا بين السلطات.