jo24_banner
jo24_banner

دعوة صادقة للتخلي عن أنانيتنا

د. عالية ادريس
جو 24 : نحن أمام صورتان مؤلمتان الأولى : هي رغبة بالتعليم ممزوجة بالألم والفقد وضيق ذات اليد .. يتيم الأب والأم بعد سن الثامنة عشر لايدري الى أين يذهب فهو حيران تائه الفكر سُلب الحنان والعطف والحب إنه مكسور لقد جار عليه الزمان بمعوله وضربه فى الظهر .لوحة حزينة حقا لا تليق بمجتمع التكافل . وفي الوقت الذي نعرب فيه عن تقديرنا للدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات دور الرعاية وقرى الاطفال و لجان كافل اليتيم، حيث ملأت فراغاً هاماً، وتحملت عن المجتمع مسؤولية عظيمة، لكن دورها يتوقف عند سن الثامنة عشر لذلك فإننا نذكّر هذه المؤسسات هي والقطاع الخاص من جامعات ومعاهد وكليات ومراكز تدريب واكاديميات بضرورة مضاعفة الجهد، وتطوير النشاط، خاصة فيما يرتبط برفع كفاءة الأيتام، وتقدمهم على صعيد التعليم وبناء القدرات والمهارات، بمتابعة مسيرتهم الدراسية، وتشجيعهم على التميز والتفوق، ومساعدتهم في تحصيل فرص الدراسات الجامعية والعليا.
ونأمل أن يتفاعل المجتمع أكثر مع هذه الهيئات والمؤسسات بدعمها مالياً، وبرفدها بالعناصر المخلصة الكفؤة، والإقتراحات المفيدة البناءة، لتقوم بواجبها على خير وجه. بمبادرة شخصية مني طرحتها على رئيس جامعة الشرق الاوسط الأستاذ الدكتور ماهرسليم حيث أبدى رغبة كبيرة بالتفاعل مع هذا الموضوع وطرحه على مجلس الإدارة الذي أتمنى عليه الموافقة بإحتضان أي عدد من هؤلاء الشباب الذين خرجو من دور الرعاية بعد إتمام مرحلة التوجيهي بنجاح . وقريبا سأطرق ابواب جميع الجامعات والمعاهد والكليات والأكاديميات ومراكز التدريب لإحتضان هؤلاء . وكان الله في عون كل يتيم حتى يتجاوز محنة يتمه بسلامة ونجاح، ووفق الله المؤمنين لتحمل مسؤولياتهم تجاه الأيتام في مجتمعهم، فجميعنا مسؤولون أمام الجبار يوم الموقف العظيم إزاء هذه الفئة من أبنائنا الذين أوصانا بهم نبينا حبيب البشر.
الصورة المؤلمة الثانية و التي لاتقل إيلاما عن الأولى هي حرص والدين على تعليم أبنائهم وتوفير جميع الوسائل والظروف والإمكانات المناسبة للدراسة والنجاح ...يقابله تقاعس الأبناء وعدم الرغبة بالتعليم وفقدان البوصلة وهذا ماحدث معي شخصيا فإبني يرفض التعليم وليس لديه أسباب مقنعة ولا ينقصه الذكاء ولا الدعم هذه الصورة تذكرني بقوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56 ... وعلاج ذلك أن نتقبل الأمر كواقع حياة لأن الحياة لم تعطنا عهدا بصفائها ووفائها لنا فإذا خاب استثمارنا في تعليم أبناءنا دنيويا علينا تعلم كيف نحول مأساتنا في أبنائنا إلى طرائق خصبة نافعة في الإستثمارللحياة الآخرة وذلك بتعليم من يرغب في التعليم ... فالعلم عقيدة ومثابرة ورغبة وإرادة لذلك لن أجبر من لايريد ولن أتجاهل من يريد . هاتان صورتان مؤلمتان لاأدري أيهما أشد إيلاما ولكنني أدري كيف أختار و بدون تردد فالطريق يسلكه العابرون دون أن يستوقفهم شئ ... وهذه فرصة لنثبت من نحن هنا ؟؟؟؟
تابعو الأردن 24 على google news