الازمة السورية الى اين ؟
لا شك ان التحولات الدراماتيكية والاستراتيجية الاخيرة في الثورة االسورية ضد نظام بشار الاسد اخذت منهجا جديدا وسريعا في في طريقها لاسقاط بشار الاسد ونظامه ,فبعد العملية النوعية التي نفذها انتحاري في اجتماع بمجلس الامن القومي السوري وادت الى مقتل اربع من كبار اركان بشار الاسد بحد ذاتها تغيرا جذريا ومفاجئا نظرا لهذا الاختراق الامني الذي يعتبر نوعيا بكافة مقاييس العمل الامني والاستخباري نظرا لطبيعة الاجتماع وافراده فليس من البعيد ان يكون راس الدولة في مثل تلك الاجتماعات بالاضافة الى ان النظام السوري يتكون من عدة اركان وهؤلاء الضباط واعضاء مجلس الامن القومي هم اركانه كما هو بشار الاسد نفسه فهو ركن من هذه الاركان وليس كل الاركان بالاضافة الى ان الشخص الذي قام بالتفجير هو من افراد قلب النظام ,وان يقع الانفجار في اجتماع يضم صفوة اركان النظام وبيوت اسرار النظام مثل أصف شوكت صهر الرئيس الاسد والرجل الثالث في النظام السوري وحافظ مخلوف رئيس فرع التحقيق في المخابرات السورية وابن خالة بشار الاسد يعتبر ابرز عملية اختراق لهيكل النظام السوري .
بعض الذين يحاولون التقليل من قيمة الانفجار غلى اساس ان النظام قد قام بتصفيتهم فهو ادعاء الاغبياء والسذج لان مثل هكذا عمل هو ان النظام يحرق نفسه بنفسة وهو بحاجة الى كل عسكري ان يكون بجانبه بالاضافة الى ان هكذا عمل قد ادى الى انحدار شديد بالمعنويات لدى الجيش السوري وتسارع عمليات الانشقاق وتعددها .
ومملا شك فيه ان وصول المعارك المسلحة الى قلب العاصمة دمشق وفي احياء تعتبر أمنية بامتياز هو تحول اخر نظرا لان دمشق هي العاصمة ووصول المعارك اليها يعني ان انها الورقة الاخيرة التي يملكها النظام, بالاضافة الى قيام النظام بقصف بعض الاحياء السكنية بالمروحيات فهو عملية افلاس النظام بامتياز وفقدانه السيطرة على االامور بالاضافة الى انه يحاول كسب الوقت لايقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر لتأجيل عملية سقوطه الساقطة اصلا .
ومما لاشك فيه انه بعد انفجار مجلس الامن القومي السوري توالت مجموعة من الانفجارات في اماكن عسكرية حساسة وتحضى بشدة التحصين والمراقبة يدل على ان المعارك دخلت مراحلها الحرجة والشديدة وانها اخذت بعدا جديدا في السيطرة على المقار الامنية وعمليات الكر والفر بين النظام والثورة .
لا شك ان النظام السوري بدأ ينحدر في السقوط الى الهاوية وان الثورة السورية في طريقها للسيطرة على زمام الامور في سوريا لاكن بحاجة الى بعض الوقت للتوسع في انتشار الجيش السوري الحر في كل انحاء دمشق ودخول مدينة حلب المعركة من الجانب الاخر فهي الثقل الاقتصادي والصناعي للدولة السورية وتتسم بالهدوء في الوقت الحالي لكن خروجه عن صمتها يعتبر اكبر ضربة للنظام السوري وافلاسه |.