«أنت» المستهدف!
حلمي الأسمر
جو 24 : سواء أكان العربي متدينا أم لا، أو حتى مؤمنا أو ملحدا، مسلما أو غير مسلم، يعترف أن هويته الثقافية والحضارية هي الإسلام، كمنظمة أخلاقية وحضارية، والعربي بغير إسلام لا يساوي شيئا في «سوق الحضارات» وحتى ولو لم يسلم بهذا الأمر جهارا، فهو يعرف في قرارة نفسه أنه ليس بوسعه أن ينتمي إلا لهذه الهوية، التي طغت على كل الهويات التي اعتنقها العرب، قديما وحديثا.
تأسيسا على هذه «المُسلّمة» بوسعنا أن نتحدث بأريحية عن الاستهداف الواضح لهذه الهوية الآن، تحت ذرائع عدة، بدات بمحاربة ما يسمى «الإسلام السياسي» وانتهت بالتحالف ضد من يسمونهم «الإرهابيين» من «جهاديين» وغيرهم، رغم تحفظي على كل هذه المصطلحات واشتقاتها، التي صُنعت في مختبرات الاستخبارات الغربية..
إن الغرب، حتى وإن بدا لنا أنه متسامح دينيا، وديمقراطي، وليبرالي، لم يزل مسكونا بالخوف من الهوية الإسلامية، كحضارة وثقافة قادرة على هضم المدنيات الأخرى، والتمدد، والانتشار، بالتي هي أحسن، لا بالسيف والصولجان، ولهذا، بنيت الاستراتيجية الغربية على مبدأ لا تكاد تحيد عنه، وهو ضرورة إبقاء هذا العملاق المسلم في حالة من الارتخاء والغيبوبة، بكل الطرق الممكنة، المشروعة وغير المشروعة، كي لا يستفيق ويتحرك لـ «ابتلاع!» الآخر، ليس لأنه قوي بما يكفي على هذا الابتلاع فقط، بل لأن الآخر من الهشاشة بحيث لا يصمد أمام ديناميكية الإسلام ومرونته وتماهيه مع الفطرة البشرية، ولهذا كان لا بد من خنجر مسموم ينغرس في قلب العالم الإسلامي، وهو إسرائيل، كي يضمن تزويده بما يلزم من «مصل» سام، يضمن بقاءه في حالة من الضعف تمكن الآخر من استعباده، واستثمار ثررواته، وبالتالي تحييده من نِزال الحضارات، وتحقيق الذات..
القصة ليست قصة «داعش» أو «الإخوان المسلمين» أو حتى «السلفيين» القصة قصة إسلام ونقطة، وباقي المسائل ذرائع ثانوية، ترتدي في كل مرة لبوسا جديدا، وللأسف، نجحت دوائر صنع القرار في الغرب حتى الآن، في تجنيد جزء خطير من ابناء هذه الأمة لمساعدتهم في تحقيق برنامجهم، سواء بعلم او بغير علم، بأجر، أم بتبرع، بل ربما بالغ جزء من هؤلاء فتحمسوا لتمويل تنفيذ هذا البرنامج، وإبداء حماسة منقطعة النظير لإنجاحه، تحقيقا لأهداف قصيرة المدى، منقطعة عن الصالح العام لهذه الأمة.
بين أيدينا عشرات الأدلة والوقائع والأقوال، التي تؤكد صحة ما نقول، ولا يتسع مقال كهذا لعرض ولو جزء يسير منها، وبوسع أي باحث أن يستبدل مصطلحات مثل: «المتطرفين المسلمين» او «الإرهابيين» أو «المخربين» ليضع مكانها كلمة «المسلمين» ليعرف مدى ما يضمره هؤلاء وأولئك لأمة العرب والمسلمين؛ لأن المعنى المختبئ داخل هذه المصطلحات هو واحد، وهو «أنت» أيها العربي، والمسلم، سواء أكنت مؤمنا أم ملحدا، مسلما أم غير مسلم، عربيا أم أعجميا!
الدستور
تأسيسا على هذه «المُسلّمة» بوسعنا أن نتحدث بأريحية عن الاستهداف الواضح لهذه الهوية الآن، تحت ذرائع عدة، بدات بمحاربة ما يسمى «الإسلام السياسي» وانتهت بالتحالف ضد من يسمونهم «الإرهابيين» من «جهاديين» وغيرهم، رغم تحفظي على كل هذه المصطلحات واشتقاتها، التي صُنعت في مختبرات الاستخبارات الغربية..
إن الغرب، حتى وإن بدا لنا أنه متسامح دينيا، وديمقراطي، وليبرالي، لم يزل مسكونا بالخوف من الهوية الإسلامية، كحضارة وثقافة قادرة على هضم المدنيات الأخرى، والتمدد، والانتشار، بالتي هي أحسن، لا بالسيف والصولجان، ولهذا، بنيت الاستراتيجية الغربية على مبدأ لا تكاد تحيد عنه، وهو ضرورة إبقاء هذا العملاق المسلم في حالة من الارتخاء والغيبوبة، بكل الطرق الممكنة، المشروعة وغير المشروعة، كي لا يستفيق ويتحرك لـ «ابتلاع!» الآخر، ليس لأنه قوي بما يكفي على هذا الابتلاع فقط، بل لأن الآخر من الهشاشة بحيث لا يصمد أمام ديناميكية الإسلام ومرونته وتماهيه مع الفطرة البشرية، ولهذا كان لا بد من خنجر مسموم ينغرس في قلب العالم الإسلامي، وهو إسرائيل، كي يضمن تزويده بما يلزم من «مصل» سام، يضمن بقاءه في حالة من الضعف تمكن الآخر من استعباده، واستثمار ثررواته، وبالتالي تحييده من نِزال الحضارات، وتحقيق الذات..
القصة ليست قصة «داعش» أو «الإخوان المسلمين» أو حتى «السلفيين» القصة قصة إسلام ونقطة، وباقي المسائل ذرائع ثانوية، ترتدي في كل مرة لبوسا جديدا، وللأسف، نجحت دوائر صنع القرار في الغرب حتى الآن، في تجنيد جزء خطير من ابناء هذه الأمة لمساعدتهم في تحقيق برنامجهم، سواء بعلم او بغير علم، بأجر، أم بتبرع، بل ربما بالغ جزء من هؤلاء فتحمسوا لتمويل تنفيذ هذا البرنامج، وإبداء حماسة منقطعة النظير لإنجاحه، تحقيقا لأهداف قصيرة المدى، منقطعة عن الصالح العام لهذه الأمة.
بين أيدينا عشرات الأدلة والوقائع والأقوال، التي تؤكد صحة ما نقول، ولا يتسع مقال كهذا لعرض ولو جزء يسير منها، وبوسع أي باحث أن يستبدل مصطلحات مثل: «المتطرفين المسلمين» او «الإرهابيين» أو «المخربين» ليضع مكانها كلمة «المسلمين» ليعرف مدى ما يضمره هؤلاء وأولئك لأمة العرب والمسلمين؛ لأن المعنى المختبئ داخل هذه المصطلحات هو واحد، وهو «أنت» أيها العربي، والمسلم، سواء أكنت مؤمنا أم ملحدا، مسلما أم غير مسلم، عربيا أم أعجميا!
الدستور