ماذا يجري في القدس؟
حلمي الأسمر
الغريب في الأمر، أن الخذلان العربي الرسمي للأقصى لم يقف عند حد الصمت، بل ربما تجاوزه إلى ما هو أكثر من ذلك، فقد كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، أن جهات فلسطينية وعربية وأمريكية تسعى لتقديم بعض العروض والإغراءات للحركة الإسلامية مقابل تقديم بعض التنازلات في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك. وعن طبيعة هذه التنازلات يقول شيخ الأقصى: «من أيام قريبة جدا حاول البعض أن يعرض علينا الموافقة -ولو شكلا- على إبقاء مصاطب العلم في المسجد الأقصى كمصاطب علم فقط، وألا تقوم بدورها في التصدي لاقتحامات صعاليك الاحتلال»، مضيفا أن «من عرض علينا هذا العرض قال إنكم إن وافقتم على هذا العرض، فهذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي في المقابل سيؤخر مشروع فرض التقسيم الزماني على المسجد الأقصى».
الشيخ صلاح قال ايضا خلال حوار خاص مع صحيفة «عربي21» الإلكترونية اللندنية إنه «لن يأتي يوم نمنح فيه أي شرعية لوجود الاحتلال الإسرائيلي أو لاقتحامات الاحتلال ولو لساعة من الزمن في المسجد الاقصى المبارك». وعند سؤاله عن تلك الجهات وعما إذا كانت فلسطينية أو عربية قال: «الاسم ليس مهما الآن»، مبينا أنها «تدور في هذه الدوائر مع شديد الأسف». وفي موقف آخر «جاء البعض ليعرض علينا باسم شركات أمريكية، لها دور قبيح في بناء ما سموه المتحف على أرض مقبرة مأمن الله وقيل لنا أنه مقابل الموافقة سيمنح لكم الطابق الأول من المتحف، وسيقام تمثال لصلاح الدين الأيوبي يكون قريبا من المتحف». ورد عليهم كما أكد في حواره بقوله: «والله لو أعطيتمونا على امتداد مساحة أمريكا ذهبا لن نعطيكم أي موافقة على الاعتداء على متر واحد في مقبرة مأمن الله». علما بأن المقبرة تجاور المسجد الأقصى المبارك .
هذا ما يكشف عنه شيخ الأقصى، وبغض النظر عن جسامة أو تفاهة العرض، إلا انه يكشف طبيعة التعامل الرسمي فلسطينيا وعربيا وغربيا مع قضية الأقصى، ومستقبله، بعد أن تجاوز الأمر مرحلة الخذلان، إلى مرحلة المساومة والتواطؤ، وكنا ننتظر من الشيخ صلاح أن يكشف لنا عن طبيعة هذه العروض ومن يقدمها، كي نكون على بينة مما يحاك ضد الأقصى من مؤامرات.
الدستور