jo24_banner
jo24_banner

إنهم يكذبون أيضا!

حلمي الأسمر
جو 24 : كان العرب فيما مضى هم الذين يكذبون، فقد تهاوت طائرات العدو في حرب حزيران كالذباب، وكان وعد أحمد سعيد الشهير «أن نشرب الشاي في تل أبيب» وبعد ست ساعات فقط، اكتشفنا أن اليهود احتلوا مساحة تزيد كثيرا على مساحة الأرض التي احتلوها عام 1948 أضعافا مضاعفة!
اليوم، الكذب انتقل إليهم، وبدأ انهم يدارون إخفاقاتهم بضباب كثيف من اللف والدوران، تعالوا بنا نقرأ ما كتبوا هم، لا نحن، كي لا يخرج علينا عربنا الذين لم يصدقوا بعد أن المقاومة في غزة حققت إنجازا لم يسبق لها أن حققته من قبل، ويقولوا لنا اننا «نضخم» الأمور ونبالغ!
يوم الثلاثاء الماضي، كان الخبر الرئيس في صحيفة «يديعوت» يحمل عنوانا كبيرا: «رئيس الاركان: «حماس قامت بعمليات باسلة»!! فما قصة هذا الاعتراف؟ وكيف تناولته الصحيفة؟
اثناء حملة «الجرف الصامد» كرر قادة الالوية المقاتلة في الميدان ذات الرسالة: مقاتلو حماس فروا من الاشتباك، وعمليا واجه الجيش الاسرائيلي «عدوا غير منضبط». هكذا تكتب «يديعوت» أما أمس فقد فاجأ رئيس الاركان بني غانتس الجميع فقال العكس: في مناسبة جرت في وزارة «الدفاع» في تل ابيب، حيث حل ضيوفا عشرات الضباط حتى رتبة ملازم ممن قاتلوا في الحملة، تطرق غانتس إلى مقاتلي حماس فقال: «في بعض الحالات، وينبغي القول باستقامة، قاموا بعمليات باسلة جدا».
هكذا إذا، ولو بعد تردد، «في بعض الحالات» و «ينبغي القول باستقامة!» ولكن الآتي هو الأهم، حيث لا يجد بدا من وضع النقاط على الحروف: «محظور علينا الاستخفاف بأعدائنا. هم ايضا يجلسون، هم ايضا يخططون، وهم ايضا يريدون الانتصار». وذكر غانتس في حديث مع المقاتلين محاولة التسلل من البحر، بقرب كيبوتس زكيم، مما كشف عمليا النقاب عن «وحدة الكوماندو» لدى حماس. «هذا الوصف للخلية التي حاولت الدخول عبر البحر ليس وصفا لأناس غير بواسل، هو وصف لأناس بواسل. فالركض من اجل وضع عبوة على دبابة ليس شيئا يفعله أناس غير بواسل».
هذا الاعتراف الصريح، اذهل الصحيفة إياها، ولم تجد بدا من مقارنته مع تصريحات أخرى، متناقضة تماما معه، فقالت، إن القول الذي يعزو البسالة لجنود حماس، (وهذا وصفها لهم! جنود لا إرهابيين ولا مخربين!) كما يُذكر، وتصريحات ضباط كبار في الحرب، بينهم قائد لواء جفعاتي العقيد عوفر فنتر، وقائد لواء المظليين العقيد اليعيزر تولدانو. وفي مقابلة مع «يديعوت احرونوت» في سياق مرافقة لساحة القتال في منطقة خربة خزاعة، قال قائد كتيبة الدورية في جفعاتي، ايلي زينو: «لا يوجد مكان وصلنا اليه ولم يهرب منه المخربون. فقد هجروا وفروا، ولم يكن التصدي لمن بقي صعبا». وبشكل مشابه تحدث ضابط غرفة عمليات اللواء، الرائد يارون الذي روى عن المخربين الذين فروا. ففي مقابلة أجريت في نهاية الجرف الصامد قال العقيد فنتر: «قاتلنا أمام لواءين لحماس. أين كان قادة ألويتهم؟ أملت أن يأتوا وجها لوجه، ولكنهم تأرنبوا، بعثوا برجالهم الى الأمام، تركوا كل شيء وفروا».
اعتراف رئيس اركانهم بني غانتس، لم يعجب ضباطه، الذين تعلموا كيف يكذبون، فقال عدد منهم ممن حضر المناسبة «ليس مناسبا أن تتحدث القيادة العليا للجيش بمثل هذا الشكل. حتى لو كان ينبغي برأيه التعاطي بجدية مع مقاتلي حماس، فان قولا كهذا على الملأ ليس في مكانه»!
إنهم يكذبون أيضا، حينما يخفقون، كما فعلنا في السابق!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news